السباحة في الافتراضي
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

السباحة في {الافتراضي}

المغرب اليوم -

السباحة في الافتراضي

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

لسنا نحن من اخترع تكنولوجيا الاتصال الحديثة، ولكننا نحن العرب أكثر من يستعملها ويوظفها في استخدامات شتى. فالأوروبيون مثلاً أقل استعمالاً لـ«فيسبوك» و«تويتر» من العرب والمسلمين، بل إنه حتى الذين لهم حسابات خاصة تجد عدد أصدقائهم يكاد يعد على أصابع اليد باستثناء النجوم والمشاهير.
أما نحن فقصتنا مختلفة جداً.
عندما تدخل حسابات شخصية لأشخاص عرب سيخيل لك أنها حسابات نجوم: في أسابيع معدودة يبلغ الـ5000 صديق افتراضي، بل إن المنافسة على أشدها بين من له أصدقاء أكثر، والحال أن المنشورات لا تتجاوز العشرة أو أكثر قليلاً، اللهم إذا تعلق الأمر بصور فإنها قد تجلب جامات أكبر.
الملاحظ أن غالبية مستعملي «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما هم في حالة اتصال متواصل؛ فهم يقيمون في الافتراضي أكثر مما يقيمون في الواقعي.
إن موضوع الإدمان العربي على شبكات التواصل الاجتماعي ليس عادياً، ويحظى في الحقيقة باهتمام الدارسين والباحثين من نواحٍ عدة، لكن المنجز البحثي يفتقد التركيز على إشكاليات نفسية اجتماعية تحفر فيما وراء الهوس بشبكات التواصل الاجتماعي والإبحار فيها صباحاً ومساءً وفجراً.
فهل أصبحت حياة المجتمعات العربية في الافتراضي؟ وماذا يعني الحجم الكبير من الساعات اليومية في الإبحار في شبكات التواصل الاجتماعي؟
لا شك في أن العلاقات الاجتماعية الواقعية بمعنى التي تقوم على الحضور والمباشراتية والتواصل عن قرب هي في تراجع كما هو الشأن في كل أنحاء العالم. ولقد تم ابتكار هذه الشبكات للتخفيف من ضغط المشاعر وتيسير أمر التواصل السريع، ولم يحسب مبتكرو تكنولوجيا الاتصال الحديثة أن هذه الشبكات صارت بديلاً عن التواصل في الواقع الملموس والحضوري.
من ناحية ثانية أول ما يجب الانتباه إليه أن العمل أول المتضررين من هذا الإدمان خصوصاً أن الذين يوظفون الافتراضي في العمل لا يمثلون إلا أقلية. بمعنى آخر فإن الساعات الطويلة من الإبحار في الافتراضي، إنما هي على حساب العمل والأساسي في الحياة وعلى حساب التواصل الأسري؛ لذلك اخترنا توصيف العلاقة التي تربط الكثيرين بشبكات التواصل الاجتماعي بالإدمان والهوس.
يكمن المشكل في أن الواقع أضحى من مكملات الافتراضي بدل العكس، بل إن الافتراضي هو ذاك المسرح الذي تناوله غوفمان ولكن بطريقة مغرقة في وضع الأقنعة وفي تقديم صور عن الذات ضعيفة الصلة أحياناً بصور الذات في الواقع: هكذا نفسر نزوع جزء لا بأس به من مستخدمي الشبكات نحو الطهورية المطلقة فإذا هم الطيبة بعينها والتحضر بذاته وغير ذلك من أفضل السمات. وهناك جزء آخر يمارس كل ما لا يستطيع فعله في الواقع، فتراه ينشئ حساباً متنكراً ويراقب أصدقاءه وخصومه، ولا يتورَّع عن استعمال القبيح من اللغة، ويسيء ويشهّر بمن يريد. وهذه الفئة عادة ما تكون تعاني من عدم اعتراف بها في الواقع الاجتماعي الذي تنتمي إليه، فيكون الاحتجاج العنيف وسيلتها للتعويض وللثأر.
طبعاً تظل العلاقة بشبكات التواصل الاجتماعي مسألة شخصية، ونحن هنا لا نشكك في هذا الحق، بقدر ما نرنو إلى حث النخب إلى الاهتمام بظاهرة الإدمان هذه، والبحث في أسباب سوء الاستعمال والتوظيف باستثناء قلة ممن يجيدون استثمار هذه الشبكات في وظائفها.
المنطق لا يقبل مثل هذا الشلال الهائل من الساعات المهدورة في الإبحار في الإنترنت، والحال أن نسب المطالعة ضعيفة والعلاقة بالعمل متوترة، وبالكاد يتم الاستغلال الجيد لربع زمن العمل.
ولعل الإشكال الأكبر يكمن في سقوط الأطفال اليوم في فخ الشبكة العنكبوتية والألعاب الإلكترونية الخطرة، إلى درجة أن هناك حالات انتحار أطفال بسبب ألعاب بذاتها ناهيك عن العنف الذي يمرر للأطفال في الرسائل والصور وهم يستوعبونه على أنه تعبير عن القوة.
إنَّ البيتَ الذي يراقب فيه الكبار أنفسهم في العلاقة بشبكات التواصل الاجتماعي، يمكنه أكثر من أي بيت آخر أن يقاوم الإكثار في استعمال الهواتف، والدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعي عند الأطفال.
ويبدو لنا أنَّ الأمر من الخطورة الكبرى بشكل يستحق الاستنفار الإعلامي والعلمي، وأن تتكاتف كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية لمحاربة إدمان الأطفال على الإنترنت والافتراضي والألعاب الإلكترونية الخطيرة.
ولقد أظهرت الدراسات وأكدتها التجارب، أن تركيز الطفل يضعف وتتراجع قدراته في الذكاء والاستيعاب.
إنَّ العلاج يبدأ عندما يصف كل من يهدر الساعات في شبكات التواصل الاجتماعي من دون أن تكون لذلك علاقة بالعمل والاستفادة بأنه على الأقل: يعاني من فراغ، ويشكو من وجع استدعى الغياب وإدمان السباحة... في الافتراضي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السباحة في الافتراضي السباحة في الافتراضي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib