السعودية وأميركا قوة المنطق
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

السعودية وأميركا... قوة المنطق

المغرب اليوم -

السعودية وأميركا قوة المنطق

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

الواقعية والعقلانية أساسٌ راسخٌ في السياسة السعودية على مدى عقودٍ من الزمن، والتحالف التاريخي بين السعودية وأميركا سجل نجاحاتٍ تاريخية مهمة ومعروفة، ولئن نسي بعض مؤدلجي السياسة الأميركيين ذلك، فإن السعودية لم تنسَ.
غير خافٍ على أحدٍ حجم الاختلافات والتباين الذي شاب العلاقات بين الجانبين على مستوياتٍ متعددة وفي ملفاتٍ مختلفة، وإن أبقى الجانبان على كل قنوات التواصل وتجنبا التصعيد، وهو ما أثمر تفاهماتٍ جديدة يتم بناؤها على أسس صحيحة بعيداً عن بعض التصريحات غير الودية أو السياسات غير المتزنة التي اتبعتها أميركا.
أميركا أقوى دولة في العالم، والسعودية دولة قوية ومحورية في العالم، وحين يكون المنطق والواقع والمصلحة مع السعودية فهي أقوى من أي انحيازات آيديولوجية متحمسة لا تقيم للمصالح وزناً، وحتى الكبار يمكن أن يتعلموا من أخطائهم، وكتابات وتصريحات بعض المثقفين والساسة الأميركيين كانت تشير بوضوحٍ لخطأ في تقدير الأمور وخطأ أكبر في رسم الاستراتيجيات وقراءة التوازنات، واستشراف المستقبل لدى صانع القرار الأميركي.
زيارات المسؤولين والوفود المتبادلة المستمرة منذ أشهرٍ، سراً وعلناً، وزيارة الأمير خالد بن سلمان لأميركا كانت كلها تصبُّ في تقريب وجهات النظر، ووضع النقاط على الحروف، وهذا كله أدَّى لتحريك العديد من الملفات في المنطقة والعالم بالاتجاه الصحيح الذي يخدم مصالح البلدين ومصالح حلفائهما في المنطقة والعالم، وهو ما يمكن البناء عليه سواء تأكدت زيارة الرئيس بايدن للسعودية أم لا، بحسب تصريح وزير الخارجية السعودي الذي قال: «أنا لا أتحدث عن الشائعات، ولكن إن كانت هناك زيارة في المستقبل سيعلن عن ذلك عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية».
حلفاء السعودية الكبار في المنطقة ظلّوا في صفّها بقوة ممزوجة بالعقل والحكمة وبخاصة في دولة الإمارات ومصر، وبقيت الملفات المعقدة تتحرك بشكل إيجابي، في اليمن ولبنان كما في العراق وسوريا، و«محادثات فيينا» مع إيران حول «الاتفاق النووي» أصبحت أكثر عقلانية وأقل حماسة واستعجالاً، والموقف من الحرب الروسية الأوكرانية بدأ يأخذ مكانه الطبيعي كحربٍ ساخنة بين البلدين، وكحربٍ باردة بين الدول الغربية وروسيا، وكل هذه الملفات تأكيد على وضوح الرؤية والواقعية السياسية الحاذقة التي تعاملت بها السعودية وحلفاؤها في المنطقة تجاه هذه الملفات المعقدة.
من دون حلفاء أقوياء لا يمكن الانتصار في الحروب الباردة والساخنة، وحين وجدت أميركا نفسها في مواجهة كبرى مع روسيا والصين بحثت عن حلفائها، فوجدت أخطاء سياساتها واستراتيجياتها، فلا إيران والاتفاق النووي معها بأي شكلٍ وبأي ثمنٍ ينفعها ولا اضطرابات أسعار الطاقة العالمية تصب في مصلحتها، ولا التخلي عن الشرق الأوسط وعدم اعتباره أولوية يشكل استراتيجية واقعية ومنطقية، ولا المواجهة المفتوحة مع الصين يمكن كسبها من دون حلفاء، وأمن «تايوان» وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ ليس أولى من الشرق الأوسط بأي حالٍ من الأحوال، وأميركا دولة حية وقادرة على الاستدراك والتصحيح.
في بداية الحرب الروسية الأوكرانية، حشدت أميركا العالم بشكل غير مسبوقٍ ضد روسيا، واتخذت عقوباتٍ ودفعت دولاً أوروبية وأخرى حول العالم لنفس الموقف، وهدَّدت سياساتها المعلنة كل «النظام الدولي» ومؤسساته ومصداقيته وقيمته، ولم يكن في ذلك شيء من المنطق ولا الواقعية، واتخذت السعودية والإمارات وحلفاؤهما موقفاً عقلانياً يفتش عن حلٍ سلمي وواقعي للصراع هناك، وبدأت الجبهة التي شكلتها أميركا بالتفكك لأنها غير واقعية وغير قابلة للنجاح، وبدأ التباين في المواقف يظهر من بعض دول «الاتحاد الأوروبي» التي تجبرها مصالحها على عدم الانسياق خلف أميركا، وكسبت روسيا الكثير على الأرض رغم قسوة العقوبات.
الانتقاد لهذا الاندفاع الأميركي لم يأتِ من دول العالم العقلانية فحسب، ولا من بعض الدول الأوروبية فقط، بل بدأ بالظهور داخل أميركا، ومن مؤسساتٍ مثل «نيويورك تايمز» وشخصياتٍ لها وزنها واعتبارها مثل هنري كيسنجر، وبعض أعضاء الكونغرس الأميركي الفاعلين، وهو تيارٌ يتزايد داخل أميركا نفسها وحول العالم، وسيذكر التاريخ أن هذه الواقعية والعقلانية تجاه حدثٍ بهذه الضخامة وهذا التأثير الواقعي والمستقبلي بدأت من بعض دول الشرق الأوسط الحية والقوية والفاعلة.
مفارقة تحتاج إلى تمعنٍ، فحين كتب كاتب هذه السطور وغيره في بداية الحرب الروسية الأوكرانية عن أزمة في نخب التفكير الاستراتيجي في أميركا، وأن استجلاب بعض السياسات والاستراتيجيات من عقودٍ سابقة وأوضاعٍ سياسية واستراتيجية مختلفة تماماً عن واقع اليوم مثل كتابات «كيسنجر» أو «بريجنسكي»، إبان الحرب العالمية الباردة لن يجدي نفعاً، فإن الغريب اليوم هو أن «كيسنجر» نفسه ما زال حياً وقد عبّر بوضوحٍ عن رأيه تجاه هذه الحرب الروسية الأوكرانية، بما لا يتفق أبداً مع استجلاب أفكاره القديمة وتطبيقها على واقعٍ مختلفٍ.
هذا ينبه إلى حقيقة مهمة وهي أن الأفكار المستجلبة من الماضي لا تمثل أصحابها حين تطبّق على واقعٍ مختلفٍ، وكما يصحّ هذا في السياسة، فإنه يصحّ في التاريخ والهوية، والقراءات الآيديولوجية التي تتناسى الواقع تضرّ بمصالح الدول وعقول البشر وتسير عكس منطق التاريخ.
علاقات التحالف الطويل بين السعودية ودول الخليج العربي من جهة وبين أميركا تحتاج إلى أن تبنى على أسسٍ أكثر عمقاً والتزاماتٍ مكتوبة ومعاهداتٍ تبقى طويلاً في المستقبل، لمصلحة الجهتين، وتجنباً لأي اضطرابات قد تطرأ في المنطقة والعالم، وتناقضات السياسة الأميركية وتجاهلها لحلفائها الكبار في المنطقة يجب أن تتوقف بشكل رسمي يضمن عدم تكرارها حتى لا تتكرر نفس الأخطاء وذات الخطايا.
المفكر الاستراتيجي والمحلل المتعمّق الذي سيقرأ طبيعة العلاقات وتطورات التحالفات واختلاف المصالح، خلال ما يقارب العامين من إدارة الرئيس بايدن، سيكتشف بسهولة أن قوة «العقلانية» و«الواقعية» السياسية حكمت في النهاية على تباين المواقف وتباعد السياسات في مرحلة تاريخية حاسمة من تاريخ المنطقة والعالم، وسيكتشف أن قوة المنطق والقرار التي اتبعتها السعودية وحلفاؤها في المنطقة أثرت بشكل مباشرٍ في التراجعات وإعادة التصحيح التي اتبعتها الإدارة الأميركية.
أخيراً، فتجاهل عناصر القوة الجديدة والإصلاحات الكبرى ومحاربة الفساد ومواجهة الأصولية والإرهاب والتطوير التنموي الهائلة والتاريخية التي تجري في السعودية ودول الخليج لم يعد ممكناً، وعلى أميركا إعادة حساباتها وقد فعلت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وأميركا قوة المنطق السعودية وأميركا قوة المنطق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib