أخطاء يمنية قاتلة واستثناء اسمه العطّاس
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

أخطاء يمنية قاتلة... واستثناء اسمه العطّاس

المغرب اليوم -

أخطاء يمنية قاتلة واستثناء اسمه العطّاس

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

مرت الذكرى الـ59 للحدث اليمني الكبير في 26 أيلول- سبتمبر 1962، ذكرى قيام الجمهورية العربيّة اليمنيّة والانتهاء من العهد الامامي. في 59 عاما مرّ اليمن بمراحل عدّة وصولا الى المرحلة الراهنة التي تحوّلت فيها شمال الجمهوريّة اليمنيّة الى قاعدة صواريخ ايرانيّة تهدّد كلّ دولة من دول شبه الجزيرة العربيّة، خصوصا المملكة العربيّة السعوديّة.

بعد 59 عاما على "ثورة 26 سبتمبر"، انقسم اليمنيون والمهتمون مباشرة بالشأن اليمني في المنطقة الى فريقين. فريق يدرك معنى التحولات الجذرية التي شهدها البلد خلال 59 عاما وابعادها من جهة وفريق آخر يرفض الاعتراف بأنّ كلّ شيء تغيّر وان البلد في حاجة الى صيغة جديدة من جهة اخرى. مثل هذه الصيغة ابعد ما تكون عن الوحدة او عن صيغة الدولتين اللتين كانتا قائمتين قبل العام 1990. ثمّة من لا يريد حتّى اخذ العلم بانّ ايران تعيد كتابة تاريخ اليمن على طريقتها اعتمادا على الحوثيين. بالنسبة الى هؤلاء، يبدأ التاريخ الحديث لليمن في 21 أيلول – سبتمبر 2014 عندما وضعوا يدهم على صنعاء ووقعوا "اتفاق السلم والشراكة" مع "الشرعيّة ممثلة بالرئيس المؤقت عبد ربّه منصور هادي برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وقتذاك، جمال بنعمر.

ليس الشمال وحده الذي تغيّر. لم يدرك حزب التجمّع اليمني للإصلاح، وهو غطاء للاخوان المسلمين، معنى تنفيذ انقلاب على علي عبدالله صالح والنظام الذي أقامه منذ العام 1978. هذا لا يعني ان النظام الذي كان قائما في اليمن من النوع الذي لا غبار عليه بمقدار ما يشير الى ان الاخوان، المتعطّشين الى السلطة، لم يدركوا النتائج التي ستترتب على التخلّص من الرئيس اليمني السابق. لم يدرك الاخوان ان الحوثيين هم الرابح الاوّل من التخلص من علي عبدالله صالح ونظامه وانّ عبد ربّه منصور هادي ليس مؤهلا لان يكون في موقع رئيس الجمهوريّة حتّى لو كان ذلك لفترة محدودة. لم يقم ايّ قيادي من الاخوان باي مراجعة للمرحلة الممتدة من 2011 الى 2021 وما سبقها، والدور السلبي الذي لعبوه على كلّ صعيد في خدمة الحوثيين ومشروعهم.

يقف اليمن في الذكرى الـ59 لقيام الجمهوريّة عند منعطف، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار انّ الحوثيين مصرّون على وضع يدهم على مدينة مأرب. حقّق الحوثيون، الذين ليسوا سوى أداة ايرانيّة، مزيدا من التقدّم في محافظة مأرب نفسها حديثا. حققوا أيضا اختراقات في شبوة وذلك لاحكام الحصار على مأرب في وقت يتأكّد يوميا عجز "الشرعيّة" عن القيام بايّ خطوة فعالة في مواجهة من يسمّون نفسهم "جماعة انصار الله".

يبدو ان ايران لن تستخدم ورقتها اليمنية في ايّ مفاوضات في العمق مع المملكة العربيّة السعودية وحتّى مع الإدارة الأميركية قبل الانتهاء من مأرب. صحيح انّ التحالف العربي استطاع الى الآن الحؤول دون سقوط المدينة، لكنّ الصحيح ايضا ان "الشرعيّة" لم تعد قادرة على لعب أي دور إيجابي في المواجهة العسكريّة المستمرة والتي تشهد، بين ما تشهده، اعتداءات يومية للحوثيين على اهداف مدنيّة سعوديّة.

على أيّ خريطة سيستقرّ اليمن... هذا إذا استقرّ يوما، خصوصا في ظلّ سياسة اميركيّة ترفض الاعتراف بانّ المشروع التوسّعي الإيراني يشكلّ خطرا على كل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة؟

تصعب الإجابة عن هذا السؤال، علما انّ تجاهل هذا الخطر الناجم عن المشروع التوسّعي الايراني ستكون له ذيول من بينها تغيير طبيعة المجتمع اليمني في وقت صار الكلام عن استمرار الوحدة من رابع المستحيلات. من رابع المستحيلات ايضا العودة الى صيغة الدولة المستقلّة الواحدة في الجنوب. سيكون السؤال الذي يفرض نفسه وجود واقع جديد ناجم عمليا عن فشل الدولة المستقلة التي استقلت في العام 1967 وانهيارها. مثلما لم يوجد من بين الاخوان المسلمين من التجمع اليمني للإصلاح من يمتلك قراءة للاحداث اليمنية الممتدة منذ 1962 الى يومنا هذا، لم يوجد في الجنوب من يعترف بمسؤولية الذين تولوا السلطة في جمهورية اليمن الديموقراطيّة الشعبية عن تفكّك تلك الدولة من داخلها.

هناك بالطبع استثناءات في ما يخص الجنوب. يؤكد وجود الاستثناءات الحلقات التي ظهر فيها حيدر أبو بكر العطاس آخر رئيس للدولة في الجنوب واوّل رئيس للوزراء في اليمن الموحّد على شاشة "العربيّة" مع الزميل طاهر بركة. امتلك هذا السياسي اليمني، الذي وجد نفسه مكبّلا في الشمال وقبل ذلك في الجنوب، ما يكفي من الجرأة ليقول الأشياء كما هي.

من يدقّق في تفاصيل الحلقات التي ظهر فيها العطاس يكتشف، عبر كلام هذا السياسي العاقل، العقل اليساري الطفولي الذي تحكّم بالقرار في الجنوب اليمني. يشمل ذلك الدور السلبي الذي لعبه اشخاص مثل نايف حواتمة الأردني الذي تزعّم تنظيما فلسطينيا والذي كان لديه تأثيره القويّ في عدن. دفع هذا العقل المريض الى التخلّص من افضل الديبلوماسيين اليمنيين الجنوبيين في حادث طائرة حُشر فيها هؤلاء في رحلة تفقدية في العام 1973. تطرق العطاس الى ظروف انشاء الحزب الاشتراكي وضمّ شماليين اليه والى إصرار علي استفزاز دول الجوار والى "احداث 13 يناير" من العام 1986 بين علي ناصر محمّد وخصومه والتي كانت نهاية النظام… والى اختفاء عبدالفتاح إسماعيل الذي نجا من مجزرة المكتب السياسي، ملمحا الى مسؤولية مجموعة معيّنة عن هذا الاختفاء. لم يقدّم العطاس دليلا حسّيا على ذلك مكتفيا بالاشارة الى ان بقاء عبدالفتاح حيّا كان عائقا في وجه تولي علي سالم البيض موقع الأمين العام للحزب الحاكم. كلّ ما استطيع زيادته على كلام حيدر العطاس أنّي كنت، شخصيّا، في عدن بعد أيام قليلة من المجزرة وسرت في جنازة القياديين الأربعة الذين قتلوا. الأكيد انّه لم تكن هناك جثّة لعبدالفتاح إسماعيل في تلك الجنازة!

لن يعود اليمن الذي عرفناه بأيّ شكل، لكن هل من يريد الاعتراف بالاخطاء القاتلة التي ارتكبت في الشمال والجنوب والتي أوصلت الى حال التفكّك والتشظي. من بين اخطر ما في المرحلة الراهنة أنّ "الشرعيّة" مستعدة لخوض كلّ الحروب مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لديه اخطاؤه ايضا... لكنّها عاجزة عن أي مواجهة حقيقية مع الحوثيين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء يمنية قاتلة واستثناء اسمه العطّاس أخطاء يمنية قاتلة واستثناء اسمه العطّاس



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib