أمة تقرأ أمة ترقى

أمة تقرأ.. أمة ترقى

المغرب اليوم -

أمة تقرأ أمة ترقى

منى بوسمرة
بقلم - منى بوسمرة

أدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو الشاعر مرهف الإحساس والأديب، منذ سنوات طويلة، أن بناء الأمم لا يتم فقط ببناء المدن الراقية والعصرية، إذ إن هذا الأمر قابل للتحقق بسهولة، لكن الأصعب هو بناء العقول القادرة على صناعة التغيير، والرقي بالإنسان، وصناعة الحضارة.
كما أدرك سموه أن يداً واحدة لا تصفق من أجل تحقيق هذا المسعى، وأن التحدي هو بناء العقول على مستوى الأمة، وليس قطراً بعينه، وأن الفكر يحتاج إلى منابت، وهذه المنابت تتوافر في المدارس التي تزرع حب القراءة لدى الصغار. ومن هنا جاءت فكرة تحدي القراءة، حتى يتم تكوين جيل جديد من أبناء الأمة يقدرون قيمة العلم، وينهلون من صنوف المعرفة، ويصنعون الحضارة. وهذا أنجح استثمار، لأن مردوده سيضعنا على الطريق الصحيح لاستئناف حضارتنا العربية من خلال بناء أجيال جديدة قادرة على الارتقاء بمجتمعاتها. وقال سموه بالأمس: «اختتمنا بحمد الله اليوم فعاليات تحدي القراءة العربي.. مسابقة شارك فيها 22 مليون طالب من 44 دولة لقراءة 50 كتاباً في كل عام دراسي».

مؤكداً سموه أن تحدي القراءة هو تحدٍ لصنع حضارة تبدأ بتنوير العقول عبر الكتاب.. هو تحدٍ لنا جميعاً لتنفيذ أول وصية نزلت من السماء إلى الأرض.. «اقرأ».. هدفنا أن يكون في كل بيت قارئ.. ولن نصنع مستقبلاً أفضل لشبابنا العربي بغير القراءة والمعرفة.

وكان، رعاه الله، قد ذكر أن تحدي القراءة العربي هو أكبر وأنجح استثمار في العقل العربي وفي الوعي العربي، ومردوده سيضعنا على الطريق الصحيح لاستئناف حضارتنا العربية من خلال بناء أجيال جديدة قادرة على الارتقاء بمجتمعاتها.

وما من شك في أن هذه المسابقة، التي نجحت بشكل غير مسبوق على صعيد الوطن العربي، قد خلقت جواً من المنافسة بين ملايين الشباب الذين تسابقوا من أجل قراءة 50 كتاباً كل عام، وهم في الواقع يتسابقون نحو بناء غدٍ أفضل لهم ولشعوبهم وأمتهم.

ولابد من القول هنا إنه في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الأمة، والتراجع الذي تشهده على كثير من الأصعدة، والأزمات المتلاحقة التي تحاصرها، فليس ثمة سبيل للخلاص سوى التسلح بالعلم والمعرفة، لأنهما طوق النجاة لنا جميعاً، وهما الأداة التي ستصنع لنا مستقبلاً بين الأمم.

هذا هو الهدف الذي يصبو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وسعى إلى تحقيقه منذ ست سنوات، عندما أطلق تحدي القراءة العربي، وهو يدرك الصعوبات التي تقف في طريق تحقيقه، لكنه يؤمن إيماناً عميقاً بأنه لا مستحيل أمام الإصرار والمثابرة، وأن الغايات النبيلة تحتاج إلى هامات عالية لإنجازها. وهو لها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة تقرأ أمة ترقى أمة تقرأ أمة ترقى



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:17 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

آرسنال يحسم مصير كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد

GMT 14:25 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

أتلتيكو مدريد يمدد شراكته مع نايكي حتى عام 2035

GMT 22:51 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"غوغل" تقاضي شبكة محتالين بسبب "خرائط غوغل"

GMT 18:22 2025 الخميس ,20 آذار/ مارس

"الأسود" يشدون الرحال إلى مدينة وجدة

GMT 16:24 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

الجيش الملكي يواجه بيراميدز في ربع النهائي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib