إيران إمبراطورية الأمعاء الخاوية
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

إيران إمبراطورية الأمعاء الخاوية

المغرب اليوم -

إيران إمبراطورية الأمعاء الخاوية

بقلم : مصطفى فحص

يستطيع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وعطّار سياستها التوسعية الجنرال قاسم سليماني التغني بتسلط بلاده على مجلس النواب اللبناني، وقدرة حلفائه في بيروت على تشكيل حكومة مقاومة، كما يستطيع رفيق دربه وزميله في الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي التباهي بأن بلاده تمكنت من إبعاد ساحات القتال مع العدو إلى مسافات بعيدة، حيث يعود الفضل في ذلك، حسب رأيه، إلى ما وصفه بالفن الذي تمارسه طهران، والذي مكنها من تحويل لبنان والعراق وسوريا واليمن إلى خطوط أمامية في حربها مع من وصفهم بالأعداء. 
كما تستطيع أذرعها العاملة في الخارج إطلاق مزيد من الصواريخ الباليستية البدائية من اليمن باتجاه المدن السعودية، وتستطيع القيادة الإيرانية ممارسة أعلى درجات البراغماتية في سوريا، وأن تتعهد لتل أبيب عبر الوسيط الروسي بالابتعاد أكثر من 30 كلم عن الحدود السورية مع الأردن وفلسطين المحتلة، مقابل أن تعيد تل أبيب تكليف نظام الأسد مهمة حماية حدودها الدولية، كما تستطيع بهيمنتها على العراق أن تهدد العراقيين بحرب أهلية إذا حاولت بعض الأطراف الخروج عن إرادتها. 
في المقابل لم يعد باستطاعة هذه القيادة التي رسمت بدم الشعوب الأخرى حدود إمبراطوريتها أن تقنع المواطن الإيراني بجدوى هذا التوسع والنفوذ، الذي تحول إلى عبء على كاهل الإيرانيين الذين يواجهون أصعب أزمة اقتصادية في تاريخ بلادهم الحديث، بعدما انخفض سعر صرف التومان أمام الدولار إلى مستويات قياسية، لم يعد في الإمكان معالجتها في ظل سياسة إنفاق عسكرية توسعية ضخمة أدت إلى استنزاف الموارد الوطنية وسيطرة الحرس على المفاصل الاقتصادية والتجارية والصناعية، ما وضع النظام في مواجهة طبقة التجار التاريخيين الذين يسيطرون على البازار، وهي المواجهة الأولى من نوعها بين طرفيين شكلا سابقاً ضمانة استراتيجية واقتصادية لنظام الملالي، عندما كان كل طرف يؤدي واجبه المطلوب منه، إلى أن قام الحرس منذ أكثر من 10 سنوات بوضع يده تدريجياً على الاقتصاد والصناعة خصوصاً في مجالي النفط والتجارة، ما أدى إلى خسارة الدولة كثيراً من مواردها، ودخول قيادة الحرس الثوري المنافسة مع كبار رجال البازار في السيطرة على الأسواق المحلية والتجارة الخارجية.
اللافت في الأزمة المالية الجديدة التي تضرب الاقتصاد الإيراني، أن المواجهة منذ أيام بدأت من داخل البازار الذي لعب سنة 1979 دوراً بارزاً في عملية إسقاط نظام الشاه، عندما أعلن كبار التجار فيه انحيازهم إلى ثورة الخميني، وقد أدى انخفاض سعر صرف العملة إلى وضع كبار التجار الذين يسيطرون على حركة البازار في مواجهة ورثة ثورة الخميني، بسبب قلقهم من خسارة السوق المالية للعملة الصعبة وشكوكهم بدور الحرس الثوري في الاستفادة منها للضغط على حكومة الرئيس روحاني وإظهاره بمظهر العاجز عن معالجة الأوضاع المعيشية، إضافة إلى فشله في إدارة السياسة الخارجية بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي، فالأزمة المالية والعقوبات بالنسبة لتجار البازار هي عدم القدرة على استيراد قرابة 1400 نوع من السلع والبضائع، ما سيؤدي إلى ارتفاع حاد بالأسعار يقابله عجز في القدرة الشرائية لدى الإيرانيين، ما يؤدي إلى حالة ركود اقتصادي.
في إمبراطورية الأمعاء الخاوية، تعترف المؤسسات الرسمية نهاية سنة 2017 بوجود 40 مليون إيراني يحتاجون إلى إعانات مالية شهرية، من بينهم 20 مليوناً يعيشون تحت خط الفقر، فيما جمعيات الإغاثة لم تستطع إعانة أكثر من 10 ملايين شخص، في المقابل، كشفت مؤسسة «بورغن» غير الحكومية التي تُعنى بمكافحة الفقر في العالم عن مستويات قياسية في الفساد، وهيمنة شخصيات نافذة على الاقتصاد والثروات، وأوضحت «بروغن» في دراستها أن 5 في المائة فقط من سكان إيران يسيطرون على كل مواردها، فيما يعيش 95 في المائة من الشعب في نسب فقر وعوز متفاوتة. 
وعليه، فإن ناقوس الخطر قرع هذه المرة من البازار الذي انطلقت منه المظاهرات، وشملت بازار طهران الكبير، وسوق قيصرية، وشار سوق، وسوق الأقمشة، حيث طالب المتظاهرون والمضربون دولتهم بترك سوريا ولبنان والاهتمام بشأنهم.
يقول المثل الشعبي إن «الزيت عندما يحتاجه البيت يُحرم على الجامع»، إلا أن جنرالات طهران يصرون على حرمان مواطنيهم من زيت بلادهم وتوزيعه على سكان مستعمراتهم التي تحول أغلبها إلى حطام، ولم يعوا بعد أن الإمبراطوريات تهدمها أمعاء أهلها الخاوية، كأنهم لم يدركوا حتى الآن وهم في طريقهم إلى احتلال مدن جديدة بأن الجيوش تزحف على بطونها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران إمبراطورية الأمعاء الخاوية إيران إمبراطورية الأمعاء الخاوية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:04 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال
المغرب اليوم - الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال

GMT 08:12 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين
المغرب اليوم - اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib