ماذا ينتظر العالم في حقبة ما بعد ميركل
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

ماذا ينتظر العالم في حقبة ما بعد ميركل؟

المغرب اليوم -

ماذا ينتظر العالم في حقبة ما بعد ميركل

بقلم : إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

صُدم كثرة من البريطانيين خلال اليومين الماضيين بمنظر طوابير المواطنين المنتظرين أمام محطات الوقود لملء خزانات سياراتهم. وهذا منظر يعيد إلى ذاكرة أبناء جيلي – وحتى الجيل الأصغر سناً – معاناة توهّم بعض البريطانيين أنَّها ذهبت إلى غير رجعة، بعد التصويت المفصلي على الخروج من الاتحاد الأوروبي (استفتاء «بريكست»).

فريق من البريطانيين، جمع غلاة اليمين وغلاة اليسار، صوّت لصالح الخروج من أوروبا... وسط آمال وأحلام العديد منها متناقض، وجزء منها عنصري متعالٍ ومتطرف ضد الأجانب، وخاصة، الأوروبي الأبيض المسيحي. وكان البعض في هذا الفريق - الكبير نسبياً - يظن أن الأبواب البديلة لأوروبا ستُفتح تلقائياً أمام الاقتصاد البريطاني، بصانعيه ومزارعيه ومستهلكيه. لكن فات هؤلاء أن لا ضمانات ولا صداقات في السوق... وسط اعتبارات التنافس وحسابات الأرباح والكلفة. ثم إنَّ اقتصاديات الدول الصناعية الكبرى تعتمد على مكوّنات تصنّع في دول عديدة، ومن ثم فإنَّ عجلة الإنتاج في كثير من الصناعات كالأدوية والكيماويات والأغذية والآليات تتأثر بقطع خط التوريد، ووضع الحصص «الكوتا» والحواجز، وفرض الجمارك والضرائب.

إلا أنَّ بريطانيا لا تواجه وحدها اليوم مشاكل اقتصادية واستهلاكية، وإن كانت تبعات «بريكست» شبه محصورة بها. وبصرف النظر عن الفوضى والإرباك الناجمين عن جائحة «كوفيد - 19»، التي هزَّت العالم بأسره، فإنَّ دول الاتحاد الأوروبي ومثلها الولايات المتحدة، تمرُّ في حقبة سياسية لا يطمئن معها المحلل السياسي إلى حصافة القيادات وحنكتها وقناعاتها الفكرية والأخلاقية، ناهيك من رؤيويتها ومستوى احترامها لذواتها والمؤسسات الديمقراطية التي أهلتها للحكم.

أدرك أن هذا كلام خطر، ثم أين أنا - المراقب العادي - من الحق في إلقاء «المحاضرات» على قادة وزعماء عالميين انتخبتهم ملايين. غير أن كوني ناخباً – في بريطانيا، في ما يخصّ شخصي – لديّ كل الحق في المساءلة والمحاسبة والمعاقبة عبر صندوق الاقتراع. نعم من حقّي، بل وواجبي، أن أحاسب الشخص أو الحزب الذي أوليته ثقتي بناءً على برنامجه أو وعوده... إذا ارتأيت أنه خدعني أو قصّر في أداء ما توقعته منه.

ولا نبعد كثيراً عن بريطانيا إذا تطرقنا إلى الحال في كل من ألمانيا وفرنسا.

ألمانيا تطوي في هذه الساعات صفحة حكم المستشارة أنجيلا ميركل، بعد فترة حكم طالت 16 سنة، لعلها كانت أفضل تعبير عن الديمقراطية العاقلة والمسؤولة في عموم أوروبا. وبصدق، أرجو أن يسير مَن سيخلف ميركل على خطاها باعتماد سياسات واعية وخلوقة وجامعة تنقذ أوروبا من نوازع الجموح المتطرف الذي يجتاح عدداً من دول القارة، وبالأخص، المجر وبولندا.

النظام الفيدرالي الألماني، مصحوباً بنظام التمثيل النسبي الانتخابي مع عتبة الحد الأدنى لدخول البرلمان، يشكلان وقاية كافية من جموح الشعبوية والعنصرية التي دفعت ألمانيا ثمناً باهظاً لهما خلال القرن الـ20. ثم إن القوى المسؤولة داخل الأحزاب الألمانية الرئيسة أدركت، بحكم التجربة، ضرورة تغليب تعايش المعتدلين يميناً ويساراً من أجل درء خطر متطرفي الاتجاهين. وبالفعل، قادت الأجنحة المعتدلة في الحزبين الكبيرين (الديمقراطي المسيحي المحافظ والديمقراطي الاجتماعي الاشتراكي) نهضة ألمانيا بعد كارثة الحرب العالمية الثانية، وقاد الحزبان إما حكومات حزبية يرأسها قادتهم المعتدلون أو حكومات ائتلافية عريضة التمثيل.

هذا «التفاهم» العريض في وجه الغلوّ اليميني المتزايد الخطورة في أوروبا وأميركا - بفعل العولمة والديموغرافيا والتكنولوجيا - حصّن حتى الآن ألمانيا. ومن ثم أسهم بإنجاح نهج ميركل، ورعى تعزيز مكانة ألمانيا داخل القارة، وأمام التحدي الخارجي... بما في ذلك العلاقات مع أميركا التي تشنّجت لبعض الوقت بفعل مشروع أنبوب الغاز الروسي.

نقيض هذا حاصل اليوم في فرنسا، حيث لا يبدو أن ابتزاز الرئيس إيمانويل ماكرون للناخبين الفرنسيين سيشكل ضمانة له قبل التجربة الانتخابية المقبلة في خضم التسابق بين المتطرفين في الجبهة العريضة المناوئة له. فاليسار الفرنسي المعتدل الذي خرج منه ماكرون - بل انقلب عليه – خسر جاذبيته أمام شعبوية «يسار» جان لوك ميلانشون، أما اليمين فيشهد مزايدات يقودها الصحافي اليميني المتطرف إريك زمّور حتى على زعيمة «التجمّع الوطني» مارين لوبن! وفي هذا الأثناء، تترنّح سياسات ماكرون الخارجية وتقفد بريقها... من مبادرته اللبنانية الاسترضائية لإيران، إلى خسارة فرنسا صفقة الغواصات مع أستراليا، ومن ثم توتر علاقتها نتيجة لذلك مع كل من واشنطن وكانبرا ولندن.

«فزاعة» التطرف أفادت ماكرون حتى الآن، إذ صبّت لصالحه الأصوات الخائفة من جموح التطرف، لكن هذا الحال لا يدوم ولا يصلح كاستراتيجية ثابتة مستقبلاً. وفي هذه الأثناء، في المشهد الأوروبي الأوسع، ثمة مشاكل يتوقع أن تظهر بصورة أجلى في غياب الثقل الألماني العاقل، منها:

1- «التقاعد» الأميركي عن لعب دور مسؤول متّزن. وهذا «التقاعد» نتاج التجاذب غير الصحي بين إدارة ديمقراطية استنسابية ترتاح إلى التسويات والانكفاء والترضية - ليس فقط على حساب الحلفاء والأصدقاء بل أيضاً على حساب المبادئ التي قامت عليها أميركا - ... ومعارضة جمهورية متشدّدة وقاصرة ومغامرة باتت تشكل خطراً على النسيج الأميركي ومؤسسات الدولة.

2- التهديد الذي يواجه الاتحاد الأوروبي نفسه، من نمو قوى التطرف فيه، ومنها قوى باتت حاكمة في دول كالمجر وبولندا، بالإضافة إلى التيارات العنصرية والشعبوية والهامشية التي تتلقى دعماً مستتراً من قوى كبرى.

3- الدور الروسي المتزايد في ظل عودة موسكو إلى لعب دور الاتحاد السوفياتي السابق، مستفيدة من الانكفاء الأميركي عن القارة ومنطقة الشرق الأوسط، بينما توجه واشنطن المنقسمة «آيديولوجياً» على ذاتها... اهتماماً متزايداً إلى التحدي الصيني في آسيا وحوض المحيط الهادي.

4- الارتباك الظاهر على الأقل، في تعامل واشنطن مع «حلفائها» التقليديين، بمن فيهم القوى الأوروبية الاستعمارية والانتدابية، في عدد من النقاط الإقليمية الساخنة كأفريقيا والشرق الأوسط. ولا شك هنا بوجود حسابات معقدة في مناطق بات فيها لكل من بكين وموسكو مواضع قدم ونفوذ اقتصادي وجيوسياسي، بجانب الطموحات الاقتصادية. ولئن كان النفط والأسواق عنصرين مهمين في حسابات «التطبيع» الغربي مع إيران، ففي مخطط «الحزام والطريق» الصيني وأنابيب الغاز الروسية، وبوكسيت غينيا وليثيوم أفغانستان... مؤشرات إلى التحديات المقبلة أمام الغرب في غياب قيادات تاريخية عاقلة وذات توجهات استراتيجية مسؤولة وأخلاقية في آن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا ينتظر العالم في حقبة ما بعد ميركل ماذا ينتظر العالم في حقبة ما بعد ميركل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib