بعد 20 عاماً حرب العراق ما زالت لغزاً
غارة إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان وتودي بحياة مواطن زلزال بقوة 6.7 درجات يضرب جزر أندامان الهندية زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا في جنوب المحيط الهادئ دون تسجيل أضرار زلزال بقوة 5.6 يضرب قبالة سواحل اليابان دون وقوع أضرار أو تحذيرات من تسونامي السلطات في الفلبين تجلي ما يقرب من مليون شخص مع قرب وصول إعصار "فونج-وونج" وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن
أخر الأخبار

بعد 20 عاماً... حرب العراق ما زالت لغزاً!

المغرب اليوم -

بعد 20 عاماً حرب العراق ما زالت لغزاً

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

في مثل هذه الأيّام، قبل عشرين عاماً، بدأت على الأرض الاستعدادات العسكرية للاجتياح الأميركي للعراق واسقاط نظام صدّام حسين، تمهيداً لتسليم أحد أهمّ البلدان العربيّة على صحن من فضّة إلى «الجمهوريّة الإسلاميّة» في ايران. تُوّجت الحملة العسكرّية الأميركية بدخول الجيش الأميركي بغداد في التاسع من ابريل من العام 2003 يوم سقوط تمثال صدّام حسين.

مع سقوط التمثال، صار العراق عراقاً آخر. لا يعني ذلك أنّ في الإمكان الدفاع عن نظام الرئيس العراقي الراحل الذي أُعدم لاحقاً بطريقة تنمّ عن نزعة غرائزية ذات طابع مذهبي لدى الذين خلفوه. لا تبني مثل هذه النزعة دولاً حديثة ذات مؤسسات ديموقراطيّة كما كان يحلم بعض المسؤولين من «المحافظين الجدد» في إدارة بوش الابن.

هؤلاء لا يعرفون العراق والعراقيين ولا يعرفون المنطقة ولا يعرفون خصوصاً أنّ ليس في امكان اسقاط الديموقراطيّة من فوق على بلد عانى طويلاً من حروب وحصارات، بلد انتهى عملياً صيف العام 1958 مع سقوط النظام الملكي على يد عسكريين متهورين تأثروا بجمال عبدالناصر والشعارات التي اطلقها مع رفاقه العسكريين الريفيين، في معظمهم.

كانت ايران، بين دول المنطقة، الشريك الوحيد للإدارة الأميركية في حربها غير المفهومة على العراق في ذلك التوقيت بالذات. كيف لأميركا الذهاب إلى العراق في وقت كانت منهمكة في القضاء على نظام طالبان في أفغانستان في ضوء غزوتي واشنطن ونيويورك اللتين كان وراءهما تنظيم «القاعدة» الإرهابي، على رأسه أسامة بن لادن.

لا تزال هذه حرب العراق لغزاً قائماً.... اللهمّ إلّا إذا كان شخص مثل (الراحل) احمد الجلبي، المعارض الشرس لصدّام حسين، كان يستطيع جرّ أميركا إلى حرب بهذا الحجم خرج منها منتصر واحد هو إيران.

بعد عشرين عاماً، يتبيّن حجم الضرر الذي الحقته اميركا في عهد جورج بوش الابن بالمنطقة. ليس صحيحاً أن ليس هناك من نصح الرئيس الأميركي وقتذاك بالعودة عن قراره بشن الحرب.

يمكن الإشارة إلى شخصين فعلا ذلك. كان أولهما الملك عبدالله الثاني الذي حذر بوش الابن خلال اجتماع في البيت الأبيض من النتائج التي ستترتب على حرب العراق. كان ذلك في أغسطس 2002. لكنّ الرئيس الأميركي لم يكن يريد الاستماع إلى لغة المنطق التي استخدمها العاهل الأردني.

كان جوابه «أن الله طلب منه الذهاب إلى الحرب» للقضاء على صدّام حسين.

كان الشخص الثاني الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي عارض الحرب ولكن من دون جدوى. رحل شيراك عن عالمنا. بعد عشرين عاماً على الاحتلال الأميركي للعراق وسقوط البلد في الحضن الإيراني، يظهر كم كان شيراك على حقّ وكم كان يمتلك نظرة ثاقبة إلى مجريات الأمور في الشرق الأوسط. كان رجلاً بعيد النظر. كان آخر رئيس حقيقي للجمهورية في فرنسا!

من أخذ بوش الابن إلى العراق؟ من جعل اميركا تخرج خاسرة من العراق ومن أفغانستان أيضاً؟ لا جواب عن هذين السؤالين، لكنّ ما لا يمكن تجاهله أنّ الولايات المتحدة أعطت دفعاً جديداً للمشروع التوسّعي الإيراني الذي جعل «الجمهوريّة الإسلاميّة» تعلن في سبتمبر من العام 2014، بعد وضع الحوثيين يدهم على العاصمة اليمنيّة، أنّها صارت تسيطر على أربع عواصم عربيّة هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء!

ما يمكن قوله، بعد 20 سنة على بدء الحرب الأميركية على العراق، إنّ أميركا غيّرت موازين القوى في المنطقة كلّها. ليس العراق وحده الذي سقط. سقطت سورية أيضاً وسقط لبنان وتغيّرت طبيعة اليمن. كان الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران على حقّ عندما حذر في العام 1981 من أيّ اختراق إيراني للحدود العراقية بقوله إنّ زوال هذه الحدود يهدّد موازين القوى في المنطقة كلّها.

شدّد وقتذاك في اثناء الحرب العراقيّة - الإيرانيّة، التي استمرت ثماني سنوات بين 1980 و1988، على أن الحدود بين العراق وإيران «ليست حدوداً بين بلدين، بل هي حدود تاريخية بين حضارتين كبيرتين (الحضارة العربيّة والحضارة الفارسيّة) عمرها 500 سنة». تدخلت فرنسا بشكل مباشر، دعماً للعراق في حربه مع ايران، خشية سقوط الحدود التي تفصل بين البلدين.

لعلّ خلاصة الذكرى العشرين لسقوط العراق، أنّ الحدث غيّر المنطقة كلّها. لم يستفد العراق نفسه من الحرب الأميركيّة التي تعرّض لها. زادت مشاكله وزادت ازماته. لكنّ هذا السقوط العراقي كشف ايران وكشف ادواتها في كلّ دولة من دول الشرق الأوسط حتّى في اليمن.

تستطيع هذه الأدوات أن تدمّر، لكنّها لا تستطيع ان تبني. الأهمّ من ذلك كلّه أنّه بات على اميركا وأوروبا اكتشاف أنّ زوال الحدود العراقيّة - الإيرانية اطلق العنان للمشروع التوسعي الإيراني الذي بات يهدّد أوروبا.

إذا كان من جديد يمكن التحدّث عنه في السنة 2023، فإنّ هذا الجديد يتمثّل في أن «الجمهوريّة الإسلاميّة» باتت شريكاً أساسياً في الحرب الروسيّة على أوكرانيا. جرّت روسيا إيران إلى أوكرانيا، مثلما جرت إيران، في العام 2015، روسيا إلى الحرب التي تستهدف الشعب السوري.

تتحمّل الإدارة الأميركيّة، إدارة بوش الابن تحديداً، مسؤولية كبيرة في تغيير معالم الشرق الأوسط. سلّمت العراق إلى إيران. ما الذي ستفعله إدارة جو بايدن الآن بعد اكتشافها مدى التورط الإيراني في الحرب الأوكرانية؟ ما الذي ستفعله أوروبا التي تعتبر صمود أوكرانيا في وجه فلاديمير بوتين مسألة حياة أو موت بالنسبة إليها؟

يبدو أن الأسابيع المقبلة ستكون في غاية الأهمّية بالنسبة إلى معرفة إلى أي حدّ سيذهب الغرب في التصدي لروسيا وإيران في أوكرانيا. الأكيد أن ليس مسموحاً انتصار الحلف الروسي - الإيراني في أوكرانيا.

لكنّ السؤال الذي سيفرض نفسه عاجلاً أم آجلاً: ما النتائج التي ستترتب على هزيمة الحلف الروسي - الإيراني في أوكرانيا وقت تقترب ايران من عتبة امتلاك السلاح النووي؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد 20 عاماً حرب العراق ما زالت لغزاً بعد 20 عاماً حرب العراق ما زالت لغزاً



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib