قيم إنسانية للدبلوماسية السعودية في لبنان
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

قيم إنسانية للدبلوماسية السعودية في لبنان

المغرب اليوم -

قيم إنسانية للدبلوماسية السعودية في لبنان

بقلم ـ مصطفى فحص

منذ تكليفيه رئاسة البعثة الدبلوماسية السعودية في لبنان في شهر أغسطس (آب) 2016، لفت القائم بالأعمال السعودي الوزير المفوض وليد البخاري انتباه اللبنانيين في حركته الدائمة وطريقة تواصله مع الشرائح الحزبية والسياسية كافة، والثقافية والاقتصادية، والاجتماعية والروحية، من منطلق دبلوماسية سعودية مستدامة ترتكز على القيم الإنسانية المشتركة، من أجل بناء الإنسان والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، هذا الهدف مكّنه تدريجياً من كسر الصورة النمطية غير المنصِفة المأخوذة مسبقاً عن الدبلوماسية الخليجية عموماً، والتي تكونت لدى بعض النخب الاجتماعية والثقافية والروحية بعد بروز الدور السعودي القوي في لبنان جرّاء رعاية الرياض لاتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، ومشاركتها الكبيرة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، ومشاركتها الكبيرة لاحقاً في إعمار ما خلفته الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في حروب أعوام 1993 1996 و2006، فلِسنوات مضت كان الانطباع السائد أن اهتمام الرياض ينحصر في العلاقة مع الطبقة السياسية وطبقة رجال الأعمال، الأمر الذي أدى في بعض الأحيان إلى تضييق دائرة التواصل بين الرياض واللبنانيين، وتسبب بفتور في العلاقة مع نخب وسطية مؤثرة في صناعة الرأي العام اللبناني، تمسكت بسيادة الدولة وباستقلال مؤسساتها، بعيدا عن الانقسام اللبناني السياسي العمودي الذي أخذ طابعاً مذهبياً بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ومن ثم الثورة السورية.
شكل الملتقى الثقافي السعودي اللبناني الذي أطلقه المستشار وليد البخاري في بيروت مدخلاً جديداً لإظهار وجه آخر للقوة الناعمة السعودية، التي استحوذت الأعمال الخيرية والمساعدات الإنسانية على الحيز الأكبر من نشاطاتها، فكان الملتقى فرصة من أجل تعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية، ودعم الحوار بين الأديان والتعددية، ومثّل خطوة جريئة للدبلوماسية السعودية لكي تتواصل مع حساسيات ثقافية وفكرية لبنانية، مارست في السابق حذراً في التعامل مع الأنشطة الدبلوماسية التي تقوم بها السفارات الأجنبية والعربية في لبنان، وكانت باكورة جلسات الملتقى تكريم الأديب والكاتب اللبناني أمين الريحاني، الذي زار الملك السعودي المؤسس المغفور له عبد العزيز آل سعود في عشرينيات القرن الماضي، ومن بعده ندوة حول دور أمير البيان شكيب أرسلان - جد زعيم الدروز وليد جنبلاط - في تعزيز الوحدة الإسلامية، إضافة إلى لقاء جمع زعماء الطوائف الروحية الإسلامية والمسيحية في مقر إقامة السفير السعودي، وكانت المحطة الأبرز في جلسات الملتقى اللقاء التكريمي للرئيس المؤسس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر، وعلاقته التاريخية مع قادة المملكة، ودوره في تنمية البعد العربي في المجتمعات الشيعية، وقد حضر اللقاء شقيقة الإمام الصدر السيدة رباب الصدر، إضافة إلى ممثل عن رئيس حركة أمل، وممثل عن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وشخصيات وطنية لبنانية شيعية معتدلة، الأمر الذي أثار حفيظة الإعلام الموالي لـ«حزب الله» الذي هاجم الملتقى وشكك في النواياه في هذا التوقيت، والتركيز على نهجه الاعتدالي، وأهداف البخاري من وراء هذا التكريم الذي اعتبر أن «الصدر أحب العرب جميعا، وعمل على التقارب بينهم، وكانت نظرته للمسلمين نظرة وحدوية ترتقي بالإسلام إلى معاني الوحدة والحضارة».
تكريم الإمام الصدر فتح الطريق أمام البخاري للقيام بخطوة لم يقدم عليها سابقا أحد، حيث ختم آخر جولاته على المناطق اللبنانية قبل مغادرته منصبه عائداً إلى الرياض في مدينة صور الجنوبية، حيث التقى يوم السبت الماضي ممثلين عن الطوائف الروحية اللبنانية الإسلامية والمسيحية في المدينة، إضافة إلى زيارته مؤسسة الإمام موسى الصدر، حيث استقبل بحفاوة كبيرة من قبل وجهاء وشخصيات المدينة، ثم انتقل إلى منزل مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، الذي أولم على شرفه بحضور فعاليات دبلوماسية وسياسية. استقبال البخاري في صوْر في هذه المرحلة، يعكس متانة العلاقة بين الرياض وجزء كبير من الجنوبيين، رغم محاولة بعض الأطراف جرهم في صراعات إقليمية، وتحميلهم مسؤولية مواقف هم بمنأى عن تداعياتها، لما تمثله من خطورة على مصالحهم ومصالح أبنائهم المستقبلية.
ومن أجل أن لا تكون جولة البخاري الجنوبية الأولى والأخيرة، فإن الحضور الدبلوماسي السعودي في جنوب لبنان يجب أن يستمر مهما كانت العقبات، مع أهمية وضع الزيارة في سياق الانفتاح والتواصل السعودي ذاته مع القيادة السياسية والدينية العراقية الشيعية المعتدلة، المؤمنة بضرورة تواصل لبنان والعراق مع عمقهما العربي.
من صوْر وجّه البخاري رسالته عن القوة الناعمة السعودية القادرة على التواصل مع من تشاء، والوصول إلى حيث تشاء عبر خطاب الاعتدال والمصالح العربية المشتركة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيم إنسانية للدبلوماسية السعودية في لبنان قيم إنسانية للدبلوماسية السعودية في لبنان



GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الدعم والدهس

GMT 19:12 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟

GMT 19:10 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

خَواء في عقول مغلقة

GMT 19:08 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس... رحيل صديق للعرب والمسلمين

GMT 19:07 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الحرب اللبنانية ــ الإسرائيلية عائدة... إلا إذا

GMT 19:06 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الفراعنة يحترمون التاريخ

GMT 19:05 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

مستقبل آخر للسياحة

GMT 19:04 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

سعيكم مشكور!!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib