هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»؟

المغرب اليوم -

هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

بكثرة وإفراط يتحدّث اللبنانيّون هذه الأيّام عن «الزمن الجميل» أو «الحقبة الجميلة» (Belle poque)، وكلّما زادت أوضاعهم رداءة، وهي تزيد بإيقاع يوميّ، زاد تداولهم لهذا المصطلح.
هل عرف اللبنانيّون زمناً جميلاً حقّاً، سابقاً على الكارثة الاقتصاديّة الحاليّة المصحوبة بسلاح «حزب الله»؟
لقد سُكّ التعبير للدلالة على تطوّر كبير شهدته أوروبا ما بين الحرب الفرنسيّة – البروسيّة في 1870 - 71 والحرب العالميّة الأولى. آنذاك طغى تفاؤل تاريخي بالتقدّم الذي تلاحقت ظاهراته وتعابيره، فبدا سكّان أوروبا أفضل حالاً بكثير وأشدّ تحرّراً بلا قياس، فيما كانت الإنجازات الماديّة والثقافيّة تتوالى بإيقاع غير مسبوق.
تلك كانت مرحلة بديعة في التاريخ الأوروبيّ، وبمعنى ما الكونيّ، انتعشت فيها الثقافة والموسيقى والفنّ والأدب كما طرأ نموّ اقتصادي لم يشبهه في التاريخ كلّه إلا ما عرفته الصين في القرن الثالث عشر. بالنتيجة، حصل ارتفاع مدهش، ولأوّل مرّة، في المعدّل الوسطي لحياة الأوروبيّ، وغدا العالم، مع هذه العولمة الأولى، شديد التشابك تُبنى فيه القنوات والجسور التي تخترق بحاره وتُذلّ جباله وتقطّع بواديه. حركات الانتقال السكّاني حملت 2.5 مليون إيطالي على العيش في الأرجنتين، كما نشأت هجرات ضخمة في الولايات المتّحدة وبريطانيا، واتّسعت حركة الاستثمار في الخارج، فاستثمر 55 في المائة من مجموع الرساميل البريطانيّة خارج الإمبراطوريّة، أي في أميركا الشماليّة أساساً ولكنْ أيضاً في أميركا اللاتينيّة وأوروبا. كذلك كان العصر عصراً للتحوّلات التقنيّة التي استدعتها الثورات الصناعيّة، فكان التليفون والتلغراف والموتور الكهربائي والتصنيع الحديث للفولاذ والكيماويّات الحديثة...
الماضي بدا أنّه يموت من دون نحيب ولا نوستالجيا.
إذا كان هذا هو المقصود بـ«الزمن الجميل»، الذي امتلك اليد الطولى في صياغة عالمنا الحديث، فلسوف يكون من المضحك الحديث عن أي زمن جميل آخر، لبنانيّاً كان أو غير لبنانيّ.
إذاً لا بدّ من خفض التوقّعات كثيراً. في هذا المعنى المضبوط والنسبي جدّاً، نعم، يمكن الحديث عن «زمن جميل» للبنان ولبلدان عربيّة كثيرة غيره تبعاً لمعايير متواضعة خمسة:
فهناك أوّلاً الاحتمالات ودورها، أي أن يكون سعي البشر مفتوحاً ومتاحاً، لا تحدّه قبضة حديديّة أو محرّمات آيديولوجيّة أو «قضيّة مركزيّة» ينبغي جرّ التاريخ من عنقه باتّجاهها. إنّ «الجمال» هنا يكتسب معناه من رفض إقفال التاريخ الذي هو أعلى درجات «البشاعة».
والمعيار الثاني هو الحرّيّة في القول والتعبير والتنظيم، حزبيّاً كان أم نقابيّاً أم غير ذلك، وبالتالي إمكان أن يحضر الأفراد والجماعات سياسيّاً وثقافيّاً بالاستقلال عن الدولة وعن أي آيديولوجيّة رسميّة مُلزمة و«مقدّسة».
أمّا المعيار الثالث فهو التدرّج، أي أن تكون هناك وجهة لا تقضي عليها الانقطاعات الملازمة. في 1958 مثلاً، عرف لبنان حرباً أهليّة مصغّرة، لكنّ هذا لم يمنع، بعد ذاك، قيام عشر سنوات متّصلة من الاستقرار.
وأمّا رابعاً، فهناك الصلة المفتوحة على العالم، وتحديداً وخصوصاً، على الرقعة التي أنتجت ذاك «الزمن الجميل» الأصلي وكان لها الإسهام الأكبر في صنع حداثتنا.
وأخيراً هناك الازدهار الاقتصادي الذي قد تكثر النظريّات والاجتهادات في تأويله، لكنّ ما لا يماري أحد فيه أنّ سائر الحقب السابقة كانت «أجمل» بلا قياس من هذه «البشاعة» اللبنانيّة الراهنة.
على ضفّتي هذا النقاش نقع على حجّتين يصعب تقبّلهما: واحدتهما، في رفضها فكرة «الزمن الجميل» للبنان، تلجأ إلى ما يشبه الحتميّة التي تُعدم كلّ الاحتمالات الأخرى. تقول هذه الحجّة: إنّ أسباب وضعنا الراهن كامنة في ذاك الماضي نفسه. لكنْ من غير إنكار بذور الانفجار التي تكمن دائماً في صلب التكوين اللبنانيّ، يبقى أنّ إفضاءها إلى ما أفضت إليه لم يكن بالضرورة حتميّاً. قولنا بالحتميّة يعفي المقاومات المسلّحة والميليشيات المحلّيّة والوصاية السورية، ومعها كلّها تعطيل الدولة، من المسؤوليّة. تطبيق هذه الحتميّة على بعض البلدان العربيّة (العراق، وسوريّا...) يقود بدوره إلى إعفاء الانقلابات العسكريّة والأنظمة التي أقامتها من مسؤوليّاتها عمّا حصل.
الحجّة الأخرى، في تمسّكها بوجود «زمن جميل»، تنحدر بالنقاش إلى سويّة سياحيّة: كانت ماري ماتيو تغنّي في بعلبك وشارل أزنافور يغنّي في جبيل، وكان هناك رئيس جمهوريّة جميل الوجه يقود سيّارة بِنتلي، وسيّدة أولى أنيقة أناقة فرح ديبا وإيميلدا ماركوس، ووزير خارجيّة يتكلّم الفرنسيّة والإنجليزيّة بطلاقة ويجيد إتقان البروتوكول... هذا تتفيه للنقاش، يغرف من انحيازات طبقيّة، وربّما طائفيّة، قابلة لأن تنحرف عنصريّاً. إنّ المسألة تكمن في مكان آخر أكثر جدّيّة بكثير.
نعم، عرفنا «زمناً جميلاً» على قدّنا، لكنّنا للأسف لم نكن على قدّه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً» هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib