بين بريغوجين وحسين كامل
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

بين بريغوجين... وحسين كامل!

المغرب اليوم -

بين بريغوجين وحسين كامل

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

«كل الذين نظموا هذا التمرد ووجهوا بنادقهم إلى صدور إخوتهم في السلاح، خانوا روسيا وسيدفعون الثمن». هذا ما قاله فلاديمير بوتين في اليوم التالي لتمرّد يفغيني بريغوجين قائد مجموعة «فاغنر» التي لعبت دوراً أساسياً في دعم الجيش الروسي في حرب أوكرانيا.

انتظر بوتين شهرين، بالتمام والكمال، على تمرّد قائد «فاغنر» وزحفه في اتجاه موسكو وتوقفه على مسافة 200 كيلومتر من العاصمة الروسيّة، كي يصفي حساباته مع الرجل الذي كان قريباً منه، لكنّه لم يستطع سبر أغوار شخصه وطباعه. كان بريغوجين، خريج السجون التي دخلها باكراَ، بين الارتكابات الكثيرة لبوتين منذ ما قبل توليه الرئاسة في العام 2000.

في النهاية، يبقى كل شيء مسموحاَ بالنسبة إلى الرئيس الروسي باستثاء «الخيانة»، على حد تعبيره في مقابلة تلفزيونية تعود إلى العام 2018. في 23 أغسطس 2023، جرت تصفية لقائد «فاغنر» مع مجموعة من المحيطين به. قدّم بوتين تعازيه، حسب الأصول المتبعة. أصرّ على تبرئة ذمته من دم رجل ارتكب فعل «الخيانة»!

يعرف الرئيس الروسي، مثله مثل كلّ الديكتاتوريين في هذا العالم، أنّ أي تراجع عن ممارسة السلطة بشكل كامل بمثابة بداية النهاية.

لا يمكن للديكتاتور قبول أي تحدٍّ لسلطته أو اعتداء عليها... أو انتقاص منها. لذلك حكم قائد «فاغنر» على نفسه بالإعدام في اللحظة التي انسحب فيها من أوكرانيا، وقبل ذلك، عندما بدأ يكشف مدى ضعف الجيش الروسي وكبار الضباط الذي يقودون الحرب الأوكرانيّة.

أكثر من ذلك، راح بريغوجين يشكو من تخاذل المؤسسة العسكرية الروسيّة التي حققت شبه انتصار وحيد منذ بدء الحرب الأوكرانيّة في باخموت. في الواقع، كانت «فاغنر» وبريغوجين شخصياً وراء تحقيق شبه الانتصار ذلك.... وهو انتصار سعى كبار الضباط في الجيش الروسي إلى نسبه إليهم.

أسئلة كثيرة تطرح نفسها في ضوء تفجير طائرة بريغوجين، بقنبلة زرعت في داخلها أو بواسطة صاروخ اطلق في اتجاهها في أثناء رحلة بين موسكو وسانت بطرسبرغ. يرجّح الجانب الأميركي نظريّة الصاروخ، وهو ما يؤكّده خبراء عسكريون شاهدوا ما حصل مع طائرة الركاب، وهي من صنع برازيلي وتعتبر بين الأكثر أماناً في العالم، قبل سقوطها.

يبدو أنّ الأجهزة التابعة لبوتين أعدّت العملية بشكل متقن. أرادت التخلّص من بريغوجين بأي ثمن بعدما بات قائد «فاغنر» يشكل تشكيكاً من نوع ما بالسلطة المطلقة للرئيس الروسي.

يعرف بوتين مثل كثيرين أنّ «الانتقام طبق يؤكل بارداً»، كما يقول المثل الفرنسي. لذلك سعى إلى طمأنة بريغوجين في مرحلة ما بعد تمرّده.

أظهر له كلّ ودّ وسمح له بحضور القمّة الروسية ـ الأفريقية التي انعقدت قبل نحو شهر.

ظهر قائد «فاغنر» يتحدّث، في القمّة، إلى مسؤولين أفارقة. بعدما شعر بريغوجين أنّه صار في أمان وأن الرئيس الروسي راضٍ عنه، عاود نشاطه في أفريقيا. عاد إلى موسكو من رحلة إلى مالي حيث هناك وجود لـ«فاغنر».

أفادت صحف أوروبيّة أنّ بريغوجين، عاد من مالي إلى موسكو عن طريق دمشق وكان يستخدم طائرة شحن عسكريّة من طراز «اليوشين».

في موسكو، كان كلّ شيء معداً لكتابة الفصل الأخير من رحلة بريغوجين الذي استقل مع عدد من مساعديه طائرة خاصة انطلقت من موسكو إلى سانت بطرسبرغ وانفجرت في الجو وما لبثت أن اشتعلت. تبيّن بكل بساطة أنّ بريغوجين لا يعرف بوتين لا أكثر. لا يعرف أنّ لا أحد في هذا العالم لا يمكن الاستغناء عنه.

من بين الأسئلة التي ستفرض نفسها في المستقبل القريب، ما مصير «فاغنر»؟ هل من حياة أو وظيفة أخرى لها في غياب بريغوجين؟ ما الذي سيحلّ بالوجود الروسي في أفريقيا، في مالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى وحتّى ليبيا. كذلك، هناك وجود لـ«فاغنر» في سورية، إلى جانب القوات التابعة للنظام والميليشيات المذهبيّة التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

كلّ هذه الأسئلة غير مهمّة بالنسبة إلى الديكتاتور الروسي الذي لا يهمّه سوى الولاء الأعمى له. تأتي بعد ذلك، في مرتبة ثانية أو ثالثة، المغامرات العسكرية والنتائج المترتبة عليها. كلّ ما يهمّ بوتين هو السلطة. يدرك أن أي تراجع سيعني، بين ما سيعنيه أنّه سيكون عليه مغادرة الكرملين.

لم يكن بريغوجين أكثر من رجل جاهل يشبه إلى حدّ كبير حسين كامل وقصته مع صدّام حسين. غاب عنه أنّ الشبه كبير بين الرئيس العراقي الراحل والرئيس الروسي الحالي. لو علم قائد «فاغنر» بقصّة حسين كامل، لما كان قبل يوماً العودة إلى موسكو ما دام بوتين في الكرملين.

ليس سرّاً أن قصة حسين كامل، الذي يقرأ ويكتب بالكاد، والذي كان متزوجاً من رغد، ابنة صدّام، في غاية البساطة. صيف العام 1995، فرّ صهر الرئيس العراقي إلى الأردن مع زوجته وشقيقه صدّام كامل الذي كان بدوره متزوجاً من ابنة أخرى لصدّام.

بعد أشهر عدّة في عمان، اقنع صدّام حسين كامل، عبر وسطاء، بالعودة إلى بغداد وبالعفو عنه. عاد حسين كامل بالفعل إلى العاصمة العراقيّة. تولّى أبناء العشيرة، على رأسهم علي حسن المجيد، قريب حسين كامل، تصفية الرجل وشقيقه بعد طلاقهما من زوجتيهما.

لم ينتظر الرئيس العراقي الراحل شهرين، كما فعل بوتين، لتنفيذ حكم الإعدام بمن كان أقرب الناس إليه وما لبث أن تمرّد وخانه بالفعل.

لقي بريغوجين مصيراً كان يسعى إليه لا أكثر، لكنّ مقتله يشير إلى أزمة عميقة في روسيا حيث لم يعرف بوتين سوى ارتكاب الأخطاء غير مدرك، منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير 2022، أنّه وقع في فخّ نصبه لنفسه، على غرار الفخّ الذي وقع فيه صدّام حسين عندما اتخذ قراراً بغزو الكويت في الثاني من أغسطس 1990!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين بريغوجين وحسين كامل بين بريغوجين وحسين كامل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib