المسؤولية بين الدولة والقطاع الخاص
بلد جديد ينضم للاتفاقيات الإبراهيمية منظمة الصحة العالمية تسجل 42 وفاة و404 إصابة بالحمى النزفية في موريتانيا والسنغال إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله
أخر الأخبار

المسؤولية... بين الدولة والقطاع الخاص

المغرب اليوم -

المسؤولية بين الدولة والقطاع الخاص

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

عندما يتم تناول التغييرات التي شهدتها وظائف الدولة نجد أن التركيز يشمل بالخصوص تراجع دورها الاجتماعي وانسحابها من المجالات الحساسة والحيوية، مثل التعليم والصحة، كما هو الشأن اليوم في الدول الكبرى المتقدمة. ومن جهة أخرى، فإن القطاع الخاص ارتبط بقيم السوق أساساً، وظلت علاقته بالاجتماعي غير مطروحة.
     

السؤال؛ هل تعني هذه التحولات التي بدأت تعلن عن نفسها بقوة من قرابة 3 عقود تقريباً مع فوارق نسبية بين البلدان أن المجتمع في وضعية تخلٍ متنامية؟

في الحقيقة، بدايات الانتقال من طور الدور القوي للدولة اجتماعياً إلى مرحلة تاريخية اجتماعية منحت فيها الدولة مساحة، ما فتئت تكبر للقطاع الخاص في تحريك العجلة الاقتصادية والمساهمة في التشغيل، هي عملية انتقال رافقتها أوجاع اجتماعية كانت محدودة في ظاهرها، وتعد على الأصابع. غير أن هذا الواقع تغير فعلاً على امتداد السنوات الماضية، ولولا ما أحدثته جائحة «كوفيد 19» من إرباكات في القطاعات الخاصة، ومن إلزام للدولة باستعادة بريق دورها الاجتماعي، لكان القطاع الخاص اليوم عالمياً في نقطة متقدمة جداً وعالية جداً.

طبعاً المسار كان واضحاً وواثق الاتجاه. واليوم، بيّن الواقع للجميع أن المجتمع لا يمكن التخلي عنه، وأن الجدير بفهمه والعمل على تجذيره هو أن العمل الاجتماعي ما زال الوظيفة الأساسية للدولة، مع إضافة ثقافة جديدة إلى بلداننا، تتمثل في فكرة المسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص بشركاته ومؤسساته الكبرى.

الأمر ليس تبرعاً تحكمه قيم أخلاقية فردية بقدر ما نحن أمام مفهوم كامل المعاني والدور، يندرج ضمن تقسيم جديد للدور الاجتماعي، ما بين الدولة والقطاع الخاص من خلال أجسامه الكبرى.

وكي نفهم أهمية هذا الدور يكفي أن نصفه بالأساسي، وأنه لا يمكن اليوم تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة ظواهر الفقر والجوع وعدم تكافؤ الفرص، دون أن يؤدي القطاع الخاص دوره في المسؤولية المجتمعية من خلال تمويل مشاريع تتصل ببناء مدارس وتأمين خدمات الإعاشة للفقراء وأطفالهم. بمعنى آخر، ما تنازلت عنه الدولة من امتيازات لفائدة القطاع الخاص يتطلب تعويضه وسداده من خلال القيام بالمسؤولية المجتمعية. وهي مسؤولية تخفف من أعباء الدول، وأيضاً تمنح وجاهة للشركات الكبرى وقرباً من الناس، وهذا في حد ذاته ربحاً غير مباشر يصنع مكانة اعتبارية للمؤسسة الاقتصادية في المجتمع، الشيء الذي يمكن قياسه في حجم الإقبال على منتوجاتها.

وفي كثير من البلدان نشهد اليوم تنافساً بين المؤسسات التابعة للقطاع الخاص في مجال المسؤولية المجتمعية حيث إن هذه المؤسسات التي تحكمها علاقة تنافسية، وأحياناً صراعية من أجل الهيمنة على السوق، نجدها قد بدأت تتنافس، وهو ما يظهر في حجم الميزانيات التي تخصصها لما يسمى في برنامجها المالي بند المسؤولية المجتمعية.

إن العالم وجد نفسه مضطراً لحماية المجتمع، وإيجاد فاعلين جدد لأداء دور اجتماعي لا يمكن تجاهله أو إهماله، باعتبار أن الاستثمار والقطاع الخاص لن يكبرا ولن يتمكنا من تنمية الربح دون أمن اجتماعي يحمي الطبقة المتوسطة والطبقات الهشة من الانزلاق حيث إن الأمن الاقتصادي مرتبط بالأمن الاجتماعي. في هذا السياق، برز مفهوم المسؤولية المجتمعية ليسدّ فراغاً وليعيد تقسيم الدور الاجتماعي داخل البلد الواحد. فمن خلال المسؤولية المجتمعية للشركات والمؤسسات البنكية يحمي أصحاب المؤسسات الكبرى مستقبل مؤسساتهم وبيئة العمل والاستثمار. لذلك، فإن الجميع معني بالدور الاجتماعي والأطفال الذين لا يجدون مدرسة، ولا يتوفر لهم الحد الأدنى من الظروف المادية لطفولة متوازنة. هذا يعني أن المستقبل غير واضح ومعرض لأزمات من النوع الذي يوظف فيه الخزان الاجتماعي الذي يعاني من الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية.

لا يجب أن ننسى كم دفعت بلداننا من تكلفة باهظة بسبب العمليات الإرهابية التي عاشتها بلدان عربية كثيرة، وكيف أضرت عميقاً بعائدات السياحة التي تمثل عموداً فقرياً لميزانيات دول عدة. أي أن الرهان على المسؤولية المجتمعية وانخراط المؤسسات الكبرى في معاضدة جهود الدول في معالجة مظاهر الهشاشة إنما يعني عملياً التصدي الوقائي الذكي الاستباقي لما يمكن أن يهدد في الحاضر والمستقبل سيرورة العمل والاستثمار.

أيضاً يجب ألا ننسى أن المجتمع هو أصل الربح، وهو مبرر الاستثمار، وهو أيضاً الحريف والمستهلك... لذلك، فإن إيلاء دور المؤسسات الاقتصادية الكبرى الخاصة في ما يسمى المسؤولية المجتمعية الأهمية اللازمة، ومضاعفة التشريعات التي تجذب الإقبال على أداء هذا الدور، يعدّان أجندة عمل أساسية، في ظل تراكم أعباء الدول التي لا تستطيع التخلي عن دورها الاجتماعي، مهما ادعت النظريات السياسية. ومثلما منحت الدولة جزءاً من المجال للقطاع الخاص، فإنه آلياً يوازيه تأمين خدمات اجتماعية للفئات الهشة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولية بين الدولة والقطاع الخاص المسؤولية بين الدولة والقطاع الخاص



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:28 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الدعم السريع يوافق على هدنة إنسانية في السودان
المغرب اليوم - الدعم السريع يوافق على هدنة إنسانية في السودان

GMT 13:17 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 18:55 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 15:22 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 01:56 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات السنيكرز للخريف

GMT 11:11 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

تعرفي على خلطة بياض الثلج لـ تفتيح البشرة

GMT 13:01 2020 الجمعة ,21 شباط / فبراير

"فورد" تطلق سيارتها ترولر T4 موديل 2020

GMT 08:21 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أبرز العطور التي تتناسب مع أجواء الخريف

GMT 18:02 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أرسنال يهزم ليفربول ويستعيد صدارة الدوري الإنجليزي

GMT 18:04 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

هِزة أرضية تضرب مدينة مرتيل المغربية

GMT 23:23 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لعبة Final Fantasy Crystal قادمة على الهواتف المحمولة

GMT 17:04 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 07:04 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السوق المصري

GMT 00:48 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

عاصي الحلاني يستقبل العام الجديد بكليب "كنت الورد"

GMT 10:44 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ساقية الصاوي تفتح باب الاشتراك في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

GMT 03:45 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تكشف عن تأثير اللغة في إدراك الوقت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib