رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب!

المغرب اليوم -

رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

على بعد أيام قليلة من الذكرى الـ19 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، يبدو مفيداً التذكير مجدّدا بأنّ من بين أسباب الحقد الإيراني، الذي ترافق مع حقد ليس بعده حقد للنظام السوري على الرجل، موقفه من ضرورة عودة جنوب لبنان إلى حضن الدولة اللبنانيّة.

نُفّذت الجريمة التي استهدفت الحريري، وهي جريمة استهدفت الانتهاء عملياً من لبنان في 14 فبراير عام 2005. اثبتت المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان أن عناصر من «حزب الله» تولت التنفيذ بما يؤكّد البعد الإقليمي للحدث الذي حصل مع الانطلاقة الجديدة للمشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة.

كانت تلك انطلاقة أمنتها إدارة جورج بوش الابن في العام 2003 عندما اجتاحت العراق وسلّمته على طبق من فضّة إلى «الجمهوريّة الإسلاميّة».

نُفّذت الجريمة من أجل استكمال الهلال الفارسي، الذي كان الملك عبدالله الثاني أول من تحدث عنه في حديث إلى صحيفة «واشنطن بوست» وسمّاه وقتذاك «الهلال الشيعي» الممتد من طهران إلى بيروت مرورا بدمشق وبغداد.

دفع الحريري من دمه وحياته، ودفع معه لبنان واللبنانيون جميعاً بمن في ذلك أهل الجنوب، ثمن سعيه إلى عودة لبنان إلى خريطة الشرق الأوسط، كذلك ثمن سعيه إلى جعل الجنوب اللبناني منطقة مزدهرة ومستقرّة.

أي منطقة تتسع لكلّ أهلها بدل أن تكون «ساحة» فلسطينية، كما كانت عليه في الماضي، ثم سوريّة - إيرانيّة قبل الانسحاب العسكري السوري من لبنان في ابريل 2005 وأخيرا محض إيرانيّة...

لم تعترض إسرائيل يوماً على أن يكون الجنوب «ساحة». أكّد لي الديبلوماسي الأميركي الذي رافق دين براون، مبعوث هنري كيسينجر إلى لبنان أواخر العام 1975 أن إسرائيل، حيث كان إسحق رابين رئيسا للحكومة، رفضت وصول الجيش السوري إلى خط الحدود اللبناني - الإسرائيلي.

جاء الرفض الإسرائيلي بعدما استطاع كيسينجر، الذي كان وزيراً للخارجيّة، عقد صفقة غير مباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة الملك حسين وقتذاك.

بموجب تلك الصفقة، يدخل الجيش السوري الى كلّ الأراضي اللبنانية ويضع يده على كلّ القواعد التي يتمركز فيها «المسلحون التابعون لمنظمة التحرير الفلسطينية».

في اللحظة الأخيرة، غيّر رابين رأيه وابلغ وزير الخارجية الأميركي، استناداً إلى الديبلوماسي الذي رافق دين براون، أن إسرائيل لا تريد الجيش السوري على خط الحدود مع لبنان، بل تفضّل بقاء المسلّحين الفلسطينيين في تلك المنطقة.

برّر رابين موقفه الجديد، الذي رسم «خطوطاً حمر» للوجود العسكري السوري في لبنان والذي استدعى كيسينجر لدين براون ومساعده إلى مكتبه مرّة أخيرة، بقوله «نحتاج إلى الاشتباك مع الفلسطينيين بين حين وآخر (في جنوب لبنان)...We need to engage the Palestinians from time to time

كلّفت محاولة المحافظة على جنوب لبنان والاستفادة من التعاون بين الجيش اللبناني والقوة الدولية فيه، رفيق الحريري الكثير. كان ذلك قبل صدور القرار الرقم 1701 بعد حرب صيف العام 2006، وهي حرب استهدفت بين ما استهدفته التغطية على جريمة 14 فبراير تمهيداً للوصول إلى الوضع الراهن الذي يتمثل في تحويل لبنان كلّه«ساحة» لإيران وليس الجنوب وحده.

في السنة 2024، لا يزال في لبنان من يرفض استيعاب معنى قطع الطريق على المتاجرة بجنوب لبنان عن طريق حرب، على نار خفيفة، تهدّد مصير البلد في حال اشتعالها برغبة إسرائيليّة.

ليس مفهوما ما هي آفاق ربط لبنان نفسه ومصيره، كما يفعل وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة عبدالله بوحبيب، بحرب غزّة التي معروف كيف بدأت وليس معروفاً كيف ستنتهي؟

ما الفائدة التي سيجنيها من ترويجه لـ«مؤامرة» تراجع «حزب الله» كيلومترات عدّة وتنفيذ القرار 1701، الذي وافق عليه الحزب وإيران بعيد صدوره، بحذافيره؟

كيف يوفّق بوحبيب بين رغبة لبنان بالتزام القرار 1701 حماية لنفسه ولمواطنيه من جهة وتشكيكه بقدرات الجيش اللبناني وعدم جهوزيته من جهة أخرى؟ هل نسي أنّ هناك منطقة عمليات للقوة الدوليّة في جنوب لبنان يفترض ألّا يكون فيها وجود للحزب وسلاحه؟

دفع الحريري من دمه محاولته في 1996 إنقاذ الجنوب ولبنان كلّه من الوحش الزاحف على لبنان وهو وحش تمثله «ثقافة الموت» التي ما لبثت أن تمكنت من البلد. المخيف في الوقت الحاضر غياب جبهة داخليّة لبنانيّة تقول كلمة «لا» في وجه إيران والحزب وتعيد التذكير بأنّ إسرائيل لم تكن يوماً تعترض على وجود سلاح غير شرعي في جنوب لبنان؟

مع غياب الحريري، غابت أمور كثيرة. من بين الأمور التي غابت القدرة على السعي، مجرد السعي، إلى إيجاد موقع للبنان على خريطة المنطقة بدل أن يكون مجرّد ورقة لدى إيران كما حال الحكومة العراقيّة الحاليّة أو النظام السوري... أو الحوثيين في اليمن!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب رفيق الحريري وثمن إنقاذ الجنوب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib