هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة
الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين أردوغان يعلن دخول تركيا مرحلة جديدة في جهود إنهاء عنف حزب العمال الكردستاني ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار كالمايغي في الفلبين إلى 66 قتيلًا على الأقل
أخر الأخبار

هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة؟

المغرب اليوم -

هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

هل نحن بحاجة إلى تذكير الطبيعة لنا بقوتها وجبروتها، وأن الإنسان لم يقهرها كما يعتقد؟
في المطلق قد نكون بحاجة لذلك، لأن الإنسان ينسى بطبيعته، ولكن نحن لم نتخلص تماماً من «الكوفيد 19»، ولم نعالج الجراحات التي تركها في الشعوب والنفوس والقلوب والاقتصاديات بعد.
مؤشرات عدة تشير إلى أن الإنسانية دخلت مرحلة سطوة الطبيعة من جديد على الإنسان: مشهد الجثث والأطفال والنساء والرجال الموتى والملتاعين لفقدان أسرهم وأحبابهم لا يحتمل غير الصمت الدامغ والوقوف عند الحقيقة التي من قرون والإنسان يعمل على تجاوزها، وبناء مجده العلمي من أجل قهر الطبيعة، ومحاربة الخوف الذي يحمله تجاهها. حقيقة أن ضعف الإنسان عندما تقرر الطبيعة الإعلان عن قوتها وقدرتها على البطش بالإنسان ما فتئت تتواتر حتى أن البعض يصفها بغضب الطبيعة، وفي هذا طبعاً استعادة لنفس التفاسير الأولى للإنسانية، حيث كان الإنسان في طور التعاطي مع الطبيعة تلبَّسه الخوف منها، فأول خوف عرفه الإنسان كان من الطبيعة وهو أم المخاوف وأقدمها.
طبعاً من المهم التذكير بأن هذا الخوف كان محفزاً للإنسان للإبداع والابتكار وللاختراع ولاكتساب القوة للدفاع عن نفسه ضد الطبيعة وأهوالها. لذا فقد لجأ الإنسان إلى الله لاكتساب الحماية واللطف منه بوصفه العنوان الأكبر للقوة. فبدأ الإنسان يلجأ إليه في كل مرة يشتد فيها احتدام الطبيعة.إن الظواهر الطبيعية ليست جديدة، لكن وتيرتها جديدة. وهنا نجد أنفسنا في قلب تداعيات تغير المناخ الذي ما زال البعض من المجتمعات يتعاطى معه من زاوية كونه ترفاً وموضوعاً من الموضوعات الموضة الذي تطرح للنقاش، والحال أنه موضوع حارق وفي منتهى الجدية. والتداعيات المقصودة هي ارتفاع درجات الحرارة واستمرارها حتى بعد دخول فصل الشتاء، وهو في حد ذاته غضب غير مباشر من الطبيعة، ولكنه مكلف من ناحية الجفاف وقلة الماء وتضرر القطاع الفلاحي، مما يعطل أداء وظيفة توفير الأمن الغذائي مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع للأسعار ومن اضطرار للتوريد، وفي صورة عدم التمكن من ذلك فإن الجوع هو المصير. أيضاً من التداعيات الأخرى لتغير المناخ الفيضانات والحرائق والزلازل، ويحصل ذلك رغم تطور أنظمة المراقبة العلمية مما يؤكد حقيقة من المهم الاعتراف بها، وهي أن الطبيعة ما زالت في قمة قوتها.
السؤال: هل فشل الإنسان رغم كل إنجازاته العلمية الخارقة للعادة في التعامل مع الطبيعة؟
نعتقد أن الفشل لا علاقة له بمحدودية منجز الإنسانية الذي يظل مهماً، ومن خلاله تمكن الإنسان أيضاً من تسجيل أهداف حقيقية والسيطرة على الطبيعة، باعتبار أن العلم والتمكن من بعض أسرار الطبيعة ساعدا الإنسانية على توفير الحماية والتسلح ضدها وتذليل مساحة الخوف.
المشكلة الكبيرة التي انبنت عليها مقاربات تغيرات المناخ ذاتها، هي تحميل الإنسان مسؤولية هذه التغييرات بسبب أنشطته التي كانت ضد الطبيعة، وهنا نقصد الحروب والأسلحة المضرة بالطبيعة والتلوث. وكما نلاحظ أن الدول التي اعتمدت التوسع واستعراض القوة ضد الأضعف منها من ناحية امتلاك الأسلحة وغير ذلك، هي المسؤولة عن كل تغيرات المناخ أولاً وعن ردود فعل الطبيعة الغاضبة.
طبعاً غضب الطبيعة لا يميز بين القوي والضعيف، والغني والفقير، والمتقدم والمتخلف، رغم أن الذي يدفع التكلفة غالية بجميع المعاني هم الفقراء والضعفاء والمتأخرون عن الركب التكنولوجي.
صحيح أننا من سنوات أصبح هناك خطاب يُحمل الدول ذات الصف الأول في العالم مسؤولية غضب الطبيعة بسبب أنشطتها التي يدفع انعكاساتها كل الإنسانية، ولكن هذا الخطاب ما زال محتشماً، ولقد آن الأوان كي ترتفع نبرة هذا الخطاب، ويتم توجيه بوصلة النضال نحو محورين كبيرين: أولاً ضرورة توقف الأنشطة المتسببة في تغيرات المناخ، ولا مناص من موقف أممي يتحمل مسؤوليته في الدفاع عن الإنسانية، ومحاولة السيطرة على الخسائر التي بدأت تتواتر، وواضح أن الطبيعة سائرة في طريق تلقين الإنسان الدرس الذي تناساه وتذكيره بقوتها التي لا تقهر.
أما المحور الثاني، فهو يتمثل في ضرورة تمويل مجابهة تغيرات المناخ، وهي ليست مساعدات كما يعتقد، بقدر ما هي تعويضات يجب أن تقدمها الدول ذات الأنشطة المتسببة في تغيرات المناخ للدول الضحية.
وللعلم، فإن هذه الأنشطة المتمثلة في الحروب والتوسع وغيرهما، قد يطوي صفحتها التاريخ، ولكن الطبيعة تستبطنها وتعيد إنتاجها حرارةً وجفافاً وفيضانات وزلازل.
وبسبب هذه الأنشطة يكون الإنسان قد فشل في قهر الطبيعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة هل فشل الإنسان في التعامل مع الطبيعة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib