لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة امرأة بين الزعماء

لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة: امرأة بين الزعماء

المغرب اليوم -

لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة امرأة بين الزعماء

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

كانت مارغريت ثاتشر (مواليد 1925) تتحلق مع أفراد عائلتها حول جهاز الراديو للاستماع إلى خطابات رئيس الوزراء وينستون تشرشل، خلال معركة بريطانيا في الحرب العالمية الثانية.
في عام 1979، ورثت تاتشر في بريطانيا قوة إمبريالية سابقة سادتها أجواءٌ من الإذعان المنهك على خلفية خسارتها امتدادها العالمي وتراجع أهميتها الدولية. وقد بثت نبضاً جديداً في بلادها من خلال الإصلاح الاقتصادي والسياسة الخارجية التي قامت على التوازن بين الجرأة والحذر.
استخلص جميع القادة الستة من حرب الثلاثين عاماً بنسختها الثانية استنتاجاتهم الخاصة، بشأن العوامل التي جعلت العالم يضل السبيل، فضلاً عن إدراك حيوي بأنه لا غنى عن القيادة السياسية الجريئة - والطموحة. يذكرنا المؤرخ أندرو روبرتس، بأنه رغم أن الفهم الأكثر شيوعاً لـ«القيادة» يشير ضمناً إلى خير متأصل، القيادة هي في الواقع «محايدة تماماً أخلاقياً لأنها قادرة على أن تقود البشرية إلى لجة الهاوية أو تسير بها إلى المرتفعات التي تغمرها أشعة الشمس. إنها قوة متقلبة من السلطة المرعبة». وينبغي علينا أن نسعى جاهدين لتوجيهها نحو غايات أخلاقية.
معظم القادة ليسوا رؤيويين، بل هم إداريون. في كل مجتمعٍ وعند كل مستوى من مستويات المسؤولية، ثمة حاجة إلى مشرفين يعملون بصورة يومية لتوجيه المؤسسات الموكَلة إلى عنايتهم. لكن في مراحل الأزمات - سواءً كانت حروباً، أو تغييراً تكنولوجياً سريعاً، أو تفككاً اقتصادياً حاداً، أو اضطرابات آيديولوجية - قد تكون إدارة الستاتيكو أخطر المسارات على الإطلاق. في المجتمعات المحظوظة، تشهد مثل هذه الأزمنة بروز قادة تحوليين. ويمكن تصنيف تمايزهم في نوعين مثاليين: رجل الدولة والنبي.
يدرك رجال الدولة الذين يتمتعون ببعد النظر أن مهمتين أساسيتين تقعان على عاتقهم. الأولى هي صون مجتمعهم من خلال التحكم في الظروف بدلاً من الخضوع لها. يتبنى هؤلاء القادة التغيير والتقدم، فيما يحرصون على احتفاظ مجتمعاتهم بإدراكها الأساسي لخصائصها عن طريق التطوير الذي يشجعونه داخل هذه المجتمعات. والمهمة الثانية هي ضبط الرؤية عبر اقترائها بالحذر، مع توليد انطباع بأن هناك حدوداً. يتحمل هؤلاء القادة المسؤولية ليس فقط عن أفضل النتائج، إنما أيضاً عن أسوأها. ويكونون عادة مدركين للآمال العظيمة الكثيرة التي تبددت، والنيات الطيبة الوافرة التي لم تتحقق. ويدركون أيضاً أن الأنانية وجوع السلطة والعنف صفاتٌ بشرية ثابتة ومعاندة. في ذلك التعريف للقيادة، ينزع رجال الدولة إلى التحوط من إمكانية أنه حتى الخطط الأفضل إعداداً قد يكون مصيرها الإخفاق، أو أن الصياغة الأكثر بلاغة ربما تحجب دوافع خفية. ويميلون إلى الارتياب في مَن يشخصنون السياسة، لأن التاريخ يعلمنا أن هشاشة الهيكليات رهنٌ بالأفراد إلى حد كبير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة امرأة بين الزعماء لماذا اختار كيسنجر هؤلاء القادة امرأة بين الزعماء



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 21:09 2015 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من اختفاء الأنهار الجليدية في النمسا

GMT 03:57 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

هزتان أرضيتان تضربان محافظة السليمانية في العراق

GMT 16:19 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 08:06 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

سحر طنجة يجذب رسامي الاستشراق في القرن التاسع عشر

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:53 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

مطاعم في دبي تطير بك إلى بلدان مختلفة

GMT 19:47 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"عسكري" سابق يقتل شاب دفاعًا عن بن عمه في إقليم "خنيفرة"

GMT 00:40 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان خليل تُؤكِّد مُشاركتها في"رأس السنة"و"كازابانكا"

GMT 08:41 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

تعرفي على فوائد الذرة للوقاية من الأمراض

GMT 06:44 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"Jimbaran Outdoor" وجهتك المثالية لقضاء وقت ممتع

GMT 08:13 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

علماء يتوصلون لشظايا نيزك يبلغ طوله 6 أقدام

GMT 12:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

مولودية وجدة لكرة الطاولة تحقق تحقق انتصارًا ثمينًا

GMT 21:05 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

وفاة لاعب نادي الشمس والأعضاء ينظمون وقفة احتجاجية

GMT 04:08 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"سيفورا" تقدم مجموعة مكياج Minnie Beautyلموسم 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib