لبنان ضعف هذه القوّة وتفاهتها
دونالد ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت بسبب عمليات ترحيل إسرائيل تدعو إلى سحب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل مع الدولة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهاجم سفينة الحرية المحملة بمساعدات إنسانية أثناء اقترابها من شواطئ قطاع غزة المنتخب البرتغالي يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه نادي بريشيا الإيطالي لكرة القدم يتجه لإعلان إفلاسه بعد نحو 114 سنة على تأسيسه نفاد تذاكر المباراة الودية بين المغرب والبنين التي ستجري مساء الإثنين بفاس واتساب يختبر أداة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة مقتل امرأة برصاص الشرطة الألمانية بعد طعنها شخصين في ميونخ وزارة الصحة الفلسطينية تعلن توقف 23 مستشفى عن العمل في غزة بسبب اعتداءات الاحتلال وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد إلى 21 في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

لبنان: ضعف هذه القوّة وتفاهتها

المغرب اليوم -

لبنان ضعف هذه القوّة وتفاهتها

حازم صاغية
حازم صاغية

عهد ميشال عون «عهد قويّ» وفق الشعار المعروف. «القوّة» هي المضمون شبه الحصريّ لبرنامج العهد. «لبنان القويّ» اسم التكتّل النيابيّ الذي أسّسه عون ولا يزال يدين له بالولاء. استعادة ماضيه العسكريّ، بين فينة وأخرى، تعزّز انطباع القوّة هذا.

القوّة المقصودة لا تكفّ عن استعراض نفسها عبر طريقة اختيارها الخصوم. إنّهم متّهمون ضمناً بالعمل على إضعافها، وعلى إضعاف الوطن بالتالي. مَن هم هؤلاء الخصوم الخطرون الذين تسوّل لهم أنفسهم تحدّي هذه القوّة والتجرّؤ على عهدها؟

بعض الحوادث الصغرى التي عشناها مؤخّراً تجيب عن هذا السؤال:

مراسلة قناة «الجديد» الزميلة ليال سعد مُنعت من دخول القصر الجمهوريّ ومن تغطية أخباره، لأنّها ذكرت اسم ميشال عون من دون تسبيقه بلقب «فخامة».

وزير الإعلام الجديد جورج قرداحي انتقد وسائل الإعلام معتبراً أنّها تمارس «اعتداء على كرامة السياسيّين». قيل ذلك خلال لقاء قرداحي وفداً من نقابة محرّري الصحافة اللبنانيّة.
هذه، وفي غضون أسابيع قليلة، كانت الضربة الثانية لوزير الإعلام بعد ضربة أولى مفادها عدم تحبيذه استضافة وسائل الإعلام معارضين ونقّاداً.

عون والمقرّبون منه، في تيّاره وفي حكومته، لا يكفّون، ليل نهار، عن التحريض على اللاجئين والنازحين السوريّين والفلسطينيّين. هذا الهجوم المركّز يُفهم منه أنّ هؤلاء عقبة أخرى كأداء في وجه قوّة الأقوياء.

قبل أيّام، أوقفت دوريّة من الأمن العامّ اللبنانيّ عرضاً لمسرحية «تنفيسة» في مسرح المدينة في الحمرا ببيروت. الفرقة المسرحيّة تضمّ طلّاباً وطالبات تحوم أعمارهم حول العشرين. عرض المسرحيّة، بحسب الأمن العامّ، يخالف الأصول القانونيّة. مديريّته العامّة أصدرت بياناً توقّف عند جنسيّة المخرج («فلسطينيّ») وشهّر بـ «مُدّعي المعرفة الشاملة» و«محاولات التذاكي». هؤلاء الأخيرون هم الذين ردّوا إيقاف المسرحيّة إلى سببه الفعليّ: إنّه انتقاد الجماعة الحاكمة بمن فيها رئيس الجمهوريّة. هذا عدوان على القوّة.

ما الذي يجمع بين هذه الأحداث والوقائع؟ مَن هم الخصوم الذين يهدّدون القوّة العونيّة ويرسمهم الأقوياء خطراً يتهدّدهم؟
فضلاً عن الغرق في التفاهات قياساً بما يعيشه لبنان واللبنانيّون اليوم، فإنّ القاسم المشترك الأبرز بين خصوم القوّة هؤلاء أنّهم ضعفاء. إنّهم لا يهدّدون أحداً. لا يستطيعون ذلك. مع هذا، وهو القاسم المشترك الثاني، فإنّ أصواتهم قويّة. هم كذلك بسبب مواقعهم في الإعلام والرأي العامّ والحيّز الثقافيّ ووسائط التواصل الاجتماعيّ والمنظّمات الدوليّة... ولأنّهم أصحاب صوت، لا بدّ من خنق الصوت.

بلغة أخرى: القوّة العونيّة قوّة على ضعفاء، فيما يشكّل الخنق، خنق أصواتهم، ديناميّة اشتغالها الأولى. وهذا ليس من صفات الأقوياء، سيّما أنّ الخنق تعريفاً عملٌ يحصل في الخفاء وفي السرّ، وبالحبل من وراء ظهر المخنوق، أو بالوسادة في ليل النائم الذي يُراد خنقه...

إنّ محاولات عرقلة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت تبقى أعلى مراحل استراتيجيّة الخنق. لكنْ حتّى «التنفيسة» عن وضع كالوضع الكارثيّ الراهن غير مسموح لها أن تتنفّس.
معلومٌ أنّ القوّة العونيّة يصعب حملها على محمل الجدّ في ظلّ وجود «حزب الله» ودولته وجيشه. ومعلومٌ أنّ مطالبتها بإثبات قوّتها عبر تحدّي هذا الحزب صراخ في وادٍ وامتحان مستحيل. مع هذا، يمكنها لإكساب قوّتها بعض الجدّيّة، استبدال امتحان الجبابرة بامتحان للمبتدئين، وهو ما قد تنجح فيه وتعثر على فرصتها.
مثلاً: في شارع الحمرا نفسه، حيث مُنعت المسرحيّة الأخيرة، سبق لميليشيا الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، في 9/27، أن أقام عرضاً عسكريّاً أُغلقت بموجبه مداخل الشارع وطريقه وأرصفته. عناصره الملثّمة والمسلّحة انتشروا في كلّ مكان منه. جناح آخر من الحزب ذاته كان قد فعل الأمر نفسه، وفي المكان نفسه، في 6/23، ما يوحي أنّ المنافسات بين بعض القوميّين وبعضهم الآخر هي التي تتسبّب في هذا المشهد الاستباحيّ الكريه والمتكرّر لأهمّ شوارع العاصمة الذي كان ذات مرّة أهمّ شوارع الشرق الأوسط. «عيد التحرير» وإطلاق القوميّ خالد علوان النار على جنود إسرائيليّين ليسا سوى ذرائع وحجج.

هنا، كان في وسع القوّة العونيّة، التي استعرضت نفسها أمام طلّاب المسرحيّة، أن تفعل شيئاً. لم تفعل.

للتذكير: درجت الدولة اللبنانيّة تقليديّاً على استفزاز الحزب القوميّ ومحاصرته بحيث يلجأ إلى تنفيذ انقلاب بائس يفضي إلى تصفيته السياسيّة. حصل هذا في عهد بشارة الخوري في 1949 بعد الانقلاب الذي أُعدم بنتيجته أنطون سعادة، وفي عهد فؤاد شهاب في 1961-62 إثر انقلاب فؤاد عوض وشوقي خير الله. ذاك أنّ هذا الحزب المذكور كان يوفّر للسلطة اللبنانيّة فرصة لتوطيد ما تسمّيه «وحدة وطنيّة» جامعة للطوائف. وهي بالطبع لم تكن سياسة محترمة ولا حكيمة على المدى البعيد، غير أنّها كانت تشير إلى مدى ضعف هذا الحزب وهامشيّته، وهو ما زاده مؤخّراً تحوّله إلى أحزاب كثيرة متناحرة.

يبقى الفارق بين ضعف الحزب القوميّ، أو الأحزاب القوميّة، وبين ضعف الأفراد والجماعات الذين تستهدفهم القوّة العونيّة، أنّ الطرف الأوّل مسلّح، وأنّه ينضوي في خيمة المسلّح الأكبر «حزب الله».

هكذا تغضّ القوّة العونيّة أنظارها عن استباحة السلاح لشارع الحمرا مرّة بعد مرّة لتركّز على مسرحيّة «تنفيسة» في الشارع إيّاه.
إنّ هذه القوّة لا أكثر من ضعف خالص وتفاهة محضة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ضعف هذه القوّة وتفاهتها لبنان ضعف هذه القوّة وتفاهتها



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib