مدونة الحرب والغياب

مدونة الحرب والغياب

المغرب اليوم -

مدونة الحرب والغياب

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

لا اسم نهائياً لها بعد. هل هي حرب، أم كارثة، أم زلزال، أم دمار، أو تقويض، أو إفناء، أو جنون، ومدون في مهرجان القتل؟ فلنسمها، موقتاً، حرب غزة، وحرب غزة شقت العرب على نحو مألوف ومتوقع، ووحدت الإسرائيليين مثل الحروب السابقة. وكالعادة، وضعت الولايات المتحدة في حالة تأهب كلّي إلى جانب إسرائيل، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً، لكن هذه المرة بانتقال الرئيس نفسه إلى إسرائيل، ومعه باقة من المراعاة الخجولة للعرب: النزول في تل أبيب وليس في القدس، وحديث خفور عن حل الدولتين. بما تبقى من الثانية. أو لها.

للمساعدة في العثور على مكان لدولة الحل، لجأ الإسرائيليون إلى عادة قديمة: التبرع من كيس غيرهم: اذهبوا إلى سيناء. كان ردّ الرئيس عبد الفتاح السيسي سريعاً: بل إلى النقب.

انقسم العرب بوضوح، ليس عرب الأمة، بل عرب المحاذاة والأثر المباشر، خصوصاً مصر ولبنان. في الأولى خوف من تواطؤ دولي تدفع ثمنه مصر، وفي لبنان خوف على لبنان نفسه في هلاكه الأخير. وقد أصبح الحديث عن «نهاية» لبنان على لسان سياسييه وصحافته أمراً عادياً مثل الحديث عن الرئاسة الأخيرة. الجوار الثالث والأكثر حساسية تحدث ملكه أول مرة بهذه اللهجة: لا لاجئين في الأردن ولا في مصر.

مجد العروبة كان هذه المرة غامضاً، أو ملتبساً بعض الشيء. فالحضور الإيراني كان طاغياً، وغابت شعارات العروبة في سوريا، «قلب العروبة النابض»، وفي العراق ورافديه، أي دولتي «حزب البعث العربي الاشتراكي». أما فلسطين نفسها، سبب العروبة وجوهرها ورحيقها، فقد صارت في صوتها لكنة إيرانية واضحة. أو بالأحرى مشدّدة.

الملك عبد الله الثاني لا يريد لاجئين، أي لا يريد حرباً. والرئيس السيسي منهمك في الجانب الإنساني وقوافل المساعدات. واللبنانيون منقسمون: هيك وهيك.

هذه مجرد هوامش وملاحظات يدوّنها هذه الأيام الذين يمضون الليل والنهار أمام مشاهد الملحمة الإنسانية. لم أجد الجرأة وسط هذه الأحزان على أن أكتب كلمة وداع في جيزيل خوري التي كانت تملأ التلفزيون ألقاً وحبقاً، وتملأ أعمارنا مؤانسة ومودات ورفقاً. خجلت في أن أعبر عن حزن فردي أمام هذا الحزن القومي. ولكن هذه هي الحياة. فرد وجماعة.

أعطت جيزيل خوري الحوار السياسي من غنى شخصيتها ومن ثقافتها ومن انخراطها في قضايا العرب. كانت شريكة لسمير قصير في نضاله، ومن بعده أبقت شغفه بالحرية حياً. كانت سيدة الحوار، ومحدثة الكبار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدونة الحرب والغياب مدونة الحرب والغياب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 03:56 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

الجيش السوداني يتهم حفتر بدعم هجمات الدعم السريع
المغرب اليوم - الجيش السوداني يتهم حفتر بدعم هجمات الدعم السريع

GMT 04:04 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى
المغرب اليوم - كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

الشرع يثير التفاعل بحديث رقيق عن زوجته
المغرب اليوم - الشرع يثير التفاعل بحديث رقيق عن زوجته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib