جدلية الكفاح المسلح من الداخل وإليه
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

جدلية الكفاح المسلح من الداخل وإليه

المغرب اليوم -

جدلية الكفاح المسلح من الداخل وإليه

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

في طريقه من لبنان إلى فلسطين بعد هزيمة حرب 1982، أودع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أسراره لدى رفيق دربه القائد الفتحاوي خليل الوزير (أبو جهاد)؛ كونه مهندسَ العملية الأولى لحركة «فتح» (نفق عيلبون) سنة 1965، التي كانت بمثابة الإعلان عن انطلاق الكفاح المسلح من الداخل، فكَّر الرجلان من منفاهما في كيفية القفز فوق الحدود، أي تجاوز الجغرافيا التي منحتهم من الحدود اللبنانية إمكانية الاشتباك المباشر الأخير مع عدوهم، وفي كيفية استمرار الكفاح الفلسطيني من أجل انتزاع حقوقهم المشروعة، بعدما أغلقت دول الطوق أبواب الكفاح المسلح بوجههم، فأصبح العبور من الخارج إلى الداخل مستحيلاً، وباتت الفرصة الوحيدة لهم هو الانتقال إلى الدخل.

عود على بدء، من غزة فجر 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى غزة صباح 8 ديسمبر (كانون الأول) 1987، حينها قام سائق حافلة عسكرية إسرائيلي عمداً بصدم سيارة عمال قتل فيها 4 فلسطينيين عند معبر «إيريز»، المكان ذاته الذي عبرت منه «حماس» قبل 52 يوماً من الداخل الضيق (قطاع غزة) إلى الداخل الأوسع (فلسطين التاريخية)، كاسرة كل قواعد الاشتباك التي حُددت، بعدما انتقل الكفاح المسلح إلى الداخل، ولكن العبور الأول، أي حادث الدهس، أدَّى إلى مظاهرات عفوية في غزة سرعان ما امتدت إلى جميع الأراضي المحتلة، فجَّرت ما عُرِف حينها بانتفاضة الحجارة.

من الانتفاضة الأولى إلى الثانية، نجح الفلسطينيون في الداخل من الاقتراب من تحقيق أهدافهم التاريخيّة، عبر انتفاضة شعبية لم يكن الكفاح المسلح أولوياتها، بل اعتمدت على الحجارة في مواجهة قوات الاحتلال، وعلى التمرد على سلطاته في الضفة والقطاع والقدس عبر العصيان المدني، لم تنجح سياسة القمع والقتل في إخمادها، بل سرعان ما تم تنظيمها وإدارتها عبر قيادة وطنية ارتبطت بـ«منظمة التحرير»، عبر فصائلها الأربعة الأساسية: «فتح» والجبهتين: «الشعبية» و«الديمقراطية»، و«الحزب الشيوعي»، مع غياب واضح لـ«حماس»، حيث كانت تطوراتها أحد العوامل الأساسية لدى القيادة الفلسطينية في «إعلان الجزائر»، ولدى القيادة الأردنية في إعلان «فك الارتباط» ما بين الضفة والأردن، إلا أن مغامرة صدام حسين في غزو الكويت أدَّت إلى كارثة استراتيجية عربية أثَّرت نوعاً ما على دعمها، ولكنها كانت حاضرة في «مفاوضات مدريد»، وفي فرض الاعتراف الإسرائيلي بـ«منظمة التحرير»؛ بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

من صدام حسين إلى بن لادن، انعكس اعتداء 11 سبتمبر (أيلول) سلباً على الدعم العالمي للانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتحميل إسرائيل مسؤولية فشل محادثات السلام، وفي استفزاز الفلسطينيين في القدس، وسارعت تل أبيب إلى إقناع الإدارة الأميركية بالربط ما بين الانتفاضة شبه المسلحة والإرهاب (الإسلامي)، كما تحاول الآن الربط ما بين «داعش» و«حماس»، خصوصاً أن القيادة الفلسطينية حينها فقدت السيطرة على العمليات العسكرية (الكفاح المسلح من الداخل)، واستغلته الفصائل الرافضة لـ«أوسلو»، في توسيع عملياتها العسكرية حتى داخل أراضي 48؛ الأمر الذي استغلته تل أبيب برأي البعض لتبرير اجتياحها للضفة وحصار المقاطعة وتدمير البنية التحتية للدولة الموعودة، والتملُّص من تطبيق بنود «أوسلو».

منذ قتل رابين إلى رحيل عرفات، لم يعد هناك شريك سلام لدى السلطة الفلسطينية، ومع عودة نتنياهو إلى السلطة تبدّد ما تبقى من فرص إعلان الدولة، ومع انقسامهم نتيجة انقلاب «حماس» الدموي في غزة عثر نتنياهو على مبتغاه، ووجَّه تركيزه على تدمير السلطة لإنهاء شراكتها، مستغلاً ضعفها وترهُّلها الذي أثَّر على دور حركة «فتح» في قيادة الشارع الفلسطيني، عادّاً «حماس» تهديداً يمكن التعايش معه، وأن مطالبها الحقيقية محدودة، بينما السلطة و«منظمة التحرير» تشكلان تهديداً دائماً لا يمكن التعايش الطويل الأمد معه، لأن مطالبهما المدعومة دولياً تضر بمشروع اليمين الإسرائيلي، خصوصاً حلّ الدولتين.

بين انتفاضتين وطوفان، عاد الفلسطينيون بعد خيبة الأمل إلى نوع من الكفاح المسلح في الداخل، الذي تصاعد في الضفة منذ بداية العام الحالي، والذي أخذ بُعداً مختلفاً في 7 أكتوبر الماضي، ما أدَّى إلى إعادة طرح السؤال الأكثر إشكالية في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي حول الكفاح المسلح، وهل يمكنه أن يحقق في الداخل ما فشل في تحقيقه في الخارج، أو ما فشلت عملية السلام في تحقيقه، أم أنه رد طبيعي نتيجة فشلها، ليبقى الجدل حوله مفتوحاً، في صراع لم يعد ممكناً إغلاقه أو استسهال حلّه حرباً أو سلماً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدلية الكفاح المسلح من الداخل وإليه جدلية الكفاح المسلح من الداخل وإليه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 23:15 2025 الأحد ,27 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
المغرب اليوم - روبيو يحدد

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib