أضرار المراهقة السياسية… ندوة طارق خوري أنموذجا

أضرار المراهقة السياسية… ندوة طارق خوري أنموذجا

المغرب اليوم -

أضرار المراهقة السياسية… ندوة طارق خوري أنموذجا

بقلم - أسامة الرنتيسي

وجه مكتب النائب طارق خوري دعوات لحضور ندوة سياسية خاصة تعقد اليوم السبت بعنوان “أسباب عزوف الأردنيين من أصل فلسطيني عن المشاركة في الانتخابات” يتحدث فيها نخبة من السياسيين أبرزهم طاهر المصري عبدالرؤوف الروابدة وصالح العرموطي وموفق محادين وشاكر زلوم وحاتم رشيد.

الندوة تعرضت للهجوم في السوشيال ميديا قبل أن تعقد، وهذا الهجوم مبرر لأن العزوف عن المشاركة ليس مرتبطا فقط بالأردنيين من أصل فلسطيني، بل عزوف أردني شامل عن الانتخابات والسبب الرئيسي عدم الثقة في الانتخابات وفي مخرجاتها، وفي الأساس في قانون الانتخاب غير العادل.

الندوة فتحت الحديث مباشرة على سؤال الزاوية المخفي في صدور المواطنين، قبل الحديث عن العزوف، هل هناك سياسة إقصاء مبرمجة لإبعاد أحد مكونات الشعب الأردني عن المشاركة في قيادة العمل البرلماني والنقابي والحزبي ومواقع صنع القرار، والوظائف العامة؟.

في الهجوم على الندوة، بدأت تنتشر عناوين الخلاف قبل التوافق، وبدأت تغذية أجواء الإقليمية، والجهات التي لها مصلحة في عقد مثل هذه الندوة ومصادر تمويلها.

الهجوم بدأ يأخذ أسئلة أصعب حول عناوين وقيمة وأهمية وحضور وشعبية ومصداقية من يدعون أنهم يمثلون هذا المكون من الشعب الأردني، وأن المشكلة فيهم  لا في مشاركة أبناء هذا المكون، مع أن مصطلح مكون يستفز كثيرين في الأردن، وهم سياسيا محقون في ذلك.

لا ينتهي طارق خوري من ملف إشكالي إلا ويضع نفسه في ملف آخر، والعناوين والقضايا  كلها التي يطرحها للأسف ينظم خيطها عامل واحد، ولا تعود بالفائدة على ضرورة تعميق وتجذير العلاقة الأردنية الفلسطينية، بل تعزيز ما بينها من خلافات سياسية فوقية بعيدة عن العلاقة الشعبية الأردنية الفلسطينية.

في الفضاء الأردني والفلسطيني العام، ثمة تخرصات عديدة، ممن يبحثون عن أدوار جديدة على حساب المصالح الأردنية والفلسطينية. هؤلاء مصرون على سوء الفهم، والانتقال من حلبة إلى أخرى، بعضهم يستخدم التطرف سلاحا، وآخرون يلجأون إلى الشتم وانتهاك التقاليد والأعراف كلها.

ما يضر الوحدة الوطنية هو سلوك بعض السياسيين والبرلمانيين المراهقين، الذين لا يعرفون أن عصر المراهقة السياسية قد انتهى، وعصر اللعب على حبال الشعبية بات مكشوفا للجميع.

لا يعرف المراهقون هؤلاء أن “الحديدة حامية”، وأن خط النار الذي يلف البلاد لا يسمح بمراهقات صبيانية، بل يتطلب الأمر تصليب الوحدة الوطنية، وقد تصلبت بالفعل والممارسة، قبل نحو عامين لحظة استشهاد القاضي رائد زعيتر برصاص الصهاينة، وتصلبت قبل أكثر من عام لحظة استشهاد الطيار معاذ الكساسبة على أيدي عصابة داعش الإجرامية الحاقدة، وتصلبت أكثر بعد حادثة القتل من قبل رجل الأمن الإسرائيلي في السفارة قبل شهر.

على سياسيينا ونخبنا البرلمانية والحزبية، الرسمية والشعبية، وكل من يقدم وجهة نظر في القضايا المطروحة على الساحة، أن يكون أكثر حرصا على عدم الوقوع في الأخطاء، لأن الظروف لا تحتمل الاجتهادات ووجهات النظر المتطرفة، ولا المتسرعة، ولا المتكسبة شعبيا.

بعض السياسيين لم يُسمع صوته عندما كان في المسؤولية، لا سلبا ولا إيجابا، وآخرين أكلوها مثل المنشار “طالع نازل”، والآن يبحثون عن استدارة كاملة كي يقطفوا ثمار أوهام غزت عقولهم.

هؤلاء مؤثرون في الرأي العام، لا شك، بعضهم كان في مواقع الدولة المتقدمة، وبعضهم لا يزال، وهم في الأحوال جميعها محسوبون على الدولة ومؤسساتها، فهل تصرفاتهم وتصريحاتهم منسجمة مع رأي الدولة العام، أم أن مصالحهم الخاصة تدفعهم للمشاغبة والبحث عن أدوار.

ليتذكر الجميع جيدا، أن اساس البلاء في القضايا المختلف عليها كلها، قد تضمنته اتفاقيتا وادي عربة وأوسلو، خاصة الملف الأسخن، قضية اللاجئين، ونحيل كل من يريد ان يعرف مصير هذا الملف إلى المواد الخاصة باللاجئين في الاتفاقيتين.

ليست القضية قضية لاجئ لا يمكن له أن يتنازل عن حقه في العودة والتعويض، ولا يمكن له أن يقبل بأي وطن بديل عن وطنه الأصلي.

بالله عليكم! هل سمعتم أن الأوطان تتبدل؟ تبدّل الهُويات السياسية، ممكن، والنضالية أحيانا، أما هُوية الأوطان فبأي أعراف واتفاقيات يمكن أن تتبدل؟.

مضار هذه الندوة أكثر من فوائدها، وعدم انعقادها سوف يمنع سيلا من الشتائم والانتقادات ويغلق افواه لا تنطق إلا بالفتنة والتحريض والكراهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أضرار المراهقة السياسية… ندوة طارق خوري أنموذجا أضرار المراهقة السياسية… ندوة طارق خوري أنموذجا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً
المغرب اليوم - اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً

GMT 13:17 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib