المقابلة

المقابلة

المغرب اليوم -

المقابلة

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

قبل أن تبدأ في أميركا أزمة الصحافة اليومية في التسعينات، بدأت أزمة الصحافة الدورية الكبرى. وشعرت الولايات المتحدة أنها سوف تخسر جزءاً من تراثها الفكري والتاريخي، إذا ما اضطرت المجلات الكبرى إلى الإغلاق. لكن حيث النشر مسألة خاصة لا رسمية، لم يكن في إمكان الإدارة التدخل. ولذلك تدخل كبار المتمولين المستقلين في حالتين فقط: مجلة «نيويوركر» ومجلة «ذي أتلانتك مانثلي». واشترت مجموعة من رجال الأعمال حصة كبرى في المجلتين، استمرت في إصدارهما من خلال إدارتين جديدتين، أعادتهما إلى صدارة صحافة الفئة الأولى.
كانت «ذي أتلانتك مانثلي» قائمة في الذاكرة الأميركية أنها التي تتبنى دعم الخيار الصحيح في معركة الرئاسة، بصرف النظر عن انتماء المرشح. وكان أول وأشهر رجل تبنت ترشيحه، هو أيضاً أشهر رئيس في تاريخ البلاد: أبراهام لنكولن.
تغيرت صيغة «الأتلانتك» قليلاً في الشكل، وبقيت مكانتها في ساحة النخب مع ارتفاع شديد في التوزيع. وهي تبيع الآن ما يقارب نصف مليون عدد من النسخة الورقية وحدها كل شهر. والرجل الذي كان وراء النهضة الجديدة للمجلة المستمرة منذ منتصف القرن التاسع عشر، هو أيضاً، رئيس تحريرها الشهير جيفري غولدبرغ.
يكتب غولدبرغ كل شهر مقابلة مع الشخصية التي تدور حولها الأحداث، متفرداً بطرح الأسئلة التي تدور في عقل النخب السياسية والفكرية والاقتصادية، والتي تشكل الرصد الموضوعي للاتجاهات الرئيسية في العالم. وبدورها تترقب هذه النخب أصداء وردود الفعل على المقابلة وانعكاساتها وما دار حولها في المجتمع والصحافة الأميركية، وتالياً، العالمية.
المقابلة مع الأمير محمد بن سلمان، كانت الأكثر أصداء ومتابعة منذ شهور عدة. أعرف ذلك لأنني أقرأ «الأتلانتك» منذ 50 عاماً على الأقل. وهي، مع «نيويوركر»، جزء من طقوسي في قراءة قضايا السياسة ومسائل الأدب والفكر والفنون.
قدمت «الأتلانتك» لقرائها وللرأي العام والدوائر السياسية حول العالم، رجل دولة لا وقت لديه للكلام المنمق والتصريحات التي لا تقول شيئاً. وما من سؤال ممنوع ولا من جواب إلا واضح ومباشر، وعند الحاجة مفصل. وفي اعتقادي أن ما من زعيم عربي خاطب الأميركيين بمثل هذه الصراحة ومثل هذا الوضوح: هذه هي الدولة السعودية اليوم. هذا موقفها وهذا نهجها، وهكذا تفكر وتخطط وترى، إلى التحديات الجوهرية الواردة مفصلة في رؤية ولي العهد. وسوف تظل المقابلة موضع درس وتعليق في صحافة العالم إلى فترة طويلة، فهي لم تعتد على هذا النوع من الحوارات مع القادة العرب. مرة أخرى يعرض ولي العهد، أو يشرح في العمق، المعاني الجوهرية للتطور التاريخي الحاصل. الدول والأمم والشعوب التي تتوقف عن التقدم، تفقد شيئاً من ألمعية البقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقابلة المقابلة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - 6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها

GMT 04:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث الفلكية للأبراج هذا الأسبوع

GMT 10:33 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المعدل الطبيعي لفيتامين "B12" وأعراض نقصه

GMT 22:42 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق الأسهم الأميركية يغلق على انخفاض

GMT 05:44 2022 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط في المعاملات المبكرة الجمعة

GMT 22:31 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

المغرب يتسلم 4 طائرات أباتشي متطورة

GMT 14:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

والد صاحبه الفيديو الإباحي يخرج عن صمته و يتحدث عن ابنته

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 08:54 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رابطة حقوقية تدين احتلال إسبانيا لأراضٍ مغربية

GMT 03:10 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 7 أماكن في جمهورية البوسنة والهرسك

GMT 07:59 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الرئيس الأميركي يعين مارك إسبر وزيرًا للدفاع

GMT 21:53 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتعي بعطلة ساحرة وممتعة على متن أفخم اليخوت في العالم

GMT 08:33 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حالة الاقتصاد الروسي تعكس تراجع مؤشر ثقة قطاع الأعمال

GMT 01:47 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة أميركية تؤكد أن ثرثرة الأطفال دليل حبهم للقراءة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib