حول المؤسسات المانحة
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

حول المؤسسات المانحة

المغرب اليوم -

حول المؤسسات المانحة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

تقوم المنظومة الدوليّة إلى جانب العلاقات الدولية المباشرة وأيضاً المنظمات الحكومية الإقليمية والأممية، على آلية المؤسسات المانحة لتنشيط الروابط الدوليّة من منطلقات مغايرة، تهتم في الأساس بمساعدة البلدان السائرة في طريق النمو والتنمية للالتحاق بالركب.
وتنتشر المؤسسات المانحة بفروعها في شتى بلدان العالم، حيث الحاجة إلى الدعم الفني والمالي ومساندة الهياكل الرسمية، وأيضاً مؤسسات المجتمع المدني، وهي مؤسسات تكرس الجزء الوافر من خبرتها للقيام بدور في مجالات الدفع بمجال الحرية وحقوق الإنسان والدفاع عن قضية المساواة بين الجنسين ومسألة الطفولة وكل القضايا التي تحتاج إلى الوقاية والحماية والتعهد والمعالجة. والمتابع لأنشطة المؤسسات الدوليّة المانحة يلاحظ حجم التركيز على ظاهرة العنف ضد المرأة وبرامج مقاومة هذه الظاهرة التي تنفق فيها ملايين الدولارات.
يمكن القول إن المؤسسات المانحة هي جسم مستقل بذاته في البناء العالمي العام ولكن في الوقت نفسه يتأثر بالعلاقات الدولية. وتتمثل هذه الاستقلالية في طبيعة مجالات التدخل، إذ يبدو مقام تركيزها الأساسي أممياً، أي كيف يتم سد الفجوة بين الشعوب في مجالات المرأة والطفولة والحرية وحقوق الإنسان.
كما يرتبط الحديث عن المؤسسات المانحة عادة بالحديث عن سبل تأمين التمويلات اللازمة للأفكار والمشاريع التي يتعذر عن الهياكل الرسمية والهياكل التابعة للمجتمع المدني توفيرها فيكون اللجوء آلياً للمؤسسات المانحة والترشح لنيل الدعم المطلوب.
طبعاً الأمر ليس بهذه السهولة والبساطة؛ فللمؤسسات المانحة أسس ومقاربات وقيم بعينها تدافع عنها وهي تمول ما يتفق مع القيم التي تنتصر لها وبعثت من أجلها.
أولاً بصراحة وموضوعية فإن هذه المؤسسات المانحة، خاصة منها الواضحة الهوية والمتفرعة عن مؤسسات أممية، قد نجحت في خلق حركية داخل البلدان وساعدت المجتمع المدني على العمل والتحرك وتنظيم الندوات وإجراء الدراسات، وساندت توجهات الدول في المقاربات التي تتفق مع توجهاتها. والملاحظ ونحن نحاول رصد علاقة المؤسسات المانحة بمؤسسات الدول وبالمجتمع المدني في البلدان التي تتحرك فيها المؤسسات المانحة، أن المساندة تحتكم إلى شروط وليست مضمونة في كل الأحوال ومهما كانت الخيارات، بل هي مؤسسات تحتكم إلى مبادئ وشروط تسير عليها. وهذا في حد ذاته في واقع الأمر قد يكون مقبولاً ومفهوماً للوهلة الأولى، ولكن هذا التماشي يفتقد نقطة معينة تتمثل في تقديم المساعدة حسب موضوع الحاجة إلى المساعدة. بمعنى أن المساعدة يجب أن تكون محاطة بكل عناصر البيئة محل المساعدة وإلا فإنها لن تؤتي أكلها ولن تحقق أهدافها، وستكون فقط أنشطة أكثر منها أعمالاً تأسيسية.
طبعاً في هذا الصدد بالذات ومن باب الإنصاف والموضوعية أيضاً من المهم تبيان أن هناك جهداً كبيراً تقوم به المؤسسات المانحة يستحق التنويه والثناء لأنه جهد معمق ويتسم بالجدية وينتصر لقيم تحسن من حال الإنسان والطفولة والنساء المهمشات وذوي الحاجات الخصوصية، وغير ذلك من القضايا الكثيرة الجديرة بالدعم والمساندة والمناصرة.
من جهة ثانية، فإن أداء هذه المؤسسات المانحة يمكن أن يكون أفضل وأقوى وتجني المجتمعات من ثماره الكثير لو استطعنا أن نتوصل إلى إحكام العلاقة معها بشكل أكثر وظيفية، من ذلك ضرورة تمكن كل الأطراف التي تتعامل مع المؤسسات المانحة من تحديد أولوياتها وفق دراسات ومعطيات موضوعية ووثائق شارحة للأسباب. فتحديد كل طرف لأولوياته نقطة نظام قوية في العلاقة، وهي مسألة تجعل المؤسسات المانحة تطوع مجالات التدخل والتمويل والدعم وفق الحاجة والأولوية المعلنة والمرادة.
من المهم أن ندرك أن الآخر في حاجة إلينا أيضاً. لا أحد يعطي مجاناً. من مصلحة الآخر أن يلتحق الجميع بالركب لكي يستطيع أن ينعم بما بلغه من رخاء وتقدم. فهم العالم أن كل رخاء وسعادة وتقدم مهدد بالاحتقان. فهم العالم المتقدم أن احتقان البعيدين عن الركب لن يتركهم ينعمون بشيء.
هكذا يجب أن نفهم علاقات الدعم التي تقوم بها المنظمات والمؤسسات المانحة، فهي تؤسس لما يحقق التعايش العالمي.
من هذا المنطق فإن البراغماتية تقتضي أن نفرض أولوياتنا ونرتب حاجياتنا وأن نعول أيضاً قبل كل شيء على إمكانياتنا كي يشعر الآخر أننا جادون في خياراتنا وأننا قبل أن نعوّل على الآخر فإننا نعوّل على أنفسنا. هكذا نتحكم في العلاقة ونعرض ما نريد من مساعدة ولا نتلقى المساعدة التي يرغب الآخر في تقديمها إلينا.
أيضاً عندما نحدد أولوياتنا يجب أن تكون العملية مدروسة ومسلحة بالحجج والمنطق ولغة الأرقام والمقارنة كي نثبت حرفية في بلورة المشاريع ودراية بعناصر الواقع.
إنّ مصلحة العالم المتقدم باتت تكمن في تقدم الكل وفي نشر الأنسنة في ألا يبقى أحد خلف الركب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول المؤسسات المانحة حول المؤسسات المانحة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib