«حزب الدعوة» بوصفه أحد أبناء «حزب البعث»
الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين أردوغان يعلن دخول تركيا مرحلة جديدة في جهود إنهاء عنف حزب العمال الكردستاني ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار كالمايغي في الفلبين إلى 66 قتيلًا على الأقل
أخر الأخبار

«حزب الدعوة» بوصفه أحد أبناء «حزب البعث»

المغرب اليوم -

«حزب الدعوة» بوصفه أحد أبناء «حزب البعث»

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

ليس كاتب هذه السطور معروفاً بالودّ حيال «حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ»، لا في أفكاره ولا في أعماله، لا في الأنظمة التي أقامها ولا في المعارضات التي اعتمدها ضدّ أنظمة قائمة، لا في نسخته السوريّة ولا في نسخته العراقيّة، لا في مدنيّيه ولا في عسكريّيه، لا في يمينيّيه ولا في يساريّيه... وليعذرني القارئ إذا قلت إنّني أحد أكثر الذين كتبوا سجاليّاً ونقديّاً ضدّ «البعث» في فكره وسلوكه.

مع هذا فإنّ النهج الذي يتّبعه «حزب الدعوة الإسلاميّ» العراقيّ في مكافحة حزب البعث لا يستحقّ إلاّ وصفاً واحداً: النزعة الثأريّة. فعملاً بالنهج المذكور يتبدّى كما لو أنّ السياسة والثأر اسمان لمسمّى واحد، علماً أنّ إحدى وظائف السياسة، إن لم تكن وظيفتها الأهمّ، تفادي الثأر بوصفه واحداً من الأفعال العنفيّة التي على السياسة أن تتفاداها.

مؤخّراً أثار نوّاب عراقيّون ينتمون إلى «الدعوة» ضجّة غريبة مصدرها اعتراضهم على ترخيص الحكومة الأردنيّة لحزب «جديد» محسوب على النظام العراقيّ البائد، أي حزب البعث في الأردن، كما طالبوا باستدعاء السفير الأردنيّ في بغداد لاستجوابه وإبلاغه احتجاجهم.

والحال أنّ حزب البعث في الأردن ليس جديداً، وقد شارك، في زمن يرقى إلى أواخر الخمسينات، في حكومة سليمان النابلسي، وليس ثمّة ما يدلّ على تعارض أفعاله الراهنة مع ما تجيزه الحياة السياسيّة الأردنيّة. أمّا مشاركة بعثيّي الأردن أفكاراً، لا أفعالاً، قال بها «البعث» الحاكم في العراق حتّى 2003، فلا تبرّر المطالبة بقمعهم ومنعهم من العمل السياسيّ، لا سيّما حين تصدر المطالبة عن طرف غير أردنيّ.

لكنّنا نعلم أيضاً أنّ «الدعوة» كان صاحب اليد الطولى في سياسة «اجتثاث البعث» في العراق، والتي بدأت مع إسقاط نظام صدّام حسين قبل عشرين عاماً. بيد أنّ هذه السياسة ما لبثت أن تكشّفت عن ميل انتقاميّ ضدّ الطائفة السنّيّة يأخذ الصالح بالطالح والبريء بالمذنب. ولم يكتفِ الدعوويّون بالمضيّ في هذا الاجتثاث حتّى اليوم، ولو من دون إسراف في استخدام التعبير، إذ ها هم يعملون على تصدير السلوك المذكور إلى بلد آخر.

وتجربة كهذه تنبّه إلى جملة أمور تقيم عميقاً في حياتنا السياسيّة، وليس «الدعوة» سوى تعبير واحد جلف من تعابيرها.

فالمنتصر الذي يواصل اجتثاث خصومه، في داخل بلده وفي خارجه، إنّما يشعر عميقاً بهشاشة انتصاره عليهم، وبأنّه ليس أهلاً للانتصار الذي وهبه إيّاه طرف آخر. وإذا كان لهذا الشكّ الداخليّ العميق بالذات ما يسنده في واقع العراق الحاليّ والبائس، فإنّه غالباً ما يترافق مع التمسّك باللغة القديمة، لغةِ ما قبل الانتصار، عن الخطر الداهم والتعرّض للمؤامرات وتمثيل دور الضحيّة الذي لا يتغيّر. ولنا في «حزب الله» اللبنانيّ، شقيق «حزب الدعوة»، نموذج باهر، حيث يقيم التلويح بالانتصار وبانتهاء زمن الهزائم وبإذلال إسرائيل جنباً إلى جنب التباكي على المظلوميّة والاستضعاف والتعرّض للتآمر.

ثمّ أنّ أحزاباً كـ «الدعوة» إنّما تؤكّد المؤكّد، وهو أنّ الكثير من الضجيج الحزبيّ والإيديولوجيّ في منطقتنا لا يعدو كونه تمويهاً «حديثاً» لنزعة طائفيّة صريحة. فقد يكون الوطن أو الإسلام أو العروبة أو فلسطين أو الطبقة العاملة هو العنوان المعلن، لكنّ مصالح جماعة بعينها في السلطة والثروة هي الموضوع الفعليّ الذي لا يُلبّى إلاّ على حساب جماعة أخرى. وهذا هو القَبَليّ الضامر في أحزابنا والذي ينفث السمّ الثأريّ المغطّى بيافطات عقائديّة.

وتلك، على العموم، مدرسة عريقة في الحياة السياسيّة العربيّة، مدرسةٌ كان «حزب البعث» أحد أبرز مؤسّسيها، وبات «حزب الدعوة» راهناً أحد أبرز أركانها.

فعقليّة الاجتثاث هي هي، والسلوك الأمنيّ هو هو، وكذلك احتكار الحقيقة واعتبار أنّ من يخالفها أو لا يذعن لها خائن أو متآمر. وقد سبق للبعثيّين مذ فازوا بالسلطة في بلدين عربيّين أن ألغوا التاريخ السابق على قيام سلطتيهما، تماماً كما يفعل «الدعوة» استئصالاً لكلّ تذكير بعراقٍ سبق وجودُه وجودَ «الدعوة».

ونعلم أنّ الأخير كان ذات مرّة ضحيّة من ضحايا «البعث» في العراق، وها هو «البعث» يتحوّل ضحيّة من ضحايا «الدعوة» في عمليّة من تبادل موسّع ومعمّم ودائم للدور إيّاه.

وفي ذلك شيء من النظريّة النفسيّة التي تقول إنّ تعنيف الآباء لأبنائهم يحوّل الأبناء أشخاصاً عنيفين ومُعنِّفين. وحزب البعث، بهذا المعنى، إنّما كان واحداً من أكبر آباء حزب الدعوة، وفي أغلب الظنّ سوف يطالعنا الغد ببعث ما، أو بما يشبه «البعث»، ويكون واحداً من أبناء حزب الدعوة المتشوّقين إلى تعنيفه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حزب الدعوة» بوصفه أحد أبناء «حزب البعث» «حزب الدعوة» بوصفه أحد أبناء «حزب البعث»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib