الزلزال يصيب النظام السوري في بيئته الحاضنة
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الزلزال يصيب النظام السوري في بيئته الحاضنة

المغرب اليوم -

الزلزال يصيب النظام السوري في بيئته الحاضنة

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

يصعب فهم كيف يستطيع بشّار الأسد الذهاب إلى حلب المنكوبة وكأنّه في زيارة عادية لمدينة سوريّة يوزع خلالها الابتسامات على المواطنين بدل مواساتهم وإظهار أي نوع من التعاطف معهم.

يصعب أكثر أن يمهّد مجيء رئيس النظام السوري إلى حلب وصول قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني إلى المدينة. جاء إسماعيل قآني إلى حلب قبل 48 ساعة من مجيء بشّار.

يبدو الهدف واضحاً كلّ الوضوح. الهدف توجيه رسالة إيرانيّة إلى كلّ من يعنيه الأمر فحواها بأن إيران وضعت يدها على تلك المدينة السوريّة ذات الارتباط التاريخي بتركيا.

بغض النظر عن فضيحة الزيارة التفقدية لحلب التي تكشف أن النظام السوري يعيش في عالم خاص به لا علاقة له بما يدور في العالم، فإنّ سورية قبل الزلزال ليست سورية ما بعده.

بعد حرب داخليّة مستمرّة منذ مارس 2011، يغيب عن النظام ان الزلزال هو بالفعل زلزال أصابه شخصياً. يعود ذلك إلى أن الزلزال عرّى النظام من ورقة التوت التي كان يستر بها عورته امام جمهوره العلوي المؤيد وبقية الاقليات.

ضرب الزلزال عرين النظام في اللاذقية وجبلة في الساحل السوري. تجلى بوضوح عجزه عن القيام بأيّ خطوة في المناطق المنكوبة من جهة وافلاسه المالي مع ما يعنيه ذلك من تقديم مساعدة مباشرة للعلويين بغية انتشالهم من محنتهم من جهة أخرى.

والاهم من ذلك كلّه، ان هذا الزلزال اظهر مشكلة الحرص الشديد على المال لدى أركان النظام. إنّها مشكلة يعاني منها بشّار الأسد شخصياً. يرفض رئيس النظام السوري رفضاً كاملاً إخراج المال من جيبه لسد النقص في حاجات جمهوره.

هذا الجمهور الذي ضحى بكلّ ما لديه، بما في ذلك خيرة رجاله، لضمان بقائه شخصياً على كرسيه في دمشق.

ثمة جانب آخر كشفه الزلزال، عندما اظهر الافلاس الاخلاقي لجمهور الأسد من خلال حملات ما يسمّى باللغة المحلّية «التعفيش».

«التعفيش» هو السرقات التي يقوم بها «شبيحة» النظام والمسؤولون الذين عينهم للإشراف على توزيع المساعدات والمعونات ورعاية المتضررين في اللاذقية وجبلة العلويتين.

فقد اعتاد شبيحة النظام واهاليهم خلال السنوات الـ12 الماضية على ان تطلق يدهم لـ«تعفيش» بيوت ومدن وقرى «اعدائهم» في الوطن بعد تدميرها بالبراميل المتفجرة أو بواسطة قصف يمارسه الطيران الروسي... أو بعد عمليات عسكرية للإيراني وميليشياته المذهبيّة.

أما اليوم فقد استفاق أفراد جمهور النظام على بيوتهم المدمرة تسلب و«تعفش» من قبل اهلهم وابناء حاراتهم. كذلك، تفاجأ المفجوعون بالزلزال برؤية من يُفترض أن يكونوا القائمين عليهم وهم يسرقون المعونات والمساعدات باليد اليمنى، ويبيعونهم اياها باليد اليسرى.

لا تتوقف وسائل الاعلام الرسمية السورية وصفحات التواصل الاجتماعي القريبة من النظام عن إيراد عشرات الحالات لعصابات «تشبيحية» تسرق البيوت والمحلات التي اتى عليها الزلزال.

لا تتوقف أيضاً عن الإشارة إلى مئات الشكاوى العلنية عن المتاجرة بالمساعدات من قِبل المسؤولين والمؤتمنين على توزيع المساعدات.

رسم الأسد في مخيلته، في لحظة الزلزال، لوحة يرى نفسه فيها يختال بين المعجبين من مختلف أنحاء العالم، خصوصاً من أوروبا، يطلبون وده ويستعطفونه كي يسمح لهم بتقديم المساعدات الى السوريين المنكوبين. رسم لوحة سوريالية تبيّن أنّ لا علاقة لها بالواقع.

في الطرف الاخر من اللوحة، التي نسجها الخيال، يقف الايراني والروسي يستجيرانه كي لا يتخلّى عنهما.

كذلك، توهم الاسد بانه يظهر عطفاً على الاميركي بمجرد أن يشق له طرف باب دمشق ويأذن له بالدخول وتقديم المساعدات الانسانية الى السوريين لانقاذهم من محنتهم.

ظن ان الاميركي سوف يأتي زاحفاً طمعاً بالثواب الذي منحته اياه «سورية الأسد».

فاجأ الزلزال النظام عبر بروز حقائق عدّة،. الحقيقة الأولى انه رهينة لدى حليفين سيحلبانه حتّى آخر قطرة قبل رميه جانباً. يعلم القاصي والداني من بيئة النظام ان كل حبة طحين تصل الى سورية تطلب طهران وموسكو في مقابلها تسديد الثمن مقدماً بشكل عطاءات ونفوذ واحتكار وسيطرة.

الحقيقة الثانية ان النظام صُدم برفض الاميركي دعوته الكريمة وفضل دخول سورية من بوابة الشمال من مناطق حليفه الكردي. أما الاوروبي فقد تفاعل مع الحدث الجلل حسب ما تمليه عليه صورته وانسانيته، فلم يهرول لرفع العقوبات عن سورية كما تتمنى دمشق، بل سمح بفتح قناة مصرفية استثنائية لتحويل الاموال والمساعدات الانسانية.

بالنسبة إلى الأميركي تحديداً، قدّمت الخزانة الأميركية قبل أيّام قليلة ما يسمى «رخصة عامة» وهي عبارة عن استثناء حصري يسهل مرور المساعدات وشراء المواد للاستجابة الانسانية لاضرار الزلزال، واضرار الزلزال فقط. من خلال «الرخصة العامة»، مررت الولايات المتحدة رسالة مهمة للنظام وهي انه لا توجد لديها نية رفع العقوبات عنه، نظراً إلى ان سبب فرض العقوبات لم يتغير.

الأهم من ذلك، ان واشنطن حصرت النظام في زاوية ضيقة من خلال تقديم الورقة وطلب قبوله بهذه الـ «الرخصة العامة». ذلك أنّ اقرار دمشق بهذه الرخصة هو بمثابة قبول بالخضوع للعقوبات والتعامل معها الآن ومستقبلاً عبر المنظمات الدولية فقط. لن تكون هناك قنوات للتواصل المباشر مع واشنطن كما كانت تأمل به دمشق.

اما الحقيقة الثالثة وهي الأهم، فإنّها تتمثّل في الزلزال نفسه الذي استهدف البيئة الحاضنة للنظام. يواجه النظام وضعاً مشابهاً لذلك الذي واجهه صيف العام 2020 عندما اجتاحت الحرائق المناطق الساحلية وجبال العلويين منها تحديداً.

لكن النظام استطاع وقتذاك امتصاص الصدمة بسبب صغر حجم الحرائق مقارنة بالزلزال الحالي.

فالزلزال أشدّ عنفاً من الحرائق ولا يمكن التكهن بنتائجه في المدى المنظور ما دام النظام يتمسّك بعنجهيته وباعتبار الشعب السوري قطيع غنم يستطيع ان يحركه وأن يسيطر عليه بعصا المخابرات السورية وعنفها.

الوضع المختلف هذه المرة هو ان أفراد الأجهزة الأمنية السورية انفسهم سيصبحون قريباً في مواجهة اخوتهم واهاليهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزلزال يصيب النظام السوري في بيئته الحاضنة الزلزال يصيب النظام السوري في بيئته الحاضنة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib