ترمب القفزة الرئاسية الثانية
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

ترمب... القفزة الرئاسية الثانية

المغرب اليوم -

ترمب القفزة الرئاسية الثانية

أمير طاهري
بقلم - أمير طاهري

«إنه قريب بشكل خطير من إعادة انتخابه!» - هكذا طرحت مجلة «إيكونوميست» الأسبوعية اللندنية، في عددها الأخير، فرص دونالد ترمب في العودة إلى البيت الأبيض، العام المقبل. واعتمد هذا الطرح على بضعة استطلاعات للرأي أشارت إلى أن ترمب، في حال ترشحه للرئاسة، ستكون لديه فرصة للفوز في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. بطبيعة الحال، يتعين على المرء توخي الحذر دوماً إزاء التوقعات، بخاصة من جانب الصحافة. وجدير بالذكر، أن «إيكونوميست» سبق وأن وضعت صورة حاكم إندونيسيا الجنرال سوهارتو على غلافها، وتوقعت صعود نجمه كأقوى زعيم في آسيا. وبعد أقل من عام، اشتعلت انتفاضة شعبية وأطاحت حكمه. ومع ذلك، دعونا لا نستبعد تحقق ما توقعته المجلة بخصوص فوز ترمب بولاية رئاسية ثانية؛ لأنه حتى لو فشل في الفوز بالترشح، فقد كان له بالفعل تأثير دائم على السياسة الأميركية.

يتمثل التأثير الأول لترمب في نزع القدسية عن الرئاسة الأميركية كمؤسسة. على الجانب السلبي، من خلال رفض نتائج الانتخابات الأخيرة، ومعاملة الرئيس جو بايدن باعتباره «مغتصباً»؛ فقد جعل الخطاب السياسي الأميركي أقرب إلى الخطاب المستخدم فيما يسمى بـ«الدول الناشئة» في العالم الثالث. والأسوأ من ذلك، أنه أنهى عقوداً من الإجماع المصطنع حول مجموعة من السياسات الخارجية والمحلية، من خلال تبني موقف مفاده أن الفائز يحصد كل شيء. على الجانب الإيجابي، أعطى ترمب صوتاً للملايين من الأميركيين الذين لا صوت لهم، والذين يشعرون بعدم الارتياح في الوضع الراهن والذين تراودهم مخاوف، حقيقية أو متخيلة، بشأن المستقبل.

جاء فوز ترمب بولايته الرئاسية من خلال ركوبه تسونامي عاطفياً، ومن دون أن يضطر إلى تقديم برنامج سياسي متماسك. ويعدّ هذا أحد الأسباب وراء جعل فترة ولايته فوضوية، لتحجب مجموعة من الفضائح إنجازاته الحقيقية على صعيدي السياستين الداخلية والخارجية، نهاية الأمر. لذلك؛ يسعى ترمب، اليوم، للفوز بولاية ثانية على أساس برنامج واضح. وأطلق ترمب على برنامجه «الأجندة 47»؛ لأنه حال فوزه في نوفمبر العام المقبل سيصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. وفي الرابع من يوليو (تموز) 2026 سيترأس الاحتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة. ويعمل جيش من الباحثين والمحللين بالفعل على هذه «الأجندة» داخل الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم. إذا حكمنا من خلال ما هو معروف بالفعل عن «الأجندة»، نجد أن ترمب يتعهد بإقرار سياسات من شأنها إحداث تحول ليس فقط الحزب الجمهوري، الذي لا يزال يعتبره ترمب قاعدته الاسمية، بل وكذلك النموذج السياسي الأميركي بأكمله.

ويذكر أنه على مدى القرنين الماضيين، شهد كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تغيرات كبيرة. بادئ الأمر، كان الديمقراطيون هم حزب الولايات الجنوبية، الذين كانوا يسعون نحو إقرار نظام كونفدرالي، وكانوا يمثلون بارونات القطن الذين يملكون العبيد، ويعارضون إلغاء العبودية. في المقابل، كان الجمهوريون يمثلون الولايات الشمالية بما تضمه من بارونات الصناعة والطبقة العاملة. من جهتهم، عارض الديمقراطيون التجارة الحرة؛ لأنهم كانوا يخشون المنافسة من الدول الأوروبية وممتلكاتها الإمبراطورية. على النقيض، وبفضل ثقتهم في قدرة الصناعة الأميركية على مواجهة أي منافسة، كان الجمهوريون يتزعمون فكرة التجارة الحرة. أراد الديمقراطيون حكومة كونفدرالية صغيرة، بينما حث الجمهوريون على إنشاء سلطة تنفيذية مركزية أقوى تتمحور حول المؤسسة الرئاسية. وعلى مدى عقود عديدة، تبادل الطرفان مواقفهما في جميع المجالات. وأصبح الجمهوريون حزب الجنوب، بينما طوّر الديمقراطيون معاقلهم في الشمال والولايات الواقعة على شواطئ المحيطين والبحيرات الكبرى على الحدود الكندية. واجتذب الديمقراطيون الذين كانوا يملكون العبيد فيما مضى، تأييد الأقلية السوداء، بينما اجتذب الجمهوريون الريفيون دعم سكان الضواحي.

وثمة احتمال أن يأتي ترمب في ولايته الثانية، حاملاً بجعبته تغييرات كبرى جديدة. وإذا جرى تنفيذ «الأجندة 47»، فستحصل المؤسسة الرئاسية على صلاحيات أكبر باستخدام الأوامر التنفيذية والنتائج الرئاسية بشأن مجموعة من القضايا، مع تجاوز الكونغرس. وبموجب «الأجندة 47»، ستتوقف الولايات المتحدة عن كونها داعمة لفكرة التجارة الحرة، وبالتالي للعولمة التي يرى ترمب أنها تضر بالمصالح الأمريكية. ويمكن أن تؤدي سياسة إعادة توطين الصناعة وفرض رسوم جمركية أعلى، إلى زعزعة العلاقات مع كل من الاتحاد الأوروبي والصين. وتعد «الأجندة 47» بتجارة ثنائية تقترب من نظام المقايضة الذي يعود إلى القرون الوسطى، والذي، من الناحية النظرية، سيكون دائماً مفيداً للولايات المتحدة؛ لأن واشنطن هي المسيطر على المعروض من الدولارات.

الحقيقة، أن الوعد بالطاقة الرخيصة والوفيرة لا يمكنه فقط وضع نهاية لوعود واشنطن بموجب اتفاقيات باريس، التي عارضها ترمب، وإنما يشكّل كذلك تحدياً أمام كل من الدول المصدرة والمستوردة للنفط في جميع أنحاء العالم. وتتمثل ضربة أخرى لاتفاقات باريس في الوعد بإعادة بناء وتوسيع نطاق صناعة السيارات، في الوقت الذي يأمل فيه الاتحاد الأوروبي واليسار الليبرالي في وضع نهاية لعصر السيارات. وعند الحديث إلى العاملين على «الأجندة 47»، لا يبدو واضحاً إلى أي مدى يرغب ترمب في إعادة تشكيل حلف «الناتو»، إن لم ينسحب منه ليتحول اتحاداً عسكرياً لعموم أوروبا. ورغم مشاركة الولايات المتحدة بعمق في حرب أوكرانيا إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على الانسحاب ببساطة، من الواضح أن «الأجندة 47» ستسعى إلى التوصل إلى «تسوية سياسية»، بدلاً من الطموح إلى إحراز نصر كامل على روسيا.

وإذا حكمنا من خلال ما يعده المستشارون المعنيون بالشرق الأوسط، يبدو أن فترة رئاسة ترمب الثانية ستركز على بناء «علاقات أوثق» مع الحلفاء، بما في ذلك إسرائيل، والامتناع عن تقديم المزيد من «الخدمات» للجمهورية الإسلامية في إيران ورجب طيب إردوغان في تركيا ما لم يعد إلى الصف الأميركي. وبغض النظر عن التخمينات، ربما يكون المشروع الأكثر أهمية لترمب في ولايته الرئاسية الثانية، فرض سيطرة الحكومة على نظام التعليم العالي الأميركي، وذلك من خلال «الأكاديمية الأميركية» التي ستتولى جمع جميع الأموال الخاصة والعامة الممنوحة للجامعات، وإعادة توزيعها حسب مجموعة من «القيم».

من جهته، يعتقد ترمب أن الماركسيين وغيرهم من «اليساريين المجانين» سيطروا على الجامعات الأميركية، ويقومون بغسل أدمغة أجيال كاملة؛ وذلك بفضل التبرعات الخاصة المعفاة من الضرائب والتمويل العام. ويمكن استغلال جزء من الأموال حال إخضاعها لسيطرة الحكومة لدعم «التعليم المنزلي»، نظام يقوم الآباء من خلاله بتعليم أطفالهم. بجانب ذلك، تشكل السياسات والتدابير الصارمة تجاه الهجرة والمهاجرين غير النظاميين عناصر أساسية في «الأجندة 47». وتبعاً لهذه الأجندة، سيسعى ترمب في فترة رئاسته الثانية إلى خفض الدين الوطني؛ ما يعني خفض حجم القطاع العام. إلا أن هذا يتعارض مع السياسات الرامية إلى توفير الطاقة الرخيصة وتوسيع صناعة السيارات وتمويل التعليم الخاص. ومن شأن التخفيض الهائل في معدلات الهجرة، حرمان الصناعة والزراعة في الولايات المتحدة من التدفق الدائم للعمالة الرخيصة، وبالتالي إيقاظ وحش التضخم من خلال ارتفاع الأجور.

حتى هذه اللحظة، يواصل الديمقراطيون السخرية من ترمب، ويرفضون أخذه على محمل الجد؛ الأمر الذي قد يدفعون ثمنه غالياً. وحتى لو كانت الحلول التي يقترحها ترمب تبدو غريبة، فإن المشكلات التي يثيرها تبقى حقيقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب القفزة الرئاسية الثانية ترمب القفزة الرئاسية الثانية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib