الحضور الفاضح لسمير قصير
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

الحضور الفاضح لسمير قصير

المغرب اليوم -

الحضور الفاضح لسمير قصير

بقلم - خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

يتعلم المرء الكثير من سمير قصير وجائزته التي تؤكد أنه لا يزال حيا وأنه لا يزال صاحب النظرة الثاقبة. يتعلم الكثير من شجاعة الذين يعملون من أجل رفض الاستسلام للقاتل.

بعد ثلاثة عشر عاما على اغتيال سمير قصير في بيروت، كان سمير حاضرا أكثر من أي وقت. حضوره هذه المرّة ليس لبنانيا فحسب، بل هو أيضا عربي. سمير حاضر في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وفي شمال أفريقيا. يكمن حضوره في أنهّ لا يزال يفضح، خصوصا في المرحلة الانتقالية التي تمرّ فيها المنطقة العربية كلّها.

يفضح حضور سمير قصير لبنانيا. هل كان سمير الذي اغتاله النظام الأمني السوري – الإيراني، الذي استخدم في مرحلة معيّنة أدوات لبنانية معروفة، يتصور أنّ رموز مرحلة ما قبل العام 2005، مرحلة ما قبل اغتيال رفيق الحريري ستطلّ برأسها مجددا؟

الأكيد أنّه لم يتصور ذلك. لكنّه يستطيع تصوّر أن هذه الإطلالة في هذه المرحلة بالذات لا معنى لها ولا قيمة تذكر بعد انهيار النظام السوري، بل سوريا نفسها حيث لم يستمع بشّار الأسد إلى أولئك الذين كانوا بالفعل يريدون إنقاذ سوريا وتفادي سقوطها. كان سمير قصير على رأس هؤلاء. إنّه يدرك حاليا أن ما فات قد فات وأن لا مجال لإعادة عقربي الساعة إلى خلف. لم يقض بشّار الأسد على “ربيع دمشق” فحسب، بل قضى أيضا على كل القوى الحيّة في المجتمع. تلك القوى التي كان سمير يراهن عليها من أجل مستقبل أفضل لسوريا نفسها، كذلك للبنان وفلسطين.

من يعتقد أن لسوريا مستقبلا في لبنان وأن في الإمكان استعادة ما قبل 2005، إنّما هو ضحية العيش في الوهم ليس إلّا. كلّ ما في سوريا ولبنان تغيّر منذ اغتيال سمير قصير قبل ثلاثة عشر عاما. كلّ شيء تغيّر بسبب الجهل الذي يعاني منه النظام الأقلّوي القائم في دمشق منذ العام 1970.

خرج النظام من دمشق في اليوم الذي خرج فيه من بيروت وسيخرج النظام الإيراني من طهران في اليوم الذي سيخرج فيه من دمشق عاجلا أم آجلا. محزن، أن سمير قصير ليس هنا ليكون شاهدا على ما أدّت إليه “ثورة الأرز” أو “انتفاضة الاستقلال”. يمكن أن تكون “ثورة الأرز”، التي فجّرها اغتيال رفيق الحريري والتي يرمز إليها يوم الرابع عشر من آذار – مارس 2005، فقدت معظم رونقها. لكنّ بعدها العربي، والسوري تحديدا، لم يأخذ مداه بعد.

كانت مشاركة كاتب المقال في اللجنة التحكيمية للجوائز الثلاث التي تمنح باسم سمير قصير في كلّ سنة فرصة للتعرّف على ذلك الجانب المثير في شخصية سمير قصير، أي سمير قصير الذي لا يزال يفضح منذ ذلك اليوم الذي عرّى فيه النظام الأمني السوري – اللبناني. لم يفضح سوريا ولبنان وممارسات سوريا في لبنان. فضح العراق أيضا. ففي الفيلم الوثائقي القصير لأسعد الزلزلي الذي فاز بجائزة سمير قصير لحرّية الصحافة – فئة التقرير السمعي البصري، ما يعطي فكرة عمّا آل إليه العراق.

عنوان الفيلم القصير “أطفال داعش”. تكمن خطورته في أنّه يعطي فكرة عن عجز النظام القائم في العراق ممثلا بمسؤوليه وحتّى بأعضاء في مجلس النواب عن فهم أي شيء يتعلّق بـ”داعش”. هناك عقل “داعشي” آخر في مواجهة “داعش” وارتكاباته.

لا يريد النظام في العراق سماع شيء عن “أطفال داعش” الذين صاروا معزولين عن العالم المحيط بهم عندما أقيم لهم مخيّم خاص بهم في إحدى المحافظات العراقية. ما ذنب هؤلاء الأطفال الذين جاؤوا إلى العالم جراء اغتصاب عناصر “داعش” للنساء في المناطق التي سيطروا عليها، في مقدّمتها الموصل، ابتداء من صيف 2014 عندما كان نوري المالكي رئيسا للوزراء؟

يكشف الوثائقي وجود روح مذهبية وعنصرية تتحكّم بالنظام العراقي والمسؤولين فيه. هناك جهل كامل بالقيم الحضارية السائدة في هذا العالم. من لم يكتف بالألم الذي يصدر عن أطفال عراقيين يسمّون “أطفال داعش” يصيحون بأعلى صوت: “ما ذنبنا”، يستطيع قراءة مقال لعراقي شجاع آخر هو خالد سليمان عن “محاولة لتعديل الدستور بغية تشريع زواج الفتاة في عمر التاسعة”.

المقال مخيف بالفعل. هناك بلد اسمه العراق، كان فيه قانون للأحوال الشخصية وضع في العام 1959، ويعتبر من بين الأرقى في المنطقة، يشهد محاولة لـ”جعل الأحوال الشخصية مثل الزواج والميراث والطلاق في يد رجال الدين، فيما يصبح القاضي مجتهدا للنص القانوني ولا تبقى له سلطة قانونية”. من حسن الحظ، أن محاولة تعديل الدستور لم تمر بعد. لا يزال العراق يقاوم تشريع تزويج الفتاة في عمر التاسعة!

بين نحو مئتي مقال وتحقيق صحافي وفيلم قصير عرضت على أفراد الهيئة التحكيمية لجائزة سمير قصير، كان هناك صحافيون متميّزون بالفعل. في مجال صحافة الاستقصاء برزت المصريتان أسماء شلبي، التي تحدثت عن “مآسي نساء في قرى الفيوم”، وصفاء عاشور التي عالجت مشكلة التلوث في بعض المناطق المصرية.

تقول أسماء شلبي في التحقيق عن نساء في قرى الفيوم “أزواج خارج الخدمة اتخذوا من أجساد زوجاتهم سلعة تباع وتشترى والثمن جنيهات معدودة”. تستشهد بما قالت نجاة التي تقطن في قرية اسمها عشّة “وصلوا صوتي أنا عايشة مع ضرتين واثني عشر طفلا عيشة ضنك، ولو رجعت من غير فلوس سي رمضان (زوجها) بيطلع عيني”.

ما تقرأه أو ما تشاهده يبعث على الأمل بأن الصحافة العربية لم تمت بعد ولن تموت بسهولة. قلّ عدد الصحف، لكن الصحافيين المتميزين ما زالوا كثرا.

تكفي مشاهدة الوثائقي المتميز للبناني محمد شريتح عن تجارة الأعضاء في لبنان للتأكد من ذلك. تكفي أيضا قراءة تحقيق لليمني أصيل سارية عن “زواج المقايضة في اليمن” لتكتشف حجم المآسي التي في اليمن، وهي مآس غير مرتبطة بالحروب الدائرة حاليا بمقدار ارتباطها بالتخلّف داخل المجتمع حيث “أجبرت فتاة في التاسعة عشرة من العمر على الزواج من شخص لا تعرفه في مقابل اقتران شقيقها بأخت عريسها في سياق ما يطلق عليه اسم زواج الشغار أو المقايضة”.

حتّى في الجزائر، لا يزال هناك صحافيون متميزون بكلّ المقاييس. يصعب إيجاد تلخيص دقيق لماهية النظام الجزائري أفضل مما ورد في مقال ميلود يبرير وعنوانه “مقعد في العتمة. النظام الجزائري إذ يولد في قاعة سينما”. بأسطر قليلة قال ميلود يبرير كلّ شيء “ليس غريبا أن تكون أهمّ محطتين في تأسيس أيّ نظام سياسي وهما كتابة الدستور واختيار رئيس الجمهورية قد حدثتا في قاعة سينما. الأغرب أنّ هذا النظام الذي ولد في قاعة سينما لن يبرحها أبدا”.

يتعلّم المرء الكثير من سمير قصير وجائزته التي تؤكد أنّه لا يزال حيّا وأنّه لا يزال صاحب النظرة الثاقبة. يتعلّم الكثير من شجاعة الذين يعملون من أجل رفض الاستسلام للقاتل. على رأس هؤلاء جيزيل خوري والاتحاد الأوروبي الذي وفر الرعاية المطلوبة للجائزة عبر سفيرته في بيروت كريستينا لاسن…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحضور الفاضح لسمير قصير الحضور الفاضح لسمير قصير



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib