المرأة ثائرة وسائقة تاكسي

المرأة... ثائرة وسائقة تاكسي

المغرب اليوم -

المرأة ثائرة وسائقة تاكسي

سمير عطاالله
بقلم : سمير عطاالله

أثار الزميل حازم صاغية يوم الأحد الماضي مسألة الخلاف الذي ظهر أخيراً بين مقتدى الصدر والمرأة العراقية التي نزلت إلى التظاهر في بغداد. فقد استنكر السياسي العراقي من مقرّه الحالي في طهران، المشاركة النسائية في العمل السياسي، وكان قد استنكر من قبل مشاركة الرجال وأفلت عليهم القناصين في مدينة كانت تعرف في أزمات أخرى بعاصمة الرشيد ومركز الحضارات. ولا شكّ في أن موقف الصدر من المرأة ثابت؛ متظاهرة أم مختبئة، بعكس جميع مواقفه الأخرى، من تحولات العراق ومتغيرات الزمان. المرأة والتظاهر، أو المرأة والثورة، أو المرأة والسياسة، قضية طفت على السطح في مجتمعات كثيرة محافظة مثل الجزائر، أو ليبراليّة مثل لبنان. والظاهرة ضمن الظاهرة، أن جزءاً كبير جداً من النساء المعترضات، كن من المحجبات: من طرابلس التقليدية، إلى صيدا، إلى بيروت الأكثر تحرراً في العادة من سواها. اعتقادي أن المرأة رأت نافذة كبرى فأطلّت منها. والموقف القديم منها شائع وسائد في كل الحضارات والثقافات؛ الدينية وغيرها. ويرى المؤرخ البريطاني اليساري إريك هوبزباوم أن «ديانات كبرى ترتاب في المرأة وتصرّ بصورة قاطعة على منزلتها الدونية، وبعضها، مثل اليهود، يقصي المرأة إقصاءً تاماً تقريباً عن شؤون العبادة الدينية». تتحيّن المرأة فرصها في الحالات الوطنية أو السياسية العامة. ولنا في المجتمع الجزائري مثالان تردد اسماهما في الآونة الأخيرة: جميلة بوحيرد، بطلة الاستقلال التاريخية، واليسارية لويزا حنون. لا أنسى ما قالته جميلة بوحيرد قبل سنوات في باريس عندما روت أنها مسافرة إلى نيويورك لزيارة ابنتها وتعليم أحفادها القرآن: «معقول أحفاد جميلة بوحيرد ما يحفظوش القرآن». لا تجد سيدتنا الرائعة حرجاً في الإيمان والعمل الوطني الجماعي. ومن حُسن الأخبار أن مقتدى الصدر أعلن حلّ ميليشياته الزرقاء قبل أن تكمل مهمتها في قنص المُطالِبات بإنقاذ العراق من جحيم الفساد. وهو ما نزلت إلى الشوارع بسببه نساء الجزائر ونساء الخرطوم ونساء لبنان في مدنه وقراه وسهوله وجباله. من الصعب سدّ الطرق أمام البشرية. ودائماً هناك باب يفتح المستقبل: في العمل الوطني، في حقل العلم، في الاقتصاد، في الطب وخصوصاً في المبرات. كلّما كبر هذا العالم احتاج إلى الشريعة الإلهية بوجود زوجين كما في حكمة سيدنا نوح. كتبت هذه الكلمات ليس بسبب ميليشيات مقتدى الصدر. فليأخذ الرجل وقته، وما من أحد مستعجل على سلام العراق وانتهاء مأساته. كتبتها لأنني شاهدت أمس بالذات سيدة محجبة تقود سيارة تاكسي في بيروت. لا لأن المرأة تحررت؛ بل لأن الظلم السياسي استعبدها هي أيضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة ثائرة وسائقة تاكسي المرأة ثائرة وسائقة تاكسي



GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر

GMT 17:49 2016 الجمعة ,24 حزيران / يونيو

توقيف شاب وفتاة يمارسان الجنس نهار رمضان في فاس

GMT 12:27 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله العروي يطرح كتابًا جديدًا بعنوان "الفلسفة والتاريخ"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib