بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
يوم أمس (الأحد 21 ديسمبر) بدأ فصل الشتاء فلكيا، وفقا لحسابات المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية...فكل عام، وكل شتاء، وأنتم بخير. فهل تحب عزيزى القارئ فصل الشتاء..؟ أنا شخصيا أحب كل الفصول عند بدايتها! فقدومها يلبى الحاجة للتغيير!.. ولكن مع تزايد برد الشتاء وقسوته خاصة فى يناير..، نشعر بالحنين إلى الربيع البديع بدءا من 21 مارس..، ولكن الربيع فى بلدنا كثيرا ماتنغصه رياح الخماسين ! ليتلوه الصيف فى 21 يونيو ويتصاعد فى قسوته وحره، ولكن تصاحبه الحياة الجميلة فى إجازات الصيف وعلى شواطئ البحر! ليتلوه الخريف و العودة إلى المدارس والجامعات! وقد كان كل فصل – على مدار العصور، وفى كل الثقافات - ملهما للفنانين والشعراء والأدباء.
وربما كانت كونشيرتات الموسيقار الإيطالى فيفالدى، التى نشرها فى عام 1725 باسم «الفصول الأربعة» من اشهر الأعمال الكلاسيكية التى احتفت بها! ولكن كل فصل كانت له آلاف الأعمال الإبداعية والفنية فى كل الثقافات، بما فيه بالطبع الثقافة والفن فى مصر والعالم العربى. غير أنه يلفت نظرى هنا بالذات آراء مفكرنا العظيم «طه حسين» حين يقول.. «إن الصيف هو الفصل الذى يحسن فيه اللغو، وأن الشتاء هو الفصل الذى لا يحسن فيه إلا الجد، ولا يمكن فيه إلا الجد» ... ولكنه يستدرك بحسه الإنسانى العميق قائلا «إن فى الشتاء جدا آخر مرا كله» ويقصد به شقاء الفقراء، فى فصل الشتاء قائلا... «فى الشتاء جد آخر، جد خصب حقا، نافع حقا،.. لايجنى من أصحابه إلا حياة كلها خشونة وشظف وحرمان، هو جد هؤلاء الفلاحين الذين يعملون فى الأرض، لا يحفلون بالبرد ولا يحفل البرد بهم»... «إن الاشقياء ليألمون كثيرا فى الشتاء. إن من الحق علينا أن نحميهم من هذا الشقاء»!... وأخيرا، أتمنى أن يجتهد القادرون منا اليوم - وهم كثر - فى التواصل والتبرع للمؤسسة العامه للتكافل الأجتماعى (معونة الشتاء سابقا)... وكل شتاء ومصر بخير!