قمّة تونس والمعطيات الجديدة
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

قمّة تونس والمعطيات الجديدة

المغرب اليوم -

قمّة تونس والمعطيات الجديدة

بقلم - خيرالله خيرالله

بين الموقف الأميركي الإيجابي من إيران والقرارات المتخذة في القمّة والتي تناولت الوضع العربي، هناك ثغرة كان لا بد من سدها. على سبيل المثال ما الفائدة من استعداء الإدارة الأميركية رغم كلّ انحيازها لإسرائيل؟
كانت القمّة العربية الرقم 30 نجاحا تونسيا. هناك بلد عربي يحاول استعادة عافيته في ظلّ ظروف داخلية وإقليمية في غاية الصعوبة، وفي ظلّ تجاذبات فرضها الإخوان المسلمون (حركة النهضة) الذين يسعون إلى الاستيلاء على السلطة عبر صناديق الاقتراع بهدف أخذ تونس إلى مكان آخر.

على الرغم من كلّ الصعوبات والتعقيدات، استطاعت تونس تنظيم القمّة في أجواء معقولة ومقبولة إلى حدّ كبير. جاءت القمّة في وقت تعمل حركة النهضة على أخذ تونس إلى مكان أبعد ما يكون عن تونس الخضراء التي يحلم بها الرئيس الباجي القائد السبسي الذي سعى إلى الاستفادة، قدر الإمكان، من تركة الحبيب بورقيبة. تريد النهضة الانتقام من بورقيبة. تريد حتّى الانتقام من إيجابيات في عهد زين العابدين بن علي الذي تظلّ مشكلته الأساسية في أنّه لم يستطع أن يكون أكثر من ضابط شرطة في بلد يحتاج الرئيس فيه إلى رؤية سياسية شاملة، بعيدا عن الصغائر والحساسيات ذات الطابع الشخصي والخوف الدائم من ولادة سياسي يتمتع بجاذبية لدى الناس ولا يقع في أسر زوجته الثانية وأفراد عائلتها.

يحاول الباجي قائد السبسي استكمال رحلة بورقيبة الذي حاول منذ الاستقلال في العام 1956 إقامة بلد عربي حضاري وعصري لا علاقة له بالتخلّف، بلد يُنصف المرأة وتكون فيه مؤسسات في خدمة المواطن، ويعمل من أجل تغلّب سلاح المنطق على كل ما عداه. عمل بورقيبة على مصالحة العرب مع المنطق في ستينات القرن الماضي. كانت النتيجة أنّهم خوّنوه ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنّ الاستماع إلى ما قاله لهم في خطاب أريحا المشهور الذي سبق هزيمة العام 1967 بسنتين، كان سيوفّر عليهم الكثير.

نجحت تونس في تنظيم القمّة التي كشفت، أوّل ما كشفت، الحاجة العربية إلى التصالح مع المعطيات الجديدة في الشرق الأوسط والخليج في ضوء انفجار دول من الداخل. في مقدّمة تلك الدول التي انفجرت من الداخل تأتي سوريا التي تحتاج أوّل ما تحتاج إلى مرحلة انتقالية سيتبيّن بعدها هل هي دولة قابلة للحياة، أم أنّ الهمّ الوحيد للنظام القائم هو استكمال عملية تفتيت الكيان الذي كان في كلّ وقت حائرا مع نفسه منذ اليوم الأوّل لقيامه في أربعينات القرن الماضي. ما يؤكّد تلك الحيرة الانقلاب العسكري الذي قام به حسني الزعيم في العام 1949، ثمّ الوحدة الاندماجية مع مصر في العام 1958، وهي وحدة يمكن أن تكون لها علاقة بكلّ شيء باستثناء المنطق.

من هذا المنطلق، يمكن القول إنّ القمة نجحت تنظيميا، لكنّها فشلت إلى حدّ ما سياسيا، باستثناء أنّها حدّدت الخطوط العريضة للسياسات العربية، في مقدّمها ضرورة التصدي لإيران ومشروعها التوسّعي. لا يهدّد هذا المشروع كل دولة عربية فحسب، بل يستهدف أيضا المجتمعات العربية، وذلك عبر رهانه على إثارة الغرائز المذهبية والاستثمار فيها. لعلّ ما يدور في العراق وسوريا ولبنان واليمن خير دليل على ذلك.

هذا النجاح في التركيز على إيران لا يخفي غياب أي خطوة عملية على أيّ صعيد في وقت هناك إدارة أميركية لا يهمّها بأي شكل أن تكون هناك عملية سلام في الشرق الأوسط. هذه الإدارة مستعدة لاتخاذ خطوات لا علاقة لها بالمنطق من نوع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، في حين ليس سرّا أن المدينة بقسمها الشرقي احتلتها إسرائيل في العام 1967 عندما كانت تحت السيادة الأردنية. تكمن مشكلة القمّة في أنّها تعكس أيضا عجزا عربيا عن التعاطي مع واقع جديد اسمه إدارة دونالد ترامب التي تمتلك عالما خاصا بها. من حسنات الإدارة تمزيق الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني، ومعرفتها التامة بخطورة ما تشكله السياسة الإيرانية. ومن سيئاتها الانحياز الكامل لإسرائيل من دون الأخذ في الاعتبار أن هذا الانحياز يخدم إيران التي تتذرع دائما بإسرائيل لتبرير ما تقوم به في هذا البلد العربي أو ذاك عبر ميليشيا مذهبية تابعة لها.

بين الموقف الأميركي الإيجابي من إيران والقرارات المتخذة في القمّة والتي تناولت الوضع العربي، هناك ثغرة كان لا بدّ من سدّها. على سبيل المثال وليس الحصر، ما الفائدة من استعداء الإدارة الأميركية على الرغم من كلّ انحيازها لإسرائيل؟ هل في الإمكان تحقيق أي تقدّم على صعيد العملية السلمية من دون الدور الأميركي؟ كان لا بدّ من العودة إلى المنطق الذي حاول الحبيب بورقيبة أن يصالح جمال عبدالناصر والفلسطينيين معه في العام 1965 عندما ألقى خطابه المشهور في أريحا التي لم تكن بعد تحت الاحتلال الإسرائيلي ودعا فيه إلى قبول قرار التقسيم للعام 1947. كانت النتيجة، وقتذاك، أن دعت منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة أحمد الشقيري، بتشجيع من مصر، إلى طرد تونس من جامعة الدول العربية. أعطى التاريخ الحق لتونس التي لم تستضف لاحقا قمما عربية عدّة فحسب، بل استقبلت أيضا المقاتلين الفلسطينيين وقيادتهم عند الخروج من بيروت صيف العام 1982. حس نا، استعدى الفلسطينيون الإدارة الأميركية وسار الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبومازن) على خطى أحمد الشقيري. ما الفائدة من ذلك في السنة 2019؟

تسلّحت القمة بالمبادرة العربية التي أقرتها قمّة بيروت في العام 2002 بغية تجاوز العجز عن تحديد خطة لكيفية التعاطي مع ترامب ورجال إدارته. لم يكن لدى الزعماء العرب ما يتحدثون عنه غير المبادرة العربية التي ترفضها إسرائيل منذ اليوم الأوّل لإقرارها. ما الذي سيجبر إسرائيل، في يوم من الأيّام، على القبول بالمبادرة العربية؟

ما ينطبق على التمسك بالمبادرة العربية ينطبق أيضا على رفض القمّة قرار ترامب القاضي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة. لا يختلف اثنان على أن الهضبة أرض سورية محتلة، علما أن قسما منها فلسطيني، وأن الإدارة الأميركية تقصّدت الانتهاء من كلّ قرارات الشرعية الدولية التي كانت في الماضي تتحكم بعملية السلام. هذا لا يمنع التساؤل من سيتسلم الجولان في حال انسحبت إسرائيل من المرتفعات المحتلّة؟ هل لا يزال هناك شيء اسمه سوريا كي تتسلّم المرتفعات، أم يدخلها “الحرس الثوري” الإيراني الساعي إلى إدارة ميناء اللاذقية؟

تفادت القمّة الأسئلة المحرجة. مرت مرور الكرام على رفض النظام السوري الاعتراف بأن مزارع شبعا أراض لبنانية كي يصبح في الإمكان الطلب من إسرائيل الانسحاب من هذه المزارع المحتلة مع الجولان؟

هناك معطيات جديدة في المنطقة في حاجة إلى طريقة تفكير جديدة لم تستطع القمّة العربية التكيّف معها.

نجحت القمّة تنظيميا بفضل تونس الساعية إلى المحافظة على نفسها. استطاعت تونس، بمساعدة جامعة الدول العربية، وضع نفسها في موقع الدولة التي لم يقض عليها “الربيع العربي” نهائيا وأثبتت أنه ما زال لديها ما تقدّمه للعرب الآخرين، خصوصا إذا تمكنت من منع الإخوان المسلمين من الاستيلاء على السلطة فيها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمّة تونس والمعطيات الجديدة قمّة تونس والمعطيات الجديدة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib