أوروبا وفلسطين معالجة الخطيئة بخطيئة أكبر
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

أوروبا وفلسطين... معالجة الخطيئة بخطيئة أكبر

المغرب اليوم -

أوروبا وفلسطين معالجة الخطيئة بخطيئة أكبر

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

يعاني الاتحاد الأوروبي ككتلة قارية تتشكل من 27 دولة، مجتمعة أو منفردة، تراجعاً في دوره العالمي خصوصاً في تقرير السياسات الدولية، وحتى في شؤونه الداخلية، فقد كانت الحرب الأوكرانية نموذجاً صارخاً لإعادة ربطه المباشر مع الولايات المتحدة، هذا الارتباط عزّز وجهة نظر سلبية لدى النخب الأوروبية التي توجّه انتقادات حادة إلى مشروع الاتحاد الأوروبي وأهدافه المرجوّة، فبالنسبة إليهم على المستوى السياسي فشل الاتحاد في التحول إلى أداة قارية جيوسياسية وجيوستراتيجية مؤثرة عالمياً بصفة منفردة غير مرتبطة بواشنطن، أما على المستوى العسكري فلم تستطع دول الاتحاد ضمان الأمن الجماعي الأوروبي من دون الولايات المتحدة، فقد أثبتت الحرب الأوكرانية أن الاتحاد فشل في أن يكون قوة عسكرية حاسمة في أي صراع دولي.

من القضية الفلسطينية وإليها، من خطيئة أوروبا التاريخية مع المسألة اليهودية والخطيئة الكبرى مع الفلسطينيين وأرضهم، كشفت حرب غزة عن أن العقل النخبوي لم يزل مصراً على معالجة خطاياها بممارسة خطايا أكبر، وهذا الفعل الراديكالي الواضح لبعضهم في حرب غزة بعيداً عن موقفهم من فِعلة «حماس»، يبرهن إلى حد ما على أنه ليس من موقع القوة بل نتيجة ضعف ومحدودية الفعل، تُغطيه بمواقف استعلائية متطرفة، الأمر الذي يعزز التقدير بأفول النموذج الغربي الأوروبي، وانتقال التأثير العالمي إلى مناطق أخرى من العالم.

من غزة وإليها، ظهرت أوروبا كقوة اقتصادية وكمنطقة دعم وإسناد لواشنطن وتل أبيب فقط، وليس قوة موحدة مستقلة في سياساتها قادرة على فرض حلول أو طرق للخروج من الأزمات، حرب غزة كشفت عن مستوى التصدع الأوروبي وعدم انسجام المواقف، وهذا له عدة أسباب في مقدمتها الإرث التاريخي لكل بلد أوروبي في علاقته مع معاداة السامية وفي ماضيه الكولونيالي إضافةً إلى صعود اليمين المتطرف واستبدال عدائه المطلق للإسلام بالعداء لليهود. هذه التباينات الداخلية الحادة منعت صدور موقف أوروبي موحد، وأدت إلى انتقادات قاسية ضد ما صدر من مواقف عن رئيسة المفوضية الأوروبية الوزيرة الألمانية السابقة (أورسولا فون دير لاين) في أثناء زيارتها لتل أبيب ودعمها المطلق لحكومة نتنياهو، ما دفع معارضيها إلى القول إنها تتحدث باسمها الشخصي وليس باسم كل أوروبا، إذ وُجهت إليها اتهامات من 842 مسؤولاً في المفوضية عُدّت رسالة مشتركة قالوا فيها «إننا لا نرى قيم الاتحاد الأوروبي في اللامبالاة الظاهرة التي أظهرتها مؤسستنا خلال الأيام القليلة الماضية تجاه المذبحة المستمرة ضد المدنيين في قطاع غزة». هذه الرسالة تنسجم مع موقف مسؤول السياسات الخارجية الوزير الإسباني السابق جوزيب بوريل، وإلى حد ما مع موقف الأمين العام للأمم المتحدة السياسي البرتغالي اليساري أنطونيو غوتيريش.

عملياً انقسام الاتحاد الأوروبي كان واضحاً، فدول الكتلة الشرقية سابقاً انتقلت من العداء للسامية إلى تكامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل، أما دول أوروبا الفاعلة فقد حافظت إسبانيا على تمايزها وانسجامها المتوسطي، فيما استعاد اليمين الإيطالي إرثه الفاشي الإشكالي مع تحول في طبيعة عداءاته، ويبقى المثلث القاري الرافع للقوة الغربية الأوروبية (فرنسا وألمانيا معهما بريطانيا)؛ ألمانيا لها إشكالياتها وعُقدة الذنب التي تعيشها، أما بريطانيا العارفة بتفاصيل المنطقة فقد تخلّت مع رئيس وزرائها عن مفهوم التعددية الذي سمح لمهاجر هندي بأن يتبوأ أعلى منصب تنفيذي، لكن أزمة سوناك أنه نقل موروثه العقائدي، أيْ أزمة العلاقة ما بين القومانية الهندية والإسلام إلى بريطانيا، كأنه أكثر انسجاماً مع موقف رئيس الوزراء الهندي المؤيد للموقف الإسرائيلي وعلاقته الشخصية بنتنياهو، من طبيعة التعددية البريطانية.

ظهر جزء أساسي من الأزمة الأوروبية مع جوارها التاريخي والحضاري (حوض البحر المتوسط)، إذ فشلت أوروبا منذ قمة برشلونة قبل ثلاثة عقود في أن تكون البديل المغري على المستوى الإقليمي، في أوروبا المتوسطية، إذ تتشارك مع غزة وأهلها هذا الفضاء المشترك كانت مواقف بعض زعمائها السياسيين أكثر راديكالية من مواقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في هذا الفضاء المتوسطي المشترك تخلّت أوروبا عن كل ما قدمه المفكر فرناند بروديل من إرث تاريخي وموضوعات حضارية متقاسمة ما بين شماله وجنوبه، ولجأت إلى ترهيب الأصوات المدافعة عن القيم الكونية التي أساسها قيم أوروبية؛ من تجريم الآخر وشيطنته إلى منع حرية التعبير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا وفلسطين معالجة الخطيئة بخطيئة أكبر أوروبا وفلسطين معالجة الخطيئة بخطيئة أكبر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 23:15 2025 الأحد ,27 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
المغرب اليوم - روبيو يحدد

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib