بريطانيا أيام سياسية صعبة على المسلمين والعرب
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

بريطانيا: أيام سياسية صعبة على المسلمين والعرب

المغرب اليوم -

بريطانيا أيام سياسية صعبة على المسلمين والعرب

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

الأيام التي نعيش ليست فترةً سعيدةً بالنسبة للمعتدلين والانفتاحيين وأصحابِ النيات الطيبة ودعاة التفاهم والحوار في بريطانيا. وهي سيئة فعلاً على المسلمين والعرب، الذين كانوا وما زالوا، يسعون إلى الاندماج في بيئة اقتنعوا على مرّ الأيام بأنَّها تحترم مشاعرهم وأفكارهم... ما داموا هم يحترمون سيادتَها وهويتَها وخصوصياتِها وتقاليدَها السياسية.

حتماً، العيش في بلدٍ ما يستوجب، بالأخص، على المهاجر أن يحترمَ البيئة التي اختار بمحض إرادتِه أن ينتسبَ إليها، وعلى اللاجئ أن يحفظَ الجميل للبيئة التي احتضنته عندما قست عليه ظروفُ وطنه... أو خسر ذلك الوطن.

وهنا لا حاجة للذهاب بعيداً في تعداد عواملِ الانجذاب إلى بريطانيا، وكلها وجيهة. ولكن يكفي أنَّ حياةَ بريطانيا السياسية، منذ مطلع القرن العشرين على الأقل، كانت أكثرَ سلاسة وأماناً وتسامحاً منها من قريناتها من الدول الأوروبية الأخرى.

ثم إنَّ الحركاتِ الراديكالية المُعادية للأجانب ظلت إلى حدٍ بعيد حركاتٍ هامشية، بعكس نجاح تلك الحركات في دول أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وهذا بجانب أن روحَ «المؤسسات» في البلاد حالت دون نشوءِ أنظمةٍ ديكتاتورية كحال إسبانيا والبرتغال، ولبضعِ سنوات عجاف اليونان أيضاً.

ومن جهة ثانية، فإنَّ تداولَ السلطة، كما أثبتت التجارب، لا يضمن وجودَ وحدة الأولويات داخل الأحزاب الرئيسة. وحقاً، استوعب الحزبان الكبيران، حزب المحافظين وحزب العمال، العديدَ من الأجنحة ذات الأولويات المختلفة... سواءً على صعيد السياسات الاقتصادية أو مستوى التدخل الحكومي و«دولة الضمانات الاجتماعية». وأيضاً، كانَت ولا تزال هناك اختلافات - تكبر وتقل، وتبرز وتخبو - على صعيد السياسات الخارجية، من المواجهات العالمية «الساخنة» إلى قضايا الهجرة واللجوء.

الأسبوع المنقضي شهد انتخابين فرعيين مهمين، ولننظر في المشهد السياسي العام...

يقود اليوم حزب المحافظين الحاكم التيار اليميني (الثاتشري) المتشدّد بعد القضاء شبه المُبرم على التيارات المعتدلة، وأبرزها تيار التكامل الأوروبي. ولكن تأكد الآن أنَّه حتى القيادة اليمينية المتشددة ما عادت تشفي غليلَ قطاع مهم من غُلاة اليمين والانعزاليين الذين قادوا الضغوط الهادفة إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. فقد قرّر هؤلاء تأسيس حزب «الإصلاح» («الانسحاب» سابقاً) ومنازعة المحافظين الشارع السياسي اليميني.

وخلال الأسبوع، أثبت «الإصلاحيون» حضورهم في الانتخابين الفرعيين اللذين خسر المحافظون مقعديهما اللذين كانا «آمنين» لهم سابقاً، وحصل «الإصلاحيون» على أكثر من 10 في المائة من الأصوات. وهذه النتيجة، بلا شك سيئة جداً لقيادة الحزب الحاكم بغض النظر عن المبرّرات، لأنها:

أولاً، تُضعِف الثقة بالقيادة نفسها، بعدما بدّل الحزب 3 زعماء ورؤساء حكومات منذ عام 2019. وثانياً، لأنَّها تقسم أصوات اليمين بين حزبين متنافسين في انتخابات مفتوحة ضد بدائل مقبولة انتخابية.

والأسوأ، أنَّ قوة الدفع ما عادت في صالح المحافظين، الذين - توضيحاً لمدى حرج موقفهم - خسروا حتى الآن 10 انتخابات فرعية في عمر البرلمان الحالي وحده. وهذا أسوأ سجلّ لأي حكومة بريطانية خلال السنوات الخمسين الأخيرة.

في المقابل، على «الضفة» العمالية، حقّق حزب العمال بالأمس تحت زعامة السير كير ستارمر انتصارين كبيرين لا جدال حولهما. وهذا، مع أنَّ إحصاء الأرقام وحده قد لا يعطي الصورة الكاملة، كونه قد لا ينطبق على أجواء الانتخابات العامة، ولا يؤكد نسبتي الممتنعين عن التصويت أو الراغبين في «تصويت تكتيكي» ضد المحافظين.

انتصار العمال المزدوج هذا جاء بعد أسبوعين عاصفين مرّا على الحزب، وظهرت فيهما من جديد الانقسامات الجدّية بين التيار «البراغماتي» والتيار «اليساري». وكان السببان الرئيسان: تراجع ستارمر عن التزامات في السياسة الاقتصادية أغضبت اليسار. وتأييده شبه الكامل لـ«حرب التهجير» الإسرائيلية في قطاع غزة، وهو موقف جيّش ضده نسبة عالية من المسلمين والعرب، نواباً وأعضاء مجالس محلية... وناخبين طبعاً.

«الفترة السيئة» بالنسبة للمسلمين والعرب، التي بدأت بها كلامي، أتوقَّع أن تكون سيئة «يميناً» و«يساراً».

«يميناً» لأنَّ هامش الاعتدال في حزب المحافظين يتلاشى. وبالتالي، فما هو مطروح أمام الناخب المحافظ المسلم والعربي هو إما تأييد حزب «الإصلاح» أو دعم تيار داخل حزب المحافظين نفسه سيكون أكثر انعزالية وعداءً للمهاجرين والأجانب درءاً لخطر «الإصلاحيين»... والمزايدة عليهم.

أما «يساراً»، فإنَّ التبنّي المُطلق للقيادة العمالية للخيار الإسرائيلي، ينذر بتضييق أكبر على الناخب العمالي المسلم والعربي. بل إنَّ القيادة، التي ذهبت بعيداً في استخدامها تهمتي «معاداة السامية» و«تشجيع الإرهاب» لخنق أصوات الاعتراض وتهديد السياسيين اليساريين (حتى من غير المسلمين والعرب) عبر سحب ترشيحاتهم من قوائم الحزب، سترى في كسبها الانتخابات الفرعية «تزكية» لسياساتها الحالية... وأنَّه لا قيمة البتة للصوتين المسلم والعربي.

وهكذا، بجانب القضاء على القوى اليسارية القادرة على مواجهة تغوّل العنصرية الجديدة... سيُزال أي ثقل انتخابي لأكبر أقلية دينية في البلاد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا أيام سياسية صعبة على المسلمين والعرب بريطانيا أيام سياسية صعبة على المسلمين والعرب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 23:15 2025 الأحد ,27 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
المغرب اليوم - روبيو يحدد

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib