حقائق

حقائق

المغرب اليوم -

حقائق

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

تبدأ الآن في صحفنا وصحف العالم الكتابات حول أهم أحداث السنة المنصرمة، وتوقعات السنة المقبلة. طبعاً ما سيأتي مبني على ما قد مضى. والأفضل لنا جميعاً البقاء في دائرة الوقائع والحقائق لأن كل ما عدا ذلك ضرب في الرمل. وكل مرة نخترع لأنفسنا بصارة عمياء في بلغاريا، أو ناسكاً إغريقياً في جبل آثوس، أو نحاول القراءة في دفتر هنري كيسنجر، ونتسلى.
يتوقف كثير من تقييمك للأحداث على موقعك منها، أو موقعها منك. كل شيء نسبي في حياتنا سواء قالها راعي الشاة في القرية أو السيد آينشتاين. وأحب الناس إليك أكثرهم نفعاً لك. ربما كان طه حسين أغنى عربي في امتلاك المفردات. لكنه يستخدم بعضها بوتيرة توحي كأنه لا يملك سواها. منها نفع ينتفع ويوكل ويتوكل. وكان هذا الرجل العظيم ناقداً هائلاً وكان ذواقة في الحياة وفي الأدب، غير أنه هو طه حسين الذي قال إن عباس محمود العقاد أهم، شاعراً، من شوقي، وأن خليل مطران كبير الشعراء، وبمثل هذا القول لا هو انتفع ولا الأدب الذي جُعل عمدة عليه.
باختصار، الحقائق وحدها تدوم، سواء كان القائل في حجم طه حسين، الذي لم يخلُ من المزاجات والنزق، أو من أصحاب الانتفاعات الخاصة على مدى الدهور.
إلى عقد مضى كانت الصين أبعد عنا في العالم. لا أحد يعرف لغتها وعاداتها وآدابها وعلومها، أو الكثير من تاريخها. وقد أفقنا فجأة هذا العام، فإذا بهذا العملاق الهائل يجالسنا ويشرب الشاي في الرياض أخضر مكثفاً بدل الشاي بالياسمين الذي طالما اعتاد عليه. وها نحن نتعلم ونعرف المزيد عن الصين كل يوم، ونقترب منها حتى تكاد تصبح على رمية حجر في الصناعة والتجارة والمودات. وما عادت تسعى إلى صداقاتنا، أو تكتفي بعلاقات حسنة، بل ها هي تطل من الرياض مرة واحدة شريكة كاملة في السياسة وفي الاقتصاد وفي جميع أبواب التعاون.
من أين يمكن أن نبدأ في عرض السنة الماضية، من حيث الأهميات؟ لطالما كانت أهمياتنا في الماضي محشوة. لا تنفع أحداً ولا تفيد أحداً، وإنما سلسلة من المضار المتعاقبة والفشل المتلاحق. الأمور تصحح نفسها الآن، وقد تجاوزت عناصر التفاؤل مكدسات الأذى، سواء ما اعتدنا أن نُلحق بأنفسنا، أو ما اعتدنا أن يلحقه الآخرون بنا.
إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقائق حقائق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:28 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025
المغرب اليوم - لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025

GMT 14:30 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

بورصة مسقط تسجل تراجعًا في قيمة التداول بنسبة 30.7%

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 21:14 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

"غوغل" تطلق وحش الذكاء الاصطناعي السريع Gemini 2.5 Flash
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib