المشكلة مع إيران ليست في ملفها النووي
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

المشكلة مع إيران ليست في ملفها النووي

المغرب اليوم -

المشكلة مع إيران ليست في ملفها النووي

خيرالله خيرالله


هل المشكلة في الملف النووي الإيراني، أم في ما تعتبره طهران حقا من حقوقها. يتمثل هذا الحق القائم على وهم في لعب إيران دور القوة الإقليمية القادرة على الاستثمار في الغرائز المذهبية.

أن يلتزم الرئيس باراك أوباما بأمن الدول العربية في الخليج، أمر أكثر من جيّد. ما هو جيّد أكثر من ذلك، حديث الرئيس الأميركي عن ضرورة مساهمة الاتفاق النووي مع إيران في دعم الاستقرار بالمنطقة. هل هذا ممكن في ضوء النهج الإيراني الذي يقوم على استخدام إمكانات البلد من أجل خلق توترات في دول المنطقة لا أكثر؟

من إيجابيات قمّة كامب ديفيد، التي ضمت قادة من دول مجلس التعاون والرئيس الأميركي، الكلام الصريح عن السياسة الإيرانية في المنطقة. كلّ ما صدر عن القمّة يتعارض، نظريا وهذه السياسة. إيران تعارض حلا سياسيا في اليمن. وإيران تعترض على انتهاء دور بشّار الأسد. وإيران تعتبر أن عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ورقة من الأوراق التي تفيدها في المفاوضات المرتبطة بملفّها النووي، بغض النظر عمّا يعاني منه لبنان الذي لا يزال دون رأس منذ سنة. فوق ذلك كلّه، تتصرّف إيران من منطلق أن العراق مستعمرة من مستعمراتها وأنّها صاحبة القرار في بغداد.

لا يمكن أن يكون هناك أي اعتراض عربي أو خليجي على اتفاق في شأن الملفّ النووي بين المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة، من جهة، وإيران من جهة أخرى.

في النهاية، ماذا تستطيع إيران أن تفعل في حال حصولها على السلاح النووي. هل المشكلة في الملفّ النووي الإيراني، أم في ما تعتبره طهران حقّا من حقوقها. يتمثّل هذا الحق القائم على وهم، أكثر من أي شيء آخر في لعب إيران دور القوة الإقليمية المهيمنة. إنّها القوة القادرة على الاستثمار، إلى أبعد حدود، في الغرائز المذهبية.

كانت “عاصفة الحزم” الدليل الثالث على أن المجموعة العربية لا يمكن أن تقبل بفرض أمر واقع عليها. كان الدليل الأوّل التدخل العربي في البحرين لمنع إيران من وضع يدها على المملكة الصغيرة عن طريق الغرائز المذهبية. كان الوقوف مع ثورة الشعب المصري الذي أسقط حكم الإخوان المسلمين المدعوم أميركيا وإيرانيا الدليل الثاني على وجود إرادة مستقلّة تأخذ في الاعتبار المصالح العربية أوّلا. هناك رغبة عربية في إعادة التوازن إلى الإقليم. وهذا أمر يستوجب، أوّل ما يستوجب، إنقاذ مصر من محنتها بدءا بمساعدتها في التخلّص من نظام الإخوان.

بعد ذلك، جاءت “عاصفة الحزم”. لولا “عاصفة الحزم” لما كانت الإدارة الأميركية أدركت أنّه ما زال للعرب وزن في المنطقة وأن لديهم كلمة يقولونها. الأهمّ من ذلك، أكّدت المملكة السعودية بقيادة الملك سلمان أن السيطرة الإيرانية على اليمن، عبر الحوثيين ليست قدرا، لا مفر من الاستسلام له.

سعى أوباما إلى رمي الكرة في الملعب العربي. من حقه التحذير من أن هناك مشاكل داخلية لدى الدول العربية. هذا واقع لا يمكن تجاوزه. ولكن هل صحيح أن العرب لم يفعلوا شيئا من أجل مواجهة هذه المشاكل المعترف بها؟ ليس ذلك صحيحا في أي شكل. كلّ الدول العربية المعنية بكلام أوباما أقدمت على إصلاحات معيّنة في مجالات محددة، بما في ذلك التصدي لظاهرة التطرّف والإرهاب. أكثر من ذلك، هناك دول عربية عملت على تصحيح البرامج التربوية بما يتلاءم وثقافة الانفتاح بعيدا عن أي تزمّت من أي نوع. ليست الدول الخليجية وحدها التي تصدّت للإرهاب. لا يمكن بأي شكل تجاهل ما بذله المغرب من أجل نشر الاعتدال في الداخل وفي الجوار. كان الملك محمّد السادس سبّاقا في الدعوة إلى الاعتدال والابتعاد عن أي غلوّ.

كذلك، لا يمكن تجاهل ما فعله الأردن في هذا المجال. هناك سلسلة مبادرات وقف خلفها الملك عبدالله الثاني، بدءا بـ”نداء عمّان” من أجل تأكيد أن الإسلام دين تسامح واعتراف بالآخر، كما هو دين حوار مع بقية الأديان.

من قصّر في كلّ المجالات التي تساعد في نجاح الحرب على الإرهاب كانت الإدارة الأميركية في عهد جورج بوش الابن وباراك أوباما. رفضت إدارة بوش الاعتراف بأنّها سلّمت العراق على صحن من فضّة إلى إيران، التي زادت شهيّتها في المنطقة واستخدمت الملفّ النووي لتغطية سياساتها التوسّعية.

لم يقدم بوش على أيّ خطوة يفهم منها أن هناك استيعابا للخطر الإيراني الذي تمدّد في كلّ الاتجاهات، بما في ذلك لبنان، بعد كلّ ما حصل في العراق ابتداء من العام 2003.

أمّا باراك أوباما، فلم يكتف بالتفرّج على إيران تملأ الفراغ الناجم عن الانسحاب العسكري الأميركي من العراق، بل نراه يكاد يصفّق للمسؤولين الإيرانيين المتباهين بأنهم صاروا يحتلون أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. لم يظهر أوباما يوما أيّ جدّية في التعاطي مع النظام السوري الذي أخذ على عاتقه، بدعم إيراني مكشوف، القضاء على شعبه بكلّ الوسائل الممكنة، بما في ذلك السلاح الكيميائي.

الجدّية الوحيدة التي أظهرها أوباما كانت في التعاطي مع إيران والركض خلفها من أجل توقيع اتفاق نووي لا يهمّ في واقع الحال سوى إسرائيل. كلّ ما تبقى ليس هموما أميركية، بما في ذلك ظهور “داعش” الذي هو نتيجة من نتائج السياسة الإيرانية في المنطقة، خصوصا في سوريا والعراق.

على الرغم من كلّ ذلك، ليس أمام العرب، خصوصا دول مجلس التعاون، سوى التعاطي بإيجابية مع الطرح الأميركي الذي لم يصل إلى حدّ توقيع معاهدة دفاع مع الأطراف المعنية بالتهديدات الإيرانية. مثل هذا التعاطي الإيجابي لا يعني، في أي شكل، التخلي عن الحذر. فالحذر واجب وضروري مع إدارة لا تستطيع الإجابة عن سؤال في غاية البساطة. ما الذي ستفعله إيران بالمبالغ المالية الضخمة التي يمكن أن تحصل عليها في حال توقيع اتفاق بشأن ملفّها النووي ومباشرة رفع العقوبات الدولية عنها؟

هل ستستخدم مليارات الدولارات التي ستحصل عليها من أجل مكافحة الفقر في إيران، أم ستستثمرها في مجال تأجيج الصراع المذهبي في دول المنطقة؟

ليس في استطاعة الإدارة الأميركية الحالية الإجابة عن مثل هذا السؤال. هذا عائد إلى سببين. الأوّل أن أوباما يعتبر التقارب مع إيران هدفا بحدّ ذاته، دون أخذ في الاعتبار الهموم العربية والاستقرار في الشرق الأوسط.

السبب الآخر أنّ الإدارة الأميركية لا تعرف إيران. لا تعرف ولا تريد أن تعرف شيئا عن الدور السلبي لإيران في المنطقة كلّها. ربّما تعرف، كما يقول بعضهم، عن هذا الدور. تعرف أكثر من اللزوم وتريد ترك الشرق الأوسط أسير صراعاته بغض النظر عن الذي يغذّيها من طهران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشكلة مع إيران ليست في ملفها النووي المشكلة مع إيران ليست في ملفها النووي



GMT 12:24 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

«هزيمة» أم «تراجع»؟

GMT 12:23 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

الأردن في مواجهة إوهام إيران والإخوان

GMT 12:22 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

رجل لا يتعب من القتل

GMT 12:21 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

عصر الترمبية

GMT 12:18 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

السعودية وهندسة تبريد المنطقة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

قراءة لمسار التفاوض بين واشنطن وطهران

GMT 12:16 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

على رُقعة الشطرنج

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:32 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

تشيلسي يجدد عقد الإدريسي حتى 2028

GMT 21:14 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي

GMT 21:27 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

رفض استئناف أوساسونا بشأن لاعب برشلونة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib