المنطقة تغيّرت اميركا لم تتغيّر
أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية أميركا تستعد لإخلاء سفارتها ببغداد وتسمح لأسر عسكريّيها في الشرق الأوسط بالمغادرة انتشال جثة الرهينة الإسرائيلي يائير ياكوف من قطاع غزة
أخر الأخبار

المنطقة تغيّرت... اميركا لم تتغيّر!

المغرب اليوم -

المنطقة تغيّرت اميركا لم تتغيّر

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

بعد أيام، تمرّ الذكرى الـ20 على "غزوتي نيويورك وواشنطن" اللتين نفذهما تنظيم القاعدة" الإرهابي بقيادة أسامة بن لادن. بعد عقدين على الحدث، يتبيّن ان العالم، خصوصا الشرق الأوسط والخليج، تغيّر فيما اميركا التي استهدفها الإرهاب لم تتغيّر. لا تزال اميركا تعاني من الامراض نفسها التي كانت تعاني منها قبل الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001. لا تؤثّر هذه الامراض باميركا في ضوء قدرتها على التحمّل بفضل الحجم الضخم لاقتصادها، قبل ايّ شيء آخر. يسمح لها هذا الاقتصاد بتلقي الصدمات الواحدة تلو الأخرى... في انتظار خطأ أميركي جديد يذهب ضحيته احد شعوب هذا العالم!

ما يؤكّد ان اميركا لم تتغيّر طريقة خروجها مهزومة من أفغانستان واستسلامها مجدّدا امام "طالبان" من دون أي سؤال او جواب عن مصير الشعب الافغاني الذي سيكون عليه مجددا المعاناة من حركة متخلّفة لا تحترم الانسان وتحتقر المرأة والعلم والتعليم وتعتقد انّ كلّ ما هو حضاري في هذا العالم، بدءا بالموسيقى والفن، عدوّ لها. ليس ما يضمن الّا تعود أفغانستان حاضنة للارهاب كما كانت عليه الحال قبل 2001. من يضمن، في ضوء ما شهده مطار كابل أخيرا حيث قتل 13 عسكريا اميركيا على يد انتحاري من "داعش" الّا تتحوّل أفغانستان مجددا مكانا يسرح فيه الإرهاب ويمرح؟

لدى اميركا القدرة على هزيمة الفشل، ايّ فشل. كلّ ما تفعله هو الانسحاب وترك البلدان التي حاولت انقاذها لمصيرها. قد تكون القيادة في فيتنام، القيادة الوحيدة التي استدركت نفسها وانطلقت من هزيمتها لاميركا كي تعود حليفا لها في مواجهة الصين. هزم الفيتناميون اميركا عسكريا وانهزموا امامها اقتصاديا وذلك في مصلحة بلدهم ومستقبله...

المفارقة انّ الجيش الأميركي دخل الى كابول في 2001 وأخرج منها "طالبان". لدى مغادرته كابول في 2021، تعود "طالبان" الى العاصمة الأفغانية فيما يسعى أهلها الى الهروب منها بمعيّة الاميركيين. هذه فضيحة ليس بعدها فضيحة بالنسبة الى إدارة أميركية تبحث كلّ يوم عن تبريرات لتفسير فشلها في الخروج بطريقة لائقة من حرب لم تستطع تحقيق انتصار فيها.

ستبقى اميركا اميركا بغض النظر عن المغامرة الافغانيّة. ما هو محزن انّ إدارة جو بايدن ترفض مراجعة ما حصل في السنوات العشرين الماضيّة. لم يشر ايّ مسؤول أميركي الى ما حصل على هامش الغزو الأميركي لأفغانستان.

تميّزت السنوات العشرين الماضيّة بغياب ايّ فهم في واشنطن لمعنى الذهاب الى العراق فيما الجيش الأميركي لم ينه حرب أفغانستان ويقضي نهائيا على "طالبان". ما حصل هو تسليم للعراق على صحن من فضّة الى النظام القائم في ايران، وهو نظام يربط بقاءه بقدرته على التخريب في المنطقة المحيطة به. ستعضّ "الجمهوريّة الاسلاميّة" على جروح الماضي، بما في ذلك قتل "طالبان" لدبلوماسييها في مزار شريف في أيلول – سبتمبر من العام 1998. ستسعى في المقابل الى لعب دور في أفغانستان مستفيدة من قاعدة مشتركة بينها وبين "طالبان". اسم هذه القاعدة هو "القاعدة" التي وجدت من يؤوي بعض رجالاتها في ايران بعد العام 2001.

بغزوها العراق، غيّرت اميركا التوازن في الشرق الأوسط كلّيا. لم يعد العراق، وهو ركيزة من ركائز النظام الاقليمي واحدى اهم الضمانات للتوازن فيه، موجودا. صار بلدا ضائعا يبحث عن هويّة وذلك في ضوء الإصرار الأميركي في عهد جورج بوش الابن على التخلّص من نظام صدّام حسين.

مع سقوط العراق وسقوط صدّام حسين بالطريقة التي اسقط بها، كشفت الولايات المتّحدة عن جهل كامل بالشرق الأوسط. ليس صدّام حسين وحده الذي لم يستوعب معنى ما حدث في الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001. لم يكن يمتلك القدرة الذهنيّة على فهم ما حدث. لم يفهم معنى ان يقسّم جورج بوش الابن العالم بين "من ما هو معنا ومن ما هو ضدّنا". المهمّ ان اميركا أقدمت على ما أقدمت عليه وغيّرت الشرق الاوسط كلّيا. لم تكتف باسقاط صدّام حسين ونظامه. سمحت لإسرائيل بالانتهاء من ياسر عرفات الذي وضعه ارييل شارون في الإقامة الجبريّة في "المقاطعة" في رام الله... الى ان توفّى في 11 تشرين الثاني – نوفمبر 2004.

لعلّ الأخطر من ذلك كلّه ان الذهاب الأميركي الى العراق وفّر اندفاعة جديدة للمشروع التوسّعي الإيراني وصولا الى اغتيال رفيق الحريري في لبنان بغية السيطرة على البلد. وهذا ما نرى نتائجه حاليا بعدما صارت ايران تقرّر من هو رئيس الجمهوريّة في لبنان وتمنع تشكيل حكومة فيه. تبيّن مع مرور الوقت ان اغتيال رفيق الحريري لم يكن اغتيالا ايرانيّا لشخص معيّن كبر حجمه لبنانيا وعربيّا ودوليّا، بغطاء من النظام السوري. كان في الواقع اغتيالا لبلد ولصيغة عيش فيه مرفوضة من "الجمهوريّة الاسلاميّة" التي تريد وجودا على البحر المتوسّط.

لم يقتصر الامر على العراق ولبنان. بعد الاجتياح الأميركي للعراق، استسلم بشّار الأسد نهائيا امام ايران. عندما انتفض الشعب السوري في وجه النظام الاقلّوي الذي يتحكّم به منذ نصف قرن، القت ايران بكلّ ثقلها في الحرب التي يشنّها النظام على شعبه. بقيت اميركا في صف المتفرّجين على المأساة السورية ولا تزال...

تغيّر الشرق الأوسط الى غير رجعة. ليس معروفا على ماذا يمكن ان يستقرّ العراق او سوريا او لبنان. اكثر من ذلك، صارت ايران، من خلال اليمن، موجودة في شبه الجزيرة العربيّة وتشكل تهديدا يوميا لدول الخليج.

وحدها اميركا لم تتغيّر. الثابت انّه سيمرّ وقت طويل قبل ان تقدم على أي مغامرة جديدة خارج حدودها. لكنّ الثابت أيضا انّها لن تفعل شيئا لاصلاح ما خربّته في الشرق الأوسط والخليج. تركت دولا عدة مع شعوبها لمصيرها. ستعتمد موقف المتفرّج على المصير البائس للافغان والعراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين. لديها ما يكفي من القوّة والمناعة الاقتصادية لتمارس هذه اللعبة التي لا يستطيع احد غيرها ممارستها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطقة تغيّرت اميركا لم تتغيّر المنطقة تغيّرت اميركا لم تتغيّر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 04:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان داكوستا يعود من "محنة الإصابة"

GMT 08:24 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

إمام مسجد يعتدي جنسيًا على 7 قاصرات في المغرب

GMT 11:43 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ماسك الصبار لتطويل الشعر والتخلص من القشرة في أسرع وقت

GMT 00:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فريق Uppercut Games يكشف عن لعبته الصادرة

GMT 11:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ميداليتين ذهبيتان للعراق في منافسات بطولة "انفكتوس"

GMT 06:30 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

أطلاق نسخة معدلة من نظام "macOS"

GMT 09:07 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

حقائب وأحذية تتناسب مع رحلات الصيف

GMT 08:40 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

أحمد عز الفنان والإنسان

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib