مـا يريده المغـرب للجزائر
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

مـا يريده المغـرب للجزائر

المغرب اليوم -

مـا يريده المغـرب للجزائر

بقلم - نور الدين مفتاح

يعنينا ألف مرّة ما يقع في الجارة الجزائر، يعنينا كجيران تجمعنا آلاف الكيلومترات من الحدود، ويعنينا كشعبين هما الأكثر تشابها شكلا وعادات وثقافات، ويعنينا كتاريخ ربط ويربط بين مصائرنا، وكان عبارة عن قرون عرفت صعود إمبراطوريات ونزولها ولحظات مجد كتبناها مجتمعين بدمائنا ولحظات انكسار ربما في هذا الفصل الحالي من التاريخ مانزال نرزح تحت وطأتها، وقبيلة المتفائلين هنا وهناك يعتبرون أنها مرحلة ستطوى وستكتب محلها صفحة جديدة تعيد الأمجاد. هذا ليس كلاماً منمقا، ولكنه الاستشراف بالأمل الذي يحرك عجلة التاريخ.

اليوم تعيش الجزائر منعطفا تاريخيا، لا أحد يمكن أن يتكهن بمآله، والأحداث معروفة. فالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي استطاع أن يوطد الوئام الوطني بعد حرب أهلية في عشرية سوداء، تجاوز حدود المعقول والمقبول بإصرار النظام على تركه واجهة له، لعدم اتفاق أقطاب الحكم في الجزائر على رئيس بديل. والذي يمكن أن نشاطر فيه الإخوة الجزائريين آلامهم هو هذه المهانة التي يحسون بها وهم يقدمون بلد المليون ونصف المليون شهيد للعالم برئيس مريض عاجز، مجرد صورته تكفي لتحرك الجبال غضبا وخجلا. رئيس يعطل عجلة بلد كامل، له مقدرات بترولية هائلة ولكنه يعيش فقر الدول المتخلفة. رئيس واجهة ثمنه غال جدا بالنسبة لبلاده إذا كان المقابل المزعوم هو الاستقرار.

لقد انتفض الجزائريون، وقدم أركان النظام تنازلات هي التراجع عن ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وتنظيم ندوة وطنية قد يرأسها الديبلوماسي الأخضر الإبراهيمي لتعديل الدستور، وتعيين حكومة تصريف أعمال، وتأجيل الانتخابات.

ويبدو أن هذا لم ولن يقنع الشارع الجزائري، الذي اعتبر المسألة التفافا على مطالبه. لقد كانت الأمور في صيحات الشوارع واضحة، هناك فرق بين الترتيب لاستبدال رئيس جمهورية بآخر وبين تغيير النظام، والمطلب هو أن الجزائر لابد أن تلد جمهورية أخرى بأسس وشرعية جديدتين.

إن بوتفليقة الذي خرج متابعا بالفساد، بعدما كان نجما في سماء الديبلوماسية العالمية عقب وفاة بومدين، استطاع أن يعود ويهدم ركنا من أركان النظام الذي صنعه هو نفسه، أي جماعة الجينرالات الذين ألغوا نتائج الانتخابات التي فازت بها جبهة الإنقاذ وجلبوا أكثر من رئيس إلى أن وصلوا إلى بوتفليقة. لقد فكك القوة الضاربة للجينرال توفيق، وريث قاصدي مرباح على رأس الاستخبارات العسكرية، وأزاح كبار جينرالات الجيش، ووزع ملكية الدولة بين ثلاثة أقطاب: هو في الوسط، ويتحرك من خلفه أخوه سعيد بوتفليقة، والجينرال قايد صالح، رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع، وعثمان طرطاق، رئيس جهاز الاستخبارات. وإذا كان الشارع اليوم قد أسقط بوتفليقة، فإن الذين بيدهم مصير البلاد اليوم هم أقطاب الجيش.

وكما سنرى في مواد ملفنا في هذا العدد، فإنه إذا كان لكل بلد جيش، فللجيش الجزائري بلد! أو كما نقل  عن هواري بومدين من أن الجيش هو العمود الفقري للجزائر والمخابرات هي نخاعها الشوكي. هذا الوضع هو جوهر المشكل المغربي مع الجزائر الشقيقة. إن عقيدة الجيش الجزائري بهذا الوضع في بنيان الحكم تمحورت حول العداء للمغرب، وبالتالي كان يستحيل على أي رئيس مهما كان حسن نيته أن ينهي أم المشاكل بالمغرب الكبير، وهي قضية الصحراء.

المغرب معني بما يجري بالجزائر، لأن تغيير النظام في الجارة من نظام عسكرتاري إلى نظام انتقال ديموقراطي هو أسهل السبل لحوار الوضوح، وأيسر الطرق لإيجاد ممرات للمياه المختنقة في مجاري السياسة بين البلدين. إن جزائر قوية بديموقراطيتها واستقرارها وسمو إرادة الأمة فيها على ما عداها، مصلحة مشتركة، والأسوأ هو أن تتطور الأمور إلى تكرار فواجع الماضي واللااستقرار الأمني.

لقد كان هناك جيل قد يمثل عبد العزيز بوتفليقة آخر رموزه يذهب في تبني العداء لكل ما هو مغربي مذاهب المبالغة، ردّاً على اتهامات خصومهم من أنهم من "جماعة وجدة" أو من "المراركة"، وهذا الجيل يلفظ آخر أنفاسه، ولكن لا يمكن أن تنبثق طبقة سياسية جديدة مستقلة في جزائر جديدة إذا لم تتكسر الترسبات الجيولوجية لتحكم الجيش في السياسة، وهذا الأمل مطروح اليوم، فعندما يصبح مكان الجيش هو الثكنات والحدود، كما هو الشأن في المغرب، فآنئذ يمكن أن نتحاور على أسس جديدة، وإذا ارتأت القيادة الجديدة الحرة ذات الشرعية الشعبية أن تواصل سياسة الحدود المغلقة ووضع الدفاع عن البوليساريو في أولوية أولويات ديبلوماسيتها، فهنا سنكون أمام وضع مؤسف، ولكنه أحسن من الوضع السابق، الذي كان أمر التغيير فيه شبه مستحيل مع جيل من الجينرالات جبل على الأبواب الموصدة والآذان الصماء.

لا حاجة للتذكير بأن فتح باب للتطبيع المغربي الجزائري سيكون متنفسا رائعا للشعبين ولجيرانهما، وسيزيد من نسبة النمو في البلدين وسيعزز الاستقرار بمحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وحتى إن بقيت قضية الصحراء عالقة، فتعاون مغربي جزائري بدون خلفيات سيسهل إيجاد حل لها بمعادلة لا غالب ولا مغلوب، وهذه الأهداف تبدو للمغاربة الذين يتابعون باهتمام بالغ ما يجري في شوارع العاصمة وفي قصر المرادية قريبة، رغم عسر المخاض، فاللهم يسر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مـا يريده المغـرب للجزائر مـا يريده المغـرب للجزائر



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib