الأكثريّة السُنّية لب الأزمة السوريّة
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الأكثريّة السُنّية... لب الأزمة السوريّة

المغرب اليوم -

الأكثريّة السُنّية لب الأزمة السوريّة

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

ترافق لجوء النظام السوري إلى القمع في مواجهة ثورة شعبيّة حقيقيّة مستمرة منذ ما يزيد على اثني عشر عاماً، مع عملية تغيير للواقع الديموغرافي في البلد. كان اندلاع الثورة فرصة لـ«الجمهوريّة الإسلاميّة» كي تدخل على خط إعادة رسم خريطة سورية من منطلق واضح كلّ الوضوح.

يتمثل هذا المنطلق في تدجين الأكثرية السنّية التي سعت باستمرار إلى التخلص من النظام العلوي الذي استطاع حافظ الأسد بناءه ابتداء من العام 1970. ليست مجزرة حماة في فبراير من العام 1982سوى تعبير عن استمرار تلك المحاولات في بلد وضع فيه العلويون يدهم على مفاصل الدولة ابتداء من 23 فبراير 1966، عندما نفّذ الضباط الكبار في الطائفة (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد) انقلابهم العسكري.

مهّد ذلك الانقلاب، الذي غطاه شعار الانتماء إلى حزب البعث، احتكار الأسد الأب للسلطة بعد «الحركة التصحيحيّة» في 16 نوفمبر 1970. انتظر الأسد الأب بضعة اشهر كي يصبح أول رئيس علوي لسورية في فبراير من العام 1971. امتلك ما يكفي من الذكاء والدهاء والحذر كي يتأنّى في الإقدام على هذه الخطوة بعدما أحاط نفسه بشخصيات سُنّية كي يوحي بأن النظام ليس علوياً، بل لديه جذوره السُنّية، خصوصاً في الريف.

تغيّرت أمور كثيرة في سورية منذ صار حافظ الأسد رئيساً استطاع توريث نجله بشّار. ما لم يتغيّر هو الخوف الدائم لدى النظام من الأكثريّة السُنّية. اللافت الآن، عند الكلام عن عودة اللاجئين إلى سورية، أنّ ثمّة معركة أخرى يخوضها النظام للبقاء على قيد الحياة على حساب الأكثريّة السنّية. يعلم بشّار الأسد لأن عودة اللاجئين السوريين من تركيا تعني عودة ثلاثة ملايين سني «معارض» إلى البلد.

هؤلاء يشكلون خطراً على النظام، لا لشيء لأنّ تلك العودة مرتبطة، بطريقة أو بأخرى، بتنفيذ القرار الرقم 2254، الصادر عن مجلس الأمن في أواخر العام 2015.

يتحدث القرار عن «مرحلة انتقاليّة» في سورية تليها انتخابات «حرة» تشرف عليها الأمم المتحدة. كيف لنظام أقلّوي، مكروه من أكثرية شعبه، البقاء على قيد الحياة في مثل هذه الحال؟

لن تتوقف عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم عند تركيا فقط. في حال حصول مثل هذه العودة المرفوضة من النظام أساساً، ستقوم دول أخرى كلبنان والأردن باتباع الطريقة التركيّة نفسها والدفع بالعودة «القسرية» للسوريين إلى بلدهم.

ستُشكل مثل هذه العودة ضغطاً هائلاً على مؤسسات الدولة السورية المتداعية أصلاً.

من المرجح أن تتسبّب بمشاكل اقتصادية واجتماعية وتتحوّل لاحقاً وبشكل سريع إلى مشاكل أمنية تشكل خطراً حقيقياً على نظام الحكم القائم.

سيحصل ذلك في وقت، فقد النظام الكثير من مرتكزات وجوده، خصوصاً أدواته القمعيّة المتمثلة بالأجهزة الأمنيّة المتعددة التي أقامها حافظ الأسد والتي كان كلّ جهاز منها يراقب، من ضمن مهماته، الجهاز الآخر.

ستعني عودة اللاجئين تدمير مخطط التغيير الديموغرافي الذي ينفّذه النظام. استخدم النظام السوري النزوح والتهجير والإتيان بسكان من خارج سورية وتجنيسهم بغية تحويل مراكز وجوده إلى بيئة مؤيدة حاضنة له.

مَنْ يتذكّر كلام بشار الأسد في أحد خطاباته عن «البيئة السورية المتجانسة».

لم يخف يوماً سعيه إلى إيجاد مثل هذه البيئة وعينه دائماً على الأكثرية السُنّية التي جعلت والده كارها للمدن الكبرى مثل دمشق وحمص وحماة وحلب... وحاقداً عليها.

إضافة إلى ذلك كلّه، تعني عودة اللاجئين السوريين المسلمين السُنّة أيضاً وضع حدّ للمشروع الإيراني الخاص بسورية، وهو مشروع قائم على عملية التغيير الديموغرافي التي تعني فرض الوجود الإيراني في سورية، وتكريس النفوذ الذي تمارسه «الجمهوريّة الإسلاميّة».

الأهم من ذلك كلّه، يعرف النظام في دمشق أن عودة اللاجئين تحتاج إلى أموال طائلة وهذه الأموال ستأتي حصراً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي الغربي الذي جعل من تنفيذ القرار الدولي 2254 شرطاً رئيسياً لتمويل العودة وإعادة الإعمار.

يعرف النظام السوري جيداً أنّ تنفيذ القرار 2254 لا يُمكن أن ينتهي بغير تغيير النظام.

في ظلّ هذه المعطيات، التي عمرها عشرات السنين، أي منذ انقلاب 1966 ثم تولي حافظ الأسد السلطة، تبدو أزمة سورية أزمة عميقة ومركّبة في آن.

تبدو أيضاً أزمة من النوع الذي لا حلّ له من دون تغيير في موازين القوى في المنطقة تعيد إيران إلى حجمها الحقيقي.

ما لا يُمكن تجاهله هو الدور الذي لعبته «الجمهوريّة الإسلاميّة» في المحافظة على بشّار الأسد وإن ضمن حدود دمشق ومحيطها. لن تنفع عودة «الجمهوريّة العربيّة السوريّة» إلى مقعدها في جامعة الدول العربيّة في شيء ما دامت إيران تمسك بالنظام الذي يعرف أنّ لا وجود له من دونها.

في النهاية، كان قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذي اغتاله الأميركيون بعيد خروجه من مطار بغداد في الثالث من يناير 2020، وراء إقناع فلاديمير بوتين بإرسال قوات إلى سورية في خريف العام 2015 لمنع انهيار النظام وسقوط الساحل السوري، حيث الكثافة السكانيّة العلويّة، في يد المعارضة.

وقتذاك، كانت دمشق نفسها مهددة على الرغم من استخدام بشار السلاح الكيمياوي في حربه على شعبه صيف العام 2013.

جاء بوتين بطائراته إلى قاعدة حميميم قرب اللاذقية وانقذ النظام. كيف استطاع قاسم سليماني إقناعه بالتدخل وما الثمن الذي دفعته «الجمهوريّة الإسلاميّة» كي يقبل الرئيس الروسي بإرسال قوات إلى سورية؟ سيأتي من دون شك اليوم الذي ستتوافر فيه أجوبة عن هذين السؤالين.

يبقى في نهاية المطاف أنّ الحرب على الأكثرية السُنّية في سورية مستمرة.

هذه الحرب التي بدأت في 1966 أخذت بعداً آخر في العام 2011 مع اندلاع الثورة السوريّة.

إلى إشعار آخر، سيظل القضاء على الأكثريّة السُنّية لبّ الأزمة السورية ومحورها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأكثريّة السُنّية لب الأزمة السوريّة الأكثريّة السُنّية لب الأزمة السوريّة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib