فئة التيوس

فئة التيوس

المغرب اليوم -

فئة التيوس

سمير عطاالله
بقلم : سمير عطاالله

سوف يُذكَر وباء كورونا بعد القضاء عليه تحت عناوين كثيرة. وسوف تُدرَّس أعراضه ومسبباته وظروفه ومناخات نشوئه، وكيفية الوقاية منه وإيجاد لقاح له، تماماً كما عُثِرَ من قبل على الأوبئة الكارثية التي ضربت البشرية، مثل الجدري والكوليرا والهواء الأصفر والإنفلونزا، والتي ظهرت دائماً في بيئة ملوّثة بالأوساخ، التي هي سماد الجراثيم القاتلة والأمراض وقِصر الأعمار. ولم تتغيّر نسبة الأعمار في الجنس البشري، إلا مع ازدياد النظافة وأدواتها وتحسّن البيئة.

لكن الدرس الأكثر أهمية للكارثة الصينية لن يكون طبياً ولا علمياً ولا غذائياً ولا استمرار شعب غير جائع في تناول حساء الخفافيش. الدرس سوف يكون في كيفية التوقّي من التيوس. وكيف للأمم أن تحمي نفسها من العقل الأقرب في تركيبه إلى عناد تيس الماعز الذي يجرّ القطيع خلفه إلى الحافات الخطرة، ولا يميّز العشب السام من العشب الصالح.
حاول الطبيب لي وينليانغ تحذير سلطات ووهان من جرثومة تشبه وباء السارس، تهدد الولاية. لكن أحد تيوس المقاطعة أمره بالسكوت وعدم نشر الذعر، فكان أن انتشر كورونا وانتشر معه الموت في الصين وأنحاء العالم، وتكبّد الاقتصاد الصيني واقتصادات كثيرة أخرى ما يكفي لإطعام جوعى العالم. والاستغناء عن حساء الخفافيش، المعروفة أيضاً بالفئران الطائرة.
غباء مسؤول واحد أو أكثر يؤدي إلى كارثة عالمية. يكون الغباء أكثر ضرراً عندما يكون صاحبه أكثر عناداً. وفي أي حال، العاقل لا يمكن أن يكون عنيداً. العاقل يتمهّل ويصغي ثم يقرر. قال لي مرة ضابط بسيط من رجال الدرك إنه يفترض البراءة في جميع المعنيين، حتى الذين مائة في المائة يوقن بمسؤوليتهم الجرمية.
كم من المؤسسات المالية الكبرى سقطت في التاريخ بسبب عناد مسؤول فيها. لكن المأساة وقعت. ولذلك قالت الحكمة المتوارثة عبر التاريخ «إن درهم وقاية خير من قنطار علاج». ولو أن الطبيب وينليانغ وقع على مسؤول من فئة العقلاء في ووهان لكان وفّر على بلاده ودولته ودول العالم مضاعفات القرار الوحيد الذي فكّر فيه ذلك التيس: إياك أن تخبر أحداً بالأمر، لا نريد نشر الذعر في ووهان. وكاد يكمل، نريد نشر الموت والهجرة الكبرى والعداء بين الناس، بحيث لا يعود الجار يقبل التحية من جاره. ولا نعرف إذا كان ذلك المسؤول لا يزال حياً. في العادة أمثاله يشنقون أنفسهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فئة التيوس فئة التيوس



GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
المغرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر

GMT 17:49 2016 الجمعة ,24 حزيران / يونيو

توقيف شاب وفتاة يمارسان الجنس نهار رمضان في فاس

GMT 12:27 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله العروي يطرح كتابًا جديدًا بعنوان "الفلسفة والتاريخ"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib