فنزويلا الورود البوليفارية لماتشادو
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

فنزويلا: الورود البوليفارية لماتشادو

المغرب اليوم -

فنزويلا الورود البوليفارية لماتشادو

أمير طاهري
بقلم - أمير طاهري

مثلما كان متوقعاً، أثار قرار لجنة نوبل في أوسلو بمنح جائزة السلام لهذا العام للناشطة المعارضة الفنزويلية ماريا كارينا ماتشادو، عاصفة من الجدل حول طقس سنوي بدأ في فقدان بريقه منذ سنوات.

ويرى منتقدو القرار أن اللجنة اختارت ماتشادو، المعروفة بولائها الشديد لدونالد ترمب، لأنها لم ترغب في تكريم معشوقها مباشرة. وفي الوقت ذاته، فإن اختيار «يساري عالمي آخر» كان سيضفي مصداقية على الانتقادات التي تزعم أن معظم جوائز نوبل تحوّلت إلى مكافآت سياسية.

مثال على ذلك: مُنحت جائزة نوبل في الاقتصاد لمستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاقتصادي. حتى في مجالات العلوم، تُوزع الجوائز بطريقة تعكس حسابات جيوسياسية. أما في الأدب، فقد كان الفائز، على مدى الثلاثين عاماً الماضية، كاتباً أو شاعراً ذا ميول يسارية ودائرة قراء محدودة خارج نطاق نخب أوروبا من محبي الشمبانيا والكافيار.

وفي الوقت الذي قد تكون هذه الانتقادات جديرة بالنظر أو لا، أعتقد أن الهجمات التي تتعرض لها ماتشادو (تحديداً من قبل تلك النخب ذاتها) ظالمة.

المؤكد أن ماتشادو لم تفعل شيئاً من أجل السلام بالمفهوم التقليدي المتعارف عليه. في الواقع، ترمب، الذي كان العقل المخطط خلف عدة اتفاقات هدنة هشة، بين إسرائيل و«حماس»، والهند وباكستان، والكونغو كينشاسا ورواندا، وإيران وإسرائيل، كان سيبدو مرشحاً أكثر منطقية لنيل جائزة نوبل للسلام.

وربما يكون أحد المخارج من المأزق الذي خلّفته الآيديولوجيا، إعادة تسمية الجائزة لتصبح «جائزة نوبل للمُناضل السياسي من أجل الحرية وحقوق الإنسان لهذا العام». وأنا مدرك تماماً لأن هذه التسمية الطويلة قد تثير جدلاً أكبر حول معاني «الحرية» و«حقوق الإنسان». إلا أنه في حالة ماتشادو، يمكن للمرء أن يطرح حجة داعمة لحملتها الشجاعة لإجبار نظام استبدادي على احترام دستوره الخاص، من خلال السماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، بحسب ما تقتضيه قوانين البلاد.

من ناحيتها، لا تدعو ماتشادو إلى ثورة أو إلى الإطاحة العنيفة بنظام الرئيس نيكولاس مادورو «البوليفاري»، وإنما كل ما تطالب به إجراء انتخابات بحضور مراقبين دوليين، والتزام جميع الأطراف المتنافسة بقبول النتائج.

من جهتي، زرت فنزويلا للمرة الأولى عام 1972، في وقت كانت تحكمه نخبة أرستقراطية زائفة، تدّعي النسب الإمبراطوري الإسباني، وتنظر إلى السكان «الأصليين» باعتبارهم مجرد كومبارس في أحد العروض الصاخبة لسيسيل بي ديميل.

لذلك، عندما ظهر هوغو شافيز على الساحة، وأعطى صوتاً لأولئك «الكومبارس»، كنتُ من بين الكثيرين الذين رحبوا بهذا التغيير. وبعد إحدى رحلاته المبكرة إلى إيران، التقيت بهوغو شافيز الباذخ للمرة الأولى، ودار بيننا نقاش واسع تناول مجموعة من الموضوعات.

ومع ذلك، هيمن موضوعان أساسيان على الحديث: أولهما كان «إصرار» شافيز على إنهاء الفقر في فنزويلا. وقال: «لا يوجد سبب يجعل أي شخص فقيراً في بلد غني كبلدنا... أعطوني أربع سنوات فقط، فقط أربع سنوات!».

أما الموضوع الثاني، فكان ادعاء شافيز بأن الكنيسة الكاثوليكية، بتحريض من «الأوليغارشية الثرية»، تحاول تخريب ثورته الاجتماعية. بيد أنه على أرض الواقع، حصل شافيز على ثلاثة أضعاف تلك السنوات، وفي نهاية المطاف ترك فنزويلا فقيرة، إن لم تكن أفقر، وأكثر انقساماً عن أي وقت مضى، لخليفته مادورو الذي كان يُسميه «سائق حافلتي».

وتكشف الأرقام أن فنزويلا، التي تملك أكبر احتياط نفطي في العالم، حققت أكثر من 1.5 تريليون دولار من عائدات النفط في عهد شافيز ومادورو. ومع ذلك، وقعت في متاهة من العجز في الميزانية، والاقتراض العام.

ماذا حدث؟ ماذا فعل شافيز ومادورو بهذه الثروة غير المسبوقة التي تدفقت على فنزويلا تحت قيادتهما؟

ربما يكمن جزء من الإجابة في حقيقة أن فنزويلا تصدرت قائمة دول أميركا اللاتينية فيما يتعلق بهروب رؤوس الأموال. على امتداد سنوات، حول الفنزويليون ما يقرب من 170 مليار دولار إلى بنوك أجنبية، معظمها أميركية. كما أنفق «البوليفاريون» مليارات على دعم كوبا وتوزيع النفط مجاناً أو بأسعار رمزية في دول عدة، من بينها مناطق داخل الولايات المتحدة.

وفي النهاية، وجدت فنزويلا نفسها تعاني من نقص في البنزين، وتطلب واردات طارئة من إيران البعيدة. في مرحلة ما، قرر شافيز أن يصور نفسه باعتباره «مقاتلاً ضد الإمبريالية الأميركية». وبعد اتخاذ هذا القرار، أصبحت جميع الاعتبارات الأخرى ثانوية؛ فالقضاء على الفقر يمكن تأجيله إلى يوم آخر. أما فلسفة بوليفار، فيمكن تحويرها لتناسب الخطاب البطولي الجديد.

وعليه، نجد أنه في عهد مادورو، تحولت معاداة الولايات المتحدة إلى إنجيل بوليفاري جديد، يبرر أي تجاوز تحت شعار «النضال ضد الإمبريالية الأميركية»، بما في ذلك غض الطرف عن مهربي المخدرات في المنطقة لإغراق الأسواق الأميركية، فيما يصفه ترمب بـ«العدوان عبر المخدرات»، مبرراً بذلك اتخاذ إجراءات عسكرية ضد السفن الفنزويلية.

وبالفعل، أسس شافيز ومادورو ما يسمى بـ«التحالف البوليفاري» في أميركا اللاتينية، لكن الأنظمة التي اجتذبها هذا التحالف، أي كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا، أقرب ما تكون إلى أنظمة شيوعية متقادمة أكثر من كونها تجسيداً للفكر البوليفاري.

من جهته، لطالما أصر بوليفار على فصل الدين عن الدولة. وكان يقف إلى جانب الفقراء. وكان يريد من أميركا اللاتينية أن تبحث عن حلفاء بين الديمقراطيات الغربية، وليس بين الطغاة في الشرق.

ورغب بوليفار في أن تنافس أميركا اللاتينية الولايات المتحدة من خلال تعزيز الحريات، وتحسين النظام التعليمي، وتحقيق النمو الاقتصادي، وتطوير الثقافة.

من جهتها، تناضل ماتشادو من أجل إعادة العقلانية إلى السياسة الفنزويلية، تلك الأمة التي كانت في الثمانينات قد بدأت السير، ولو بتعثر، على طريق الديمقراطية، ما شمل انتخاب شافيز كأول «شخص من أبناء البلاد الأصليين» يتقلد رئاسة فنزويلا. كما تولي مادورو السلطة بسلاسة وبطريقة قانونية في البداية.

لقد توفي بوليفار ودُفن في كولومبيا المجاورة، لكنه لم ينسَ قط فنزويلا التي وصفها بـ«جوهرة» في تاج حملته الطويلة للتحرير. ولو كان حياً بيننا اليوم، لأرسل باقة من الورود إلى ماتشادو، تقديراً لكفاحها السلمي والشجاع، من أجل الحرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنزويلا الورود البوليفارية لماتشادو فنزويلا الورود البوليفارية لماتشادو



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib