«الأمن المطلق» بين إيران وإسرائيل و العالم
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

«الأمن المطلق» بين إيران وإسرائيل و... العالم

المغرب اليوم -

«الأمن المطلق» بين إيران وإسرائيل و العالم

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

هناك خرافة اسمها «الأمن المطلق»، وهي خرافة لأنّه لم يكن ممكناً في الماضي، ولن يكون ممكناً في المستقبل. لكنّنا نعرف، رغم هذا، أنّ خرافات كثيرة في التاريخ صارت أفكاراً ومنظومات فكريّة تُحكم باسمها أمم وشعوب، أو تؤسَّس، استجابةً لها، أحزاب وحركات سياسيّة.

والحال أنّ «الأمن المطلق» أو «أمن الحدّ الأقصى» ينطوي على مبدأ «صفر مخاطَرة»، علماً أنّ المخاطرة تلازم كلّ خطوة كبرى، أو حتّى صغرى، في سِيَر الجماعات وفي مساعي الأفراد.

و»الأمن المطلق»، إلى هذا، يستند إلى فلسفة متشائمة حيال البشر، مفادها الشكّ بهم والنظر إليهم بوصفهم ذئاباً أو ذئاباً محتملة قد تنقضّ في أيّ حين. فالآخر هو دوماً مطلق الآخريّة، وهو مصدر خطر أو موت محتّمين، ولو لاحا، في لحظة بعينها، كامنين أو مؤجّلين.

وتواكب نظريّةَ «الأمن المطلق» طريقةُ تفكير في السياسة وفي العلاقة بالعالم قد يكون أهمّ المعبّرين الأحياء عنها عالمُ السياسة الأميركيّ جون ميَرشيمر الذي يصفه كثيرون بأستاذ المدرسة الواقعيّة في الفكر السياسيّ. فعنده أنّ العالم إنّما يعمل على هذا النحو الكالح، محكوماً بالذئبيّة وبمنافسات الأطماع والطامعين. وما دام أنّه لا توجد سلطة فعّالة أعلى من الدول، تراقب تلك الدول وتضبط سلوكها، غدا لا بدّ من القوّة المطلقة وإخضاع القيم كلّها، كائنة ما كانت رفيعة وغيريّة، للمصالح. فكيف وأنّ أيّاً من الدول يستحيل عليها أن تعرف نوايا الدول الأخرى، وأن تحدّ منها أو تلتفّ عليها بالصداقات وتوقيع المعاهدات أو بإحراز الضمانات. وكان من آخر ارتكابات ميَرشيمر الفكريّة، وهو مُستَمَدٌّ من نظريّته إيّاها، تبريره غزو أوكرانيا بحجّة أن الأخيرة إن انضمّت إلى حلف الناتو تحوّلتْ مصدر تهديد لأمن روسيا.

وقد يُملي «الأمن المطلق»، في تأويله الأشدّ عدوانيّةً، إنشاء «مدى حيويّ» يحيط بدولة «الأمن المطلق». هكذا يصيب مُهاجموها زنّاراً من الدهون تتزنّر به، ولا يصيبون لحمها الحيّ، أو أنّهم يفتكون بـ «عبيد» الدولة ولا تصل يدهم أبداً إلى «الأسياد» أو «الأصليّين» فيها.

لكنّ المؤكّد أنّ فكرة «الأمن المطلق» تعبويّة بالضرورة. فهي تحرّض سكّانها وتدفعهم لأن يطلبوا ذاك الأمن ويطالبوا به لأنّه إنّما وُجد لخدمتهم. ذاك أنّ التهديد الخارجيّ لا يطال دولهم فحسب، بل يطال أيضاً حياتهم وحياة عائلاتهم، في شوارعهم وبيوتهم ومدارس أبنائهم. ولهذا فمَن يتهاون في طلبه يكون مستهتراً بحياته ومفرّطاً بحياة الآخرين وحليفاً موضوعيّاً للعدوّ، إن لم يكن حليفاً ذاتيّاً أيضاً. وبتزويج الخوف إلى التعصّب، تُصَدّ احتمالات كثيرة للحياة وللمغامرة وللاستثمار في المستقبل وفي القيم الكونيّة الجامعة، فيما يغدو الخطر المنتشر في الأمكنة كلّها، والآتي من تحت الأمكنة، قابلاً لأن يتجسّد في لاجئين أو مهاجرين أو غجر أو أصحاب سلوك مغاير.

وتعلن هذه القابليّة الخرافيّة، أو التآمريّة، المقيمة في نظريّة «الأمن المطلق»، أنّ إحساساً كبيراً بالضعف وبنقص الشرعيّة الذاتيّة يختبىء وراء الثقة بالنفس التي يستعرضها دعاة تلك النظريّة. لهذا يتصرّف الأخيرون كأنّهم يجمّدون التاريخ على صورة «أمن مطلق» يقابله «أمن معدوم» هو وحده ما يُتاح للآخرين الأضعف.

ومن ينظر اليوم في حالتي إيران وإسرائيل، وفي المدى الجغرافيّ الفسيح الواقع بينهما، يلاحظ كيف أنّ العراق وسوريّا ولبنان بلدان «أمن معدوم»، فيما الدولة الفلسطينيّة المحتملة ستكون «منزوعة السلاح». فالأمن كلّه استقرّ في المركز ولم يعد ثمّة أمنٌ مُتبقٍّ للأطراف والملاحق.

وهنا تحضر فوارق بنيويّة: فحرب إيران وإسرائيل المباشرة تُخاض بمنطق وموازين ومعادلات تفتقر إليها حروب معدومي الأمن أو الحروب بين واحدهم والدولة العبريّة. ففي الأولى يتدخّل العالم وقواه المؤثّرة لأنّ فاعلي الحرب دول، لا تنظيمات، ولأنّ الأكلاف التي تترتّب عن حروب الدول قد تمسّ النظام المؤسّس على دول. كذلك فالحرب الإسرائيليّة – الإيرانيّة قصيرة وسريعة، والغامض فيها أكثر من الواضح، وهو ما أتاح للبعض وصفها بـ»اللعب»، وهذا فيما حرب إسرائيل والميليشيات واضحة ومكلفة إنسانيّاً واقتصاديّاً، فضلاً عن كونها «طويلة» كما بات يقال. وليس بلا دلالة ذاك الاستنتاج الذي توصّل إليه البعض من وجود علاقة عكسيّة بين نوعي الحروب، بحيث أنّ لطف الحرب بين الجبّارين قد يُترجم تمهيداً لتوحّش جديد تكون رفح مسرحه هذه المرّة.

مع هذا، ورغم تلك المكاسب لأصحاب «الأمن المطلق»، يبقى أنّ فعاليّة العدوى وانتشارها، أو أيّ خطأ يغفل عنه الحساب، قد تعمل ضدّهماعلى مدى أبعد. فاليوم تواجه الدولتان الإمبراطوريّتان معضلة «تراجع القدرة على الردع» وتعرّض أجزاء من أرضهما أو أجوائهما لاختراق ما. فـ»الأمن المطلق» لم يعد مطلقاً عند سَيِّدي المشرق العدوانيّين – في حالة إيران منذ سنوات قليلة وفي حالة إسرائيل منذ أشهر قليلة.

بطبيعة الحال يبقى الفارق قائماً بين درجتي القدرة لدى الطرفين: فإسرائيل قادرة أن تدمّر المشرق العربيّ كلّه كي لا تنهزم، فيما إيران تمضي في تدمير المشرق كلّه قبل أن تنهزم. لكنْ كائناً ما كان الأمر، لم يعد مستبعداً أنّ يتسارع تحوّل أمن البلدين، المسمّى مطلقاً، إلى أمن نسبيّ، وأن يغدو هذا التحوّل حقيقة معلنة. أمّا ما يرتّبه ذلك على المنطقة وصورتها ومستقبلها، وعلى أحوال معدومي الأمن فيها، فأغلب الظنّ أن يصبح عنواناً بارزاً من عناوين المرحلة المقبلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الأمن المطلق» بين إيران وإسرائيل و العالم «الأمن المطلق» بين إيران وإسرائيل و العالم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib