رجاء لاتساعدوا الأعداء علينا

رجاء لاتساعدوا الأعداء علينا!!

المغرب اليوم -

رجاء لاتساعدوا الأعداء علينا

عبد الحميد الجماهري

لم نهتد إلى إيجاد حل لقضية الأساتذة المتدربين، إلا بعد أن وفرنا كل الشروط لكي تصبح سهما يطلقه الأعداء على الخاصرة.
وظل الطرف الحكومي يتعنت في قضية اجتماعية محضة، بعد أن أراد تحويلها إلى قضية أمنية، بين طلبة وقوات حفظ النظام، ولم يتركها حتى أصبحت قضية حقوقية دولية!
هكذا تعلمنا صحافة الأعداء الذين يتربصون بنا، أن «النائب الأوروبي جوردي سيباستيا استوقف رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فديريكا موغريني بخصوص حملة القمع العنيفة التي طالت الأساتذة المتربصين (يقصد المتدربين) خلال احتجاجاتهم السلمية في عدة مدن مغربية».
المصادر ،التي تعرف وجهتها بدقة الحمام الزاجل، أضافت أن النائب قال للسيدة مورغيني، المتذبذبة بين الرباط والجزائر العاصمة مثل أرجوحة، إن »درجة العنف التي تعرض لها الأساتذة المتربصون بلغ الحد غير المقبول والأدلة التي أكدت استخدام قوات الأمن المغربية القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين مع أن المعايير الدولية لحقوق الإنسان تسمح باستعمال الشرطة للقوة إلا في حالات الضرورة القصوى«. وطالب بتدويل القضية!!
ومن ثمة انتقل إلى مطالبتها بإدراج مسألة انتهاك حقوق الإنسان في جدول أعمال الدورة المقبلة للحوار السياسي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب».
هل كان ضروريا أن نطعم الأعداء بمغامرات يحولونها إلى منصات لإطلاق النار؟
كلا..
هل كان ضروريا أن تتفاقم الأوضاع إلى هذا الحد، ونكتشف فجأة أن الحل ممكن من البداية؟
أبدا..
هل لنا عقل يفكر في الربط بين الصورة التي نريد لبلادنا كرائدة إقليميا في مجال الحقوق وبين الزاوية الحادة التي يريد الخصوم حشرنا فيها؟
لا يبدو ذلك قائما!
ومن سوء حظنا أننا نجتهد في الخطيئة، كما لا نجتهد في الحل:
فبعد القرار الحكومي المركزي كان التنفيذ المحلي في أبشع صورة ممكنة لبلد قام بالكثير من أجل حقوق أبنائه، وقام أبناؤه بالكثير من أجل حقوقهم ومن أجل حقوقه.
حيث عمد عامل إقليم ورزازات إلى إشهار منع العديد من الطلبة من مغادرة المدينة والإقليم!!
أيام الإقامة الإجبارية البئيسة والتي لم تعد تقوم بها أية سلطة قمعية في العالم، مبرر معقول وحجة قائمة لمن يريد أن يترافع … ضد المغرب في شهرأبريل أقسى الشهور الحقوقية!!
هل لنا بالفعل عقل أمني متمفصل مع العقل الحقوقي والعقل الديبلوماسي الذي يراعي كل خطوة يمكن أن تتم و يقدر تأثيرها على البلاد؟
هل يعتبر العامل أن ورزازات جزيرة في عالم اليوم، تماما كما كانت في زمن الباشوات والمقيمين العامين وأن ما يقع فيها لن يذكر في بروكسيل أو في نيويورك غدا ضد البلاد برمتها؟
إذن لننتظر أين وصلت القضية مع الخصوم وأين استعملوها ضدنا.. وننتظر كيف ستدبر الوزارة الوصية تدبيرا من عينة كهذه تنسف كل ما نبنيه!
لقد ارتفع الضغط ضد بلادنا، ومما يزيد من حدته التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، والذي ننشر منه بعض الفقرات في هذا العدد.
من حيث التوقيت ، يشكل التقرير طعما أوليا عما سنواجهه بخصوص المسألة الحقوقية في ارتباطها مع القضية الوطنية وتوسيع صلاحيات المينورسو..
وقد وردت في التقرير خلاصات كرجع الصدى، لكل ما قالته الدعاية الانفصالية، عن «الحرية النقابية والإعلامية والممارسة الحرة والإفلات من العقاب». 
لم نتحدث عن تقارير «هيومن رايت ووتش» ولا «امنستي» في النازلة، بل نختار لأصحاب التأزيم الذي ندفع ثمنه نحن في شرعية مطالبنا الوطنية إلى أن قيادة الانفصاليين ارتأت أن تعبر عن تحليلها من ..موسكو!
عندما أكد منسقها مع بعثة الأمم المتحدة الاثنين، في إطار زيارته المنظمة من طرف رئيس مركز الدراسات الإسلامية والعربية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاسيلي كوزنيتسوف،: أن «المغرب أصبح محاصرا على المستوى القاري ومن طرف منظمات حقوق الإنسان»!!
هل يرضينا هذا؟
لا أعتقد، ولن يرضينا أن نواجه بالقول إن الخصوم يقومون دوما بذلك، فالقضية هي قضية شعب وأرض، وليست توازنات سياسوية وقرارات غير مفهومة في الزمن الصعب..رجاء لا تساعدوا الأعداء علينا!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجاء لاتساعدوا الأعداء علينا رجاء لاتساعدوا الأعداء علينا



GMT 10:14 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«أوراقي 9».. محمود الشريف الدور 9 شقة 4!

GMT 10:11 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات دمشق

GMT 10:10 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع من موسكو إلى واشنطن

GMT 10:09 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أما آن للمغرب العربي أن يتعافى؟

GMT 10:08 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الجهل قوّة يا سِتّ إليزابيث

GMT 10:07 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية: هل سيشكر ترمب ممداني؟

GMT 10:05 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» في بيانين

GMT 10:04 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس كَمَنْ سمع

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 19:14 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال
المغرب اليوم - أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 05:24 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 19:51 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل افتتاح بنكهة أفريقية للشان في المغرب

GMT 13:32 2025 الثلاثاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أنشيلوتي يطمح لقيادة البرازيل نحو لقبها العالمي السادس

GMT 14:13 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية ثورية للتحكم في النعاس أثناء القيادة من باناسونيك

GMT 04:57 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

ظهور دولفين مهجن آخر في هاواي

GMT 04:45 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحسين عموتة يهدد اللاعبين الذين تراجع مستواهم

GMT 05:18 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

محمد جبور يعرب عن فخره بنجاح تصاميمه عالميًا

GMT 14:45 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

تصنيف “جامعة الرباط” في المرتبة 15 إفريقيّا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib