الجيش صمّام الأمان لتونس في وجه الاخوان
ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش"
أخر الأخبار

الجيش صمّام الأمان لتونس... في وجه الاخوان

المغرب اليوم -

الجيش صمّام الأمان لتونس في وجه الاخوان

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

دخلت تونس مرحلة انتقالية كان لا بدّ منها في ضوء فشل التجربة التي بدأت بسقوط نظام زين العابدين بن علي في تحقيق أهدافها. طوال عقد من الزمن، منذ رحيل بن علي عن تونس مطلع العام 2011، لم تصبح تونس اكثر ديموقراطية ولا اكثر ازدهارا. على العكس من ذلك حصل تراجع يومي على كلّ صعيد في وقت بدا جليّا ان لا هدف لحركة النهضة التي هي جزء لا يتجزّأ من تنظيم الاخوان المسلمين سوى السيطرة على مفاصل الدولة وتغيير طبيعة المجتمع التونسي كي يكون متخلفا ومنغلقا على نفسه في آن.

تستهدف المرحلة الانتقالية، في ما يبدو، استغلال قيس سعيّد لعامل الوقت من اجل تمرير دستور جديد يعزّز صلاحيات رئيس الجمهوريّة. سيسمح ذلك لرئيس الجمهورية بالعمل بعيدا عن التجاذبات السياسية التي جعلت المواطن العادي يترحّم، للأسف الشديد، على مرحلة ما قبل "ثورة الياسمين".

لم تكن السنوات العشر الأخيرة من تاريخ تونس سوى سنوات الجمود والتراجع المخيفين. حصل، بلغة الأرقام، جمود سياسي وتراجع اقتصادي وامني وحضاري واجتماعي في الوقت ذاته.

ليس سرّا ان أكثرية المواطنين التونسيين تدعم الرئيس قيس سعيد الذي يقود عمليّة التغيير التي تستهدف الخروج من حال الفوضى السائدة منذ 2011 والتي كادت أن تقضي على مؤسسات الدولة التونسيّة الحديثة ذات القوانين العصرية. اسسّ مؤسسات الدولة التونسيّة الحبيب بورقيبة وانقذها زين العابدين بن علي مع رفيقيه الضابطين الحبيب عمّار وعبدالحميد الشيخ في السابع من تشرين الثاني – نوفمبر 1987. ما لبث بن علي ان تفرّد بالسلطة التي امضى فيها 23 عاما تخلّلتها حسنات كثيرة وسيئات تكفّلت اطاحته بعدما وجد نفسه وحيدا في قصر الرئاسة، اثر تخلّي الجيش والقوات الامنيّة عنه.

الفارق حاليا ان الجيش والقوى الأمنية ليسا في موقف محايد. على العكس من ذلك، إنّهما يدعمان قيس سعيّد بقوّة وحزم. يعكس هذا الموقف وجود صمّام امان لتونس في وجه طموحات الاخوان المسلمين ومشروعهم. في أواخر 2010، رفض الجيش وقوى الامن انقاذ زين العابدين بن علي عندما حاول الاستعانة بهما. لم يطلق الجيش ولا رجال الامن النار على المتظاهرين الذين نزلوا الى الشارع في تلك المرحلة واجبروا بن علي على الرحيل.

ما لا يمكن تجاهله أيضا ان هذا الجيش لم يتدخل عندما حصل التغيير في السابع من نوفمبر 1987. لم يجد زين العابدين بن علي والحبيب عمّار وعبدالحميد الشيخ الذين كانوا يسيطرون على القوات المسلّحة أي صعوبة في إزاحة بورقيبة على الرغم من انّه شخصيّة وطنيّة استثنائيّة. لم يستطع بورقيبة تهيئة ما بعد نهاية عهده. تمسّك بالسلطة على الرغم من تقدّمه في العمر وعلى الرغم من انّ مجموعة من النساء باتت تحكم البلد. الشيء نفسه حدث في أواخر العام 2010 عندما اصبح زين العابدين بن علي تحت سيطرة الزوجة ليلى طرابلسي واخوتها وافراد عائلتها. سيتبيّن مع مرور الوقت ان التاريخ يعيد نفسه في تونس، مع فارق انّ الجيش يلعب هذه المرّة دورا فعالا في دعم قيس سعيد والإجراءات المتخذة، من بينها تشكيل حكومة جديدة تكون حكومة المرحلة الانتقالية. ستهيّئ هذه الحكومة لدخول تونس عهدا جديدا يمتلك رؤية واضحة لما يُفترض ان تكون عليه في حال كان مطلوبا انتظام الحياة السياسيّة فيها وإعادة الحياة الى الحركة الاقتصاديّة والقطاعات المنتجة.    

يسعى قيس سعيّد بكلّ بساطة الى تدابير تعزّز صلاحياته وتتيح له إصدار تشريعات بمراسيم رئاسية تمهيدا للكشف لاحقا عن تفاصيل الأحكام الانتقالية والمخارج القانونية التي ستعتمد لإدارة المرحلة القادمة. كان لافتا نشر التدابير المتخذة في الجريدة الرسمية بعد حوالي شهرين من إعلان رئيس الجمهوريّة تجميد أعمال البرلمان وإقالة الحكومة وتولّي السلطات في البلاد بنفسه، مستندًا في ذلك إلى الفصل 80 من الدستور.

كانت السلطة التنفيذية، بموجب دستور 2014، في يد الحكومة التي تكون مسؤولة أمام البرلمان، لكنّها بموجب التدابير الجديدة، ستكون مسؤولة أمام رئيس الجمهورية.

هل يستطيع قيس سعيد ان يكون بورقيبة آخر او زين العابدين بن علي آخر، علما ان ليس في الإمكان اجراء مقارنة اوّل شخصين شغلا موقع رئيس الجمهوريّة التونسيّة، خصوصا أنّ بورقيبة كان شخصا متقشّفا ومثقّفا، فيما كان بن علي بعيدا عن التقشّف والثقافة. ما يجمع بين بورقيبة وبن علي كان المحافظة على مؤسسات الدولة وفعاليّة الإدارات الرسميّة. صحيح ان بن علي لم يكن يطيق ظهور أي شخصيّة سياسيّة في البلد، لكن الصحيح أيضا ان الحكومات والادارات في عهده الطويل كانت فعالة الى حدّ كبير...

لا خيار آخر امام تونس سوى القيام بالإصلاحات المطلوبة في حال كانت ترفض التحوّل الى دولة فاشلة برعاية الاخوان المسلمين. ستكون الأشهر القليلة المقبلة مهمّة بالنسبة الى بلد يحتاج بالفعل الى الديموقراطيّة لكنّه يحتاج أيضا الى دستور جديد ينظّم الحياة السياسيّة فيه بعيدا عن الفوضى والمحسوبيّة والفساد والسعي الى تدمير الإدارة عن طريق حشوها بمناصري الاخوان.

سيلعب قيس سعيْد الدور المطلوب منه في خدمة بلده. ليس واضحا، اقلّه الى الان، هل يسعى الى ان يكون بورقيبة أو بن علي آخر؟ لكنّ الثابت انّه يستند في كلّ ما يقوم منذ نحو شهرين الى دعم مؤسستي الجيش والامن كما تدعمه قطاعات تونسيّة عدّة في مقدّمها المجتمع المدني الذي يعرف جيّدا الفارق بين ما يقوله الاخوان المسلمون في العلن وما يفعلونه في الخفاء.

لم تعد الأساليب التي يعتمدها الاخوان تنطلي على احد، لا في تونس ولا خارج تونس. هذا لا يمنع التساؤل: تونس الى اين؟ الرهان الاوّل والأخير على دور الدولة العميقة، بما في ذلك دور المرأة التونسيّة وعلى بقاء الجيش في دور الحَكَم الذي لا يساند سوى الحقّ والمحافظة على السلم الأهلي. هذا ما فعله في نهاية عهدي بورقيبة وبن علي. هذا ما فعله عندما اتخذ قيس سعيّد خطواته الأخيرة بدءا بوقف المسرحيّات الهزليّة التي شهدتها قاعة البرلمان في اثناء تولّي راشد الغنوشي رئاسته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش صمّام الأمان لتونس في وجه الاخوان الجيش صمّام الأمان لتونس في وجه الاخوان



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 17:46 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات
المغرب اليوم - مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات

GMT 07:17 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين

GMT 14:12 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

لبنى عسل تطل عبر قناة on live ببرنامج جديد

GMT 15:10 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

اختاري وجهة سفر مميزة تناسب شهر العسل

GMT 18:58 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف تدهورالغابات المطيرة حول العالم

GMT 05:44 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سامسونج تطلق جهازها اللوحي "Galaxy Book 2"

GMT 15:17 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة عدد السياح حول العالم بنسبة 6 % في الربع الأول من 2018

GMT 14:02 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

العثور على ريشة طير نادر جدا في استراليا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib