أزمة الجزائر
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

أزمة الجزائر

المغرب اليوم -

أزمة الجزائر

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

الأزمة تكمن في تركيبة النظام نفسه الذي صار في حال طلاق مع المواطن الجزائري العادي الذي أنهكته سياسات قائمة على تحكّم المؤسسة العسكرية بكلّ شاردة وواردة في البلد.
عندما يحاول الرئيس الجزائري الجديد عبدالمجيد تبون عزل المغرب ويفشل في ذلك، فإنّما يعمل عمليا على عزل الجزائر. أكثر من ذلك، إن مجمل تصرفات الرئيس الجزائري الجديد تصبّ في الهرب إلى الخارج، بدل مواجهة الواقع الجزائري. يهرب تبون في اتجاه المغرب بدل التعاطي مع الوضع الداخلي الجزائري بجرأة وشجاعة. ولكن ما العمل عندما يكون الرئيس الجزائري مجرد أداة لدى المؤسسة العسكرية الجزائرية التي تعتقد أنّها استعادت دورها؟
من آخر ارتكابات تبون تعيينه لمستشار جديد له مكلف الشؤون الأمنية والعسكرية. اسم هذا المستشار هو اللواء المتقاعد عبدالعزيز مجاهد، عضو “اللجنة الجزائرية للتضامن مع بوليساريو”. إنّه معروف بعدائه الشديد للمغرب. هل العداء للمغرب صفة لابدّ من التمتع بها كي يصبح جنرال متقاعد من مستشاري رئيس الجمهورية في الجزائر؟
ثمّة أمور تدعو إلى الضحك أكثر من أيّ شيء آخر. من بين هذه الأمور إصرار النظام الجزائري على لعب دور القوّة الإقليمية في وقت لا يمتلك البلد أيّ قدرة على تلبية المطالب الشعبية المشروعة للجزائريين أنفسهم، وهي مطالب يعبّر عنها حراك مستمر منذ عام. نجح هذا الحراك في منع عبدالعزيز بوتفليقة من ترشيح نفسه لولاية خامسة. اضطر بوتفليقة إلى تقديم استقالته بضغط من الشارع قبل انتهاء ولايته الرابعة. ما يفوتُ النظام الذي اعتقد أنّه استعاد عافيته هو الاعتراف بالواقع. يقول الواقع إن التخلّص من بوتفليقة الذي لم يكن سوى واجهة لعصابة حاكمة لم يكن ممكنا لولا التحرّك الشعبي المطالب بتغيير النظام عن بكرة أبيه.
هذا التغيير الكبير المطلوب جزائريا يغيب عن تفكير تبون المضطر للعب الدور المطلوب منه لعبه. إنّه دور الواجهة للمؤسسة العسكرية التي تعتقد أنّها استعادت المبادرة التي افتقدتها عندما أصبح عبدالعزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية في العام 1999، وأراد تصفية حساباته القديمة معها. المفارقة أن بوتفليقة لم يصلْ إلى موقع الرئيس إلّا بفضل المؤسسة العسكرية. هذا الأمر لم يمنعه من الانتقام من العسكر الذين منعوه من خلافة هواري بومدين في مطلع العام 1979.
تبدو أزمة الجزائر أزمة نظام أوّلا. لم يستطع هذا النظام الذي تأسس في عهد بومدين، ابتداء من العام 1965، تطوير نفسه وذلك عن طريق الخروج من حكم الأجهزة الأمنية التي تشرف عليها المؤسسة العسكرية. لم يستطع هذا النظام الخروج من الاعتماد على الدخل الآتي من النفط والغاز، علما أن لدى الجزائر موارد أخرى كثيرة يمكن أن تجعل من اقتصادها اقتصادا متنوّعا.
في السنة 2020، يظنّ النظام الجزائري أنّه استعاد المبادرة، وأن كلّ شيء يسير حسب الخطة التي ترسمها المؤسسة العسكرية. هناك، باختصار، عودة إلى أساليب قديمة وبالية في عالم مختلف. آخر ما يهمّ المواطن الجزائري هو الإساءة إلى المغرب، والعودة إلى إثارة قضية الصحراء، وهي قضيّة مفتعلة من ألفها إلى يائها. إن الطفل الجزائري يعرف أن “بوليساريو” ليست سوى أداة جزائرية تستخدم في لعبة ذات طابع ابتزازي للمغرب.
لن يقدّم الإتيان بمستشار لرئيس الجمهورية الجزائرية يمتلك مواصفات معيّنة، في مقدّمها العداء للمغرب، في شيء. يكشف مثل هذا التوجّه السياسة العقيمة للجزائر من جهة، وعمق الأزمة الداخلية من جهة أخرى. لعلّ أفضل ما يعبّر عن عمق هذه الأزمة استمرار الحراك الشعبي منذ سنة. حقّق هذا الحراك إنجازا كبيرا بمنعه بوتفليقة من الحصول على ولاية خامسة، علما أنه مُقْعد ولا يستطيع التفوّه ولو بكلمة. يتبيّن كلّ أسبوع ومنذ عام كامل أن الجزائر كلها في انتفاضة موجّهة ضد النظام. يريد المواطنون تغييرا جذريا، وذلك ليس في منطقة القبائل فحسب، بل على الصعيد الجزائري ككلّ.
لا مفرّ من الاعتراف بأنّ المؤسسة العسكرية عرفت كيف تجيّر الحراك لمصلحتها بفضل الدور الذي لعبه رئيس الأركان الجنرال أحمد قايد صالح الذي توفّى أخيرا. لكنّ تجيير الحراك في اتجاه معيّن شيء، والتصالح مع الواقع شيء آخر. ما ينقصُ النظام الجزائري هو تلك القدرة على التصالح مع الواقع، بشقّيه الداخلي والخارجي.
على الصعيد الداخلي، لا يمكن للنظام تجاوز أزمته في حال تجاهل مطالب الحراك الشعبي وإبعاده. لا يمكن للرئيس تبّون الدخول في حوار جدّي مع الحراك الذي استعاد حيويته في الـ21 من شباط – فبراير الجاري من دون إدراك أنّ هذا الحراك يسعى إلى قيام جزائر جديدة، لا علاقة لها بالنظام الذي وضعت أسسه في العام 1965 بعد ثلاث سنوات من الاستقلال. هناك هتاف للآلاف من الجزائريين شاركوا قبل أسبوع في تظاهرة في مدينة بجاية في وسط الجزائر. يقول الهتاف، استنادا إلى صحيفة “لوموند” الفرنسية التي كانت تغطي التظاهرة، “لم نأت للاحتفال (بذكرى بدء الحراك)، جئنا من أجل أن ترحلوا”. يوجد بكل بساطة نظام عاجز عن فهم طبيعة الأزمة الداخلية. هذا النظام انتهى. إنّه مصرّ على أنّ في استطاعته إعادة تأهيل نفسه من منطلق أن الأزمة كانت في بوتفليقة وأفراد الحلقة الضيّقة المحيطة به الذين يُحاكَمُون حاليا والذين صدرت في حقّهم عقوبات بالسجن. كلّا، إن هذه الأزمة تكمن في تركيبة النظام نفسه الذي صار في حال طلاق مع المواطن الجزائري العادي الذي أنهكته سياسات قائمة على تحكّم المؤسسة العسكرية بكلّ شاردة وواردة في البلد.
على الصعيد الخارجي، آن أوان التخلّص من عقد الماضي، في مقدّمها عقدة المغرب. هناك حدود برّية مغلقة بين البلدين منذ العام 1994، كيف ترفض الجزائر البحث في كيفية تحويل هذه الحدود منطقة للتعاون المشترك بين البلدين الجارين، على الرغم من كلّ المبادرات التي قام بها المغرب، بما في ذلك مبادرات من الملك محمّد السادس نفسه. هل تخشى الجزائر أن يذهب المواطن إلى المغرب، ويرى بنفسه الفارق بين بلد طبيعي عرف كيف يطور نفسه، على الرغم من عدم امتلاكه ثروات طبيعية مثل النفط والغاز، وبلد بدّد ثرواته الكبيرة خدمة لأهداف لا علاقة لها برفاه المواطن ومستقبل أولاده؟
من حقّ النظام الجزائري السعي إلى البقاء بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الهرب المستمرّ إلى الخارج. ما ليس من حقّه الاستمرار في العيش على وهم القوّة الإقليمية التي ترفض التصالح مع الداخل الجزائري ومع محيطه المباشر. الأكيد أنّ ابتزاز المغرب لن يقدّم ولن يؤخر، وأن “بوليساريو” لا يمكن أن تكون يوما أكثر من أداة في خدمة الأجهزة الجزائرية. متى تتصالح الجزائر مع نفسها، ومع الواقعين الداخلي والإقليمي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الجزائر أزمة الجزائر



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib