بريطانيا على أبواب «شتاء سخط» آخر
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

بريطانيا... على أبواب «شتاء سخط» آخر؟!

المغرب اليوم -

بريطانيا على أبواب «شتاء سخط» آخر

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

تختلف ظروف دول العالم ومواردها ومتانة تحالفاتها ومناعتها، إلا أن الأزمات العالمية العابرة للحدود لا توفّر أحداً.
ثمة دول قد لا تعاني كغيرها، طبعاً، إلا أن ملامح الأزمة المعيشية التي تهدد حتى بعض أغنى دول العالم خلال الأشهر القليلة المقبلة صارت حديث الساعة. وهذا ما هو حاصل في بريطانيا مثلاً؛ حيث تغيرت معطيات كثيرة في السنوات العشر الماضية.
وأبرز هذه المعطيات الخروج من «الاتحاد الأوروبي» مع كل ما في هذه الخطوة من تداعيات على المديين المتوسط والطويل. ثم تأثير جائحة «كوفيد-19»، وطبعاً قبل أشهر قليلة، الحرب الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية أوروبياً وعالمياً.
اليوم، عندما يتناظر وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تراس، المرشحان المتنافسان على زعامة حزب المحافظين الحاكم، وبالتالي، رئاسة الحكومة، فإنهما يجدان نفسيهما أمام تحدٍّ حقيقي.
فهما من ناحية، حريصان على إرضاء القاعدة الشعبية اليمينية للحزب الذي أعادت سنوات مارغريت ثاتشر (1979- 1990) صياغة أولوياته الآيديولوجية. ولذا يبذل كل منهما قصارى جهده في دغدغة مشاعر الانعزال ورفض المهاجرين، وتقليص دور القطاع العام وفق «التعاليم الثاتشرية».
ومن ناحية ثانية، يدرك كل منهما أن عليه احترام وعوده لمحازبيه بعد تسلم دفة القيادة -إذا فاز/ فازت- ومواجهة بدائل الأحزاب المنافسة في الوسط واليسار، ولكن من دون أن يخسر أصوات الناخبين غير المُلتزمين الذين لا بد من كسب أصواتهم إذا قُيّض لليمين الاحتفاظ بالحكم.
البريطانيون يعرفون جيداً أن الهالات التاريخية لا تشفع للقادة الكبار عندما تخيّم على البلاد أزمات اقتصادية ومعيشية كبرى. ولا دليل أقوى على ذلك من خسارة «بطل الحرب» وينستون تشرتشل أول انتخابات عامة في صيف 1945، أي سنة انتصار الحلفاء التاريخي في الحرب العالمية الثانية.
يومذاك، كانت الأمة قد قدّمت تضحيات بشرية واقتصادية وتنموية هائلة. ولكن بعدما صمتت المدافع صار من حق المواطن أن يتوقع من دولته أن تُعيد له بناء حياته، من تأمين الغذاء والتوظيف والإسكان... إلى إعادة التأهيل وشبكة الأمان الصحية. وفعلاً، مع تبدل الأولويات، بدأ الاستثمار بهذا المواطن الصبور والشجاع الذي قدّم شبابه وقوداً في الحرب، وصبر على سنوات من الحرمان والتدمير بلا تردد أو تبرّم.
لقد أعاد العمال بقيادة كليمنت أتلي تحديد المطلوب. وتحت حكمهم جرى تفعيل «دولة الضمانات» والاستثمار بالمواطن -بصحته وتعليمه وتوفير العمل له ولقمة العيش الكريم لعائلته- بصورة لا تختلف كثيراً عن «الصفقة الجديدة» (بين 1933 و1939) التي طرحها الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت على الأميركيين، بعد كارثة «الكساد الكبير» خلال عقد العشرينات من القرن الماضي.
مع حُكم العمال، أُسّست «خدمة الصحة الوطنية» عام 1948 لحماية صحة المواطن بتمويل من الدولة التي بين أهم مواردها أموال الضرائب. وما تحقق على الصعيد الصحي، تحقّق مثله على صعيدَي التعليم والتوظيف وتعويضات البطالة، في مجتمع بدا متقبلاً التضحيات الضريبية والدور الكبير للقطاع العام، لسببين رئيسين:
الأول، أن المواطن كان قد صبر على ما هو أكثر إيلاماً من الضرائب إبان سنوات الحرب (1939- 1945). وعليه، ما كان ليتردد في قبول «التدخل الحكومي» الذي هو بحاجة له ولشبكة أمانه، وما دام مردود الضرائب سيذهب لصالحه.
والثاني؛ لأن ويلات الحرب ومعاناتها زرعت في الشعب روحاً من التضامن الاجتماعي، تطورت إلى ثقافة شعبية تحترم دور «الدولة» وتثمنه، فلا تعتبرها دخيلة على الشعب أو تهديداً لحريته.
ظلت هذه هي الحقيقة لفترة طويلة. بل حتى عندما قامت «ثورة اليمين» بقيادة مارغريت ثاتشر من أجل تدميرها، بقيت بعض «موروثات» حقبة أتلي فوق مستوى الانتقاد والنقض.
وحتى اليوم، عندما «تتشاطر» قيادات المحافظين الراديكالية، فتتفنن في إنهاك «خدمة الصحة الوطنية» وإضعافها تمهيداً لإنهائها، فإن هذه القيادات لا تجرؤ على إعلان نيتها بصراحة؛ بل نراها تضلل الرأي العام زاعمة أن «إصلاحاتها» (أي حرمان «خدمة الصحة الوطنية» من الموارد) إنما تهدف إلى زيادة نجاعة «الخدمة» وتخليصها من الترهّل المزمن.
صراع زعامة المحافظين راهناً يدور بين وزيرين من «صقور» اليمين يتسابقان على أصواته، ولكن -في الوقت نفسه- يعلم كل منهما أنه بعد حسم المعركة الحزبية هناك المعركة الأهم والأخطر، أي الانتخابات العامة. وهنا، على المحافظين توقع الأسوأ، والاضطرار إلى تقديم تنازلات كبيرة من «دوغماتيتهم» من أجل توسيع قاعدة جذبهم، ما لم تتغير نتائج استطلاعات الرأي والمعطيات الاقتصادية المقلقة.
فالانتخابات العامة تخاض على مستوى بريطانيا كلها، لا في معاقل حزب معيّن أو على مستوى حركييه. وبالتالي، تدرك تراس أو سوناك ضرورة التخفيف من غلوّ الشعارات والوعود التي يستبعد كثيرون أن تُحسِّن من موقف الحزب السيئ في استطلاعات الرأي، لا سيما إذا عاشت بريطانيا «شتاء سُخط» آخر على غرار شتاء أواخر 1978 ومطلع 1979 في عهد حكومة جيمس كالاهان العمالية، قبل فوز المحافظين في مايو (أيار) 1979.
بالأمس، قرأت تقريراً صحافياً عن الأزمات المعيشية الحادة المرتقبة خلال الأشهر الأخيرة من العام الحالي، فيه معلومات لافتة؛ من أبرزها أن «بنك إنجلترا» المركزي رفع سعر الفائدة من 1.25 في المائة إلى 1.75 في المائة، في محاولة لكبح الارتفاع الكبير في الأسعار، وحذّر من أن البلاد ستدخل في كساد هذه السنة. كذلك توقع البنك انكماش الاقتصاد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2022، واستمرار هذا الانكماش حتى نهاية عام 2023، وكما هو متوقع كان في طليعة الأسباب ارتفاع أسعار الغاز بنتيجة الحرب الأوكرانية.
هنا أتذكر جيداً موقفاً لرئيس الوزراء البريطاني العمالي الأسبق غوردن براون، إبان الأزمة المالية الكبرى التي هزّت العالم عامي 2007 و2008. حينذاك، دفع براون قادة العالم إلى تدخل الحكومات لإنقاذ المصارف والنظام المالي العالمي، مشدداً على أن «آليات السوق وحدها عاجزة عن إنقاذ الاقتصاد في مثل هذه الأزمات».
وهذا ما جعل اقتصادياً أميركياً يحمل جائزة نوبل، يتساءل في مقالة في خريف 2008 بعنوان «هل أنقذ غوردن براون النظام المالي العالمي؟»، ثم أجاب بأن براون ووزير خزانته أليستر دارلينغ «حددا طبيعة الجهد الإنقاذي العالمي، تاركين دول العالم الغنية تلهث خلفهما».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا على أبواب «شتاء سخط» آخر بريطانيا على أبواب «شتاء سخط» آخر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib