الفلاحة والسيّادة
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

الفلاحة والسيّادة

المغرب اليوم -

الفلاحة والسيّادة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

من أهم دروس جائحة «كوفيد - 19» والصراعات التي تنشب في العالم، وآخرها أزمة أوكرانيا، أن الأمن الحقيقي لأي دولة يكمن في قطاعها الفلاحي (الزراعي) الذي وحده يجعلها قادرة على الصمود في الأزمات والتعويل على الذات والتقليص بشكل كبير من التداعيات والتأثيرات.
فالحاجة إلى الغذاء مرتبطة بالحياة والاستمرارية، وسياسياً هي مفتاح الاستقرار، وهو ما يكشف عنه بوضوح تاريخ الشعوب وثوراتها بما في ذلك الثورة الفرنسيّة ذائعة الصيت، ولولا الجوع الذي لحق بالفرنسيين آنذاك ربما لما كانت الثورة الفرنسية. وكل الثورات أسبابها اقتصادية سواء كان ذلك ظاهراً أو مخفياً. بمعنى آخر فإن الجوع والفقر والعنف الاقتصادي محركات رئيسية للواقع تاريخياً وحاضراً أيضاً.
المُشكل أن الفلاحة كانت دائماً حاضرة بقوة في أولويات الدول. ولكن بدخول قطاعات أخرى جديدة على الخط، انحرف الاهتمام إليها من دون الانتباه إلى أن الفلاحة هي الأساس ولا يمكن التضحية بالفلاحة مهما كانت السياحة مزدهرة ومهما كانت الصناعة متطورة والتكنولوجيا منتشرة. ذلك أن قطاعاً مثل السياحة هو رهن الاستقرار الصحي والسياسي والأمني للعالم، ولا يخفى ما عرفته السياحة في البلدان العربية من ضرر كبير بسبب الإرهاب وتأثيراته الوخيمة على صورتنا وأيضاً اقتصاداتنا. أهم ما في هذه التجارب هو أن الارتباط بالواقع العالمي يجب أن يخضع إلى خطة عمل استراتيجية في كل دولة بشكل تضمن فيه هذه الخطة أن تكون مسألة الأمن الاجتماعي الأدنى مرتبطة أساساً وأولاً بالإنتاج الوطني... وهي مسألة ليست صعبة بالمرة.
وكي تحدد أي دولة مدى قدرتها على الوقوف أمام الأزمات مهما كان نوعها، فإن عرض ما تستورده وما تصدره، يكفي لقياس الأمن ووضعية الخطر. وكلّما كان المجتمع يأكل من تعب يديه ومن شجره ومن فلاحته، كان أقوى وأكثر صموداً أمام التقلبات والأزمات. ولقد اكتشفنا كيف أن العالم القرية قد يتحول إلى قرى صغيرة منغلقة مثلما وقع في أزمة «كوفيد - 19».
وبوضوح شديد نقول إنّ الاستيراد هو المحدّد لمدى استقلاليّة الأمن الغذائي أو تبعيته، والأمن الغذائي في صلة بالمنتجات الفلاحية التي تعد المصدر الأوحد للأمن الغذائي المضمون بجهد الفلاحين داخل البلد الواحد. وإذ نركز على هذا المعطى فلأن الأمن الغذائي يمكن تحقيقه بالاستيراد، ولكنه في الحقيقة يظل آمناً عابراً ومرحلياً ولا يمكن الوثوق بديمومته أو عدّه معطى قادراً يمكن البناء عليه في تحديد الأمن الغذائي الحقيقي. لذلك وفي إطار الانتباه إلى مزالق مفهوم الأمن الغذائي تم إدراج فكرة أخرى أو مفهوم جديد أكثر تعبيراً عن المعنى المقصود وأكثر دقة وهو مفهوم: السيّادة الغذائية. والفرق بين مفهومي الأمن الغذائي والسيادة الغذائية كبير مع وجود ترابط عضوي باعتبار أن السيادة الغذائية تتحقق بالأمن الغذائي الوطني.
ما يقوله الواقع العربي اليوم بشكل عام، مع تفاوتٍ طبعاً، هو أن الأمن الغذائي يحتاج إلى انتباه مخصوص ومراجعة. والمراجعة المقصودة إنّما تأخذنا مباشرةً إلى الفلاحة وإلى رد الاعتبار للفلاحة لتكون القطاع الأول حتى لو كانت طبيعة البلاد الجغرافية والمناخية لا تساعد كثيراً في ذلك. مع العلم أن التطورات التي عرفها العلم في مجال الفلاحة تفتح بدائل شتى لخلق الغذاء.
وتأكيداً لما ذهبنا إليه من ربط بين الأمن والسيادة الغذائية والتعويل على الفلاحة، هو رهان الدول المتقدمة على الفلاحة والاستثمار فيها، وفي الوقت نفسه عدم تأثير الرهان على الصناعة والتقدم فيها على أولوية الفلاحة وتطويرها.
إنّ الفلاحة هي صمام الأمان لكل بلد يهدف بشكل حقيقي إلى السيادة الغذائية. ولا أمن غذائياً بلا سيادة غذائية، حيث إنّ الأمن من دون سيادة يعني أن الأمن آنيٌّ وعابرٌ ولا ديمومة واضحة ومضمونة له.
نحتاج إلى ضبط استراتيجية عاجلة وجريئة وذات أولوية في القطاع الفلاحي في دولنا العربية: الانتباه أولاً إلى ظاهرة التهرم التي بدأت تجتاح الفلاحة وسنّ تشريعات واتخاذ إجراءات تشجّع الشباب على العمل الفلاحي ويجب أن يكون الرّهان حقيقياً بشكل تذهب فيه الدول في الحوافز والتشجيعات بعيداً، وعلى رأس هذه الحوافز القروض بفائض قيمة صفر وأيضاً الرّهان على المرأة وعدم الاقتصار على دورها كيد عاملة.
إنّ سيادة الدول اليوم مستهدفة من تداعيات الحروب والتوترات والصراعات التي تعصف بالاقتصاد وبالسوق المالية العالمية مما يؤثر على قيمة العملة وأسعار البترول والمواد الغذائية الأساسية. ومع جائحة «كورونا» رأينا فداحة غضب الطبيعة ومفاجعاتها إلى درجة إغلاق الحدود وتوقف المطارات وغالبية العالم في الحجْر الصحي وركود حركة النقل الدوليّة... وبناءً عليه فإن الحكمة تقتضي اليوم من أجل تأمين حياة الشعوب وتحصينها أكثر ما يمكن ضد تداعيات الأزمات المختلفة، الرهان على ما يحفظ السيادة: الفلاحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلاحة والسيّادة الفلاحة والسيّادة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير
المغرب اليوم - نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib