هل من بضاعة إيرانية جديدة
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

هل من بضاعة إيرانية جديدة؟

المغرب اليوم -

هل من بضاعة إيرانية جديدة

بقلم : خيرالله خيرالله

لم يكن الاتفاق في شأن الملفّ النووي هدفا بحد ذاته سوى لإيران من جهة، وإدارة باراك أوباما من جهة أخرى. هذا ما يفسّر إلى حدّ كبير الإصرار الإيراني على دعوة أوروبا إلى إنقاذ الاتفاق الذي استطاعت استغلاله إلى أبعد حدود من أجل الاستمرار في مشروعها التوسّعي. هذا المشروع القائم على إنشاء ميليشيات مذهبية تكون مجرّد ذراع لـ”الجمهورية الإسلامية” التي أسّسها آية الله الخميني قبل أربعين عاما.

ليس الاتفاق في شأن الملفّ النووي الذي وقّعته إيران مع مجموعة الخمسة زائد واحدا صيف العام 2015 سوى بضاعة تالفة لم تعد صالحة في عهد دونالد ترامب، وذلك من دون الذهاب إلى مبالغات في الرهان على الإدارة الأميركية الحالية.
لا يمكن إنكار أنّ البلدان الخمسة ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن وألمانيا كانت ترى في الاتفاق خطوة أولى إلى أمام. لكنّ ما لا يمكن تجاهله، في الوقت ذاته، أنّ إيران وحدها كانت تعتقد أن الاتفاق يمثّل جسرا نحو متابعة مشروع توسّعي غضّت إدارة أوباما الطرف عنه. لم يتوقف البلدان الأوروبيان (فرنسا وبريطانيا) عن المطالبة بالذهاب إلى أبعد من الاتفاق. فرنسا شدّدت خصوصا على الصواريخ الباليستية الإيرانية وخطورتها، فيما لم تخف بريطانيا حذرها من النشاطات الإرهابية التي تمارسها الأذرع الإيرانية، وصولا هذه السنة إلى اعتبار “حزب الله” بجناحيه العسكري والسياسي “منظّمة إرهابية”.

لا حاجة بالطبع إلى توصيف الموقفين الصيني والروسي اللذين اتسما في كلّ وقت بنوع من المسايرة لإيران، فيما راحت ألمانيا التي توجه وزير خارجيتها هايكو ماس إلى طهران أخيرا تتشدّد أكثر في مواقفها. بدأت ألمانيا تكتشف أن الأولوية تبقى لعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة. تبقى الأولوية للولايات المتحدة وليس لإيران، خصوصا في ضوء حجم التبادل التجاري الأميركي – الألماني.

في النهاية هناك قوانين جديدة للعبة منذ مزّق الرئيس دونالد ترامب الاتفاق النووي مع إيران قبل ثلاثة عشر شهرا، ومنذ أتبعَ ذلك بفرض مزيد من العقوبات عليها كشفت هزالة الاقتصاد الإيراني.

شيئا فشيئا بدأت إيران تشعر بتأثير العقوبات وبثقل الضغوط الأميركية على الأوروبيين الذين ليس أمامهم من خيارات غير الرضوخ لما تطالب به الولايات المتحدة. لذلك لا معنى يذكر لكلّ التهديدات الإيرانية، على الرغم من أنّ هناك شبه إجماع في واشنطن على ضرورة تفادي صدام عسكري مع “الجمهورية الإسلامية”. في الواقع لا وجود لشهيّة أميركية لحرب عسكرية مع إيران في وقت يعرف ترامب، تماما، أن الشعب الأميركي لا يحبّذ مثل هذه الحرب في غياب عمل استفزازي إيراني واضح يستهدف الوجود الأميركي في المنطقة، خصوصا في مياه الخليج أو العراق.

في كلّ الأحوال، هناك حرب أميركية تُشنّ على إيران. طابع هذه الحرب اقتصادي. ليس ما يدعو إلى حرب عسكرية وصدام مباشر ما دام المطلوب توجيه رسالة واضحة إلى إيران تشارك فيها دول المنطقة أيضا، على رأسها المملكة العربية السعودية التي استضافت أخيرا في مكّة ثلاث قمم (عربية وإسلامية وخليجية) دانت بوضوح شديد التصرفات الإيرانية خارج حدود “الجمهورية الإسلامية”.

فحوى الرسالة أن الاتفاق النووي صار من الماضي، وأنّه يستحيل إعادة تسويقه بمجرد إيجاد غلاف جديد له. ترامب وفريق عمله ليس أوباما والمحيطين به، من أمثال مستشارته فاليري جاريت التي كانت أقرب الناس إليه وإلى زوجته والمعجبة كلّ الإعجاب بإيران لأسباب تعود إلى كونها ترعرعت فيها عندما كانت لا تزال طفلة.

من أجل نجاح الوساطة الألمانية التي يقوم بها وزير الخارجية، ومن أجل أن ينجح مستقبلا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي سيزور طهران أيضا، سيتوجب على إيران أن تتغيّر. لا يكون هذا التغيير بالكلام الجميل المنمّق الذي يتحدث عن اتفاق عدم اعتداء مع دول الخليج العربي. هذا التغيير مرتبط بالسلوك الإيراني في كلّ بلد تمارس فيه الميليشيات التابعة لـ”الحرس الثوري” نشاطا محددا في خدمة مشروع واضح يخدم عملية زعزعة المجتمعات العربية وإيجاد خلل داخلها.

ماذا تفعل إيران في لبنان غير ضرب مؤسسات الدولة في هذا البلد الصغير الذي يعاني منذ خمسين عاما، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة، من السلاح غير الشرعي المنتشر في أراضيه؟ ماذا تفعل إيران في سوريا غير دعم نظام أقلّوي دموي يسعى، بالمشاركة معها، إلى تهجير أكبر عدد من السوريين من ديارهم بهدف إحداث تغيير ديموغرافي لا عودة عنه في هذا البلد؟ ماذا تفعل إيران في العراق غير السعي إلى تكرار تجربة “الجمهورية الإسلامية” حيث “الحرس الثوري” الأداة الأهمّ لممارسة “المرشد” نفوذه؟ كلّ ما هو مطلوب في العراق تهميش دور الجيش الوطني كي يكون “الحشد الشعبي” في الصدارة، على أن يلعب “الحشد” دور “الحرس الثوري” في إيران.

أخيرا، ماذا تفعل إيران في اليمن؟ أي مستقبل لأيّ جزء من الأرض اليمنية يتحكّم بها الحوثيون (أنصارالله)؟ هل يحتاج اليمن إلى مزيد من الجهل والبؤس والتخلّف وانتشار المرض في كلّ الميادين؟ لم يقل لنا أحد في طهران ما هو المشروع الاقتصادي أو السياسي أو البرامج التعليمية التي ينادي بها الحوثيون؟

ليست المشكلة في الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني. المشكلة في نظام يعتقد أن “تصدير الثورة” علّة وجوده. لذلك لا مجال لنجاح أيّ محاولات إيرانية لإعادة تسويق الاتفاق النووي. أوروبا نفسها ليست مقتنعة بذلك، إضافة إلى أن الإدارة الأميركية تعرف جيدا كلّ تفاصيل السلوك الإيراني في السنوات الأربعين الأخيرة.

هل لدى إيران بضاعة جديدة قابلة للتسويق غير الاتفاق النووي؟ حسنا، سعت إيران إلى امتلاك السلاح النووي، ما نتيجة ذلك؟ النتيجة الوحيدة هي إدخال المنطقة في سباق تسلّح، خصوصا أن أيّ دولة ذات شأن في المنطقة لن ترضخ للأمر الواقع بما في ذلك السعودية ومصر وتركيا.

خسرت إيران الحرب الطويلة التي اعتقدت أنّها تخوضها مع الولايات المتحدة منذ احتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران لمدّة 444 يوما ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1979. خسرت تلك الحرب لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب إلى أنّها لم تبن اقتصادا قويّا على علاقة بالتطورات التي يشهدها العالم من جهة، ولم تستطع بناء نموذج لتجربة سياسية ناجحة يمكن أن تصدّرها إلى خارج أراضيها. ليس لديها ما تصدّره سوى تجربة في أساسها ميليشيات تعيث خرابا وفسادا حيثما حلّت.

تفاوضت أميركا مع إيران أم لم تتفاوض، ليست تلك المسألة. المسألة هل تتغيّر إيران وتعود دولة طبيعية من دول المنطقة، مع ما يعنيه ذلك من تغيير أساسي للنظام فيها. هذا تغيير لا مفرّ منه حتّى لو كرر ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لا تستهدف إحداث مثل هذا التغيير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من بضاعة إيرانية جديدة هل من بضاعة إيرانية جديدة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib