سوف ينهيها بيديه

سوف ينهيها بيديه

المغرب اليوم -

سوف ينهيها بيديه

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

الدرس الصحافي الأول لم يتغير: كن مقتضباً قدر ما تستطيع، وكن مباشراً قدر ما يمكن، وكن بسيطاً مثلما يجب. في النقاش الدائر حول الصحافة الورقية وبقائها، ينسى الجميع أن القضية الأم هي الصحافة نفسها، ورقاً أو إلكتروناً. المادة الجيدة واحدة، سواء قرأتها في الصحيفة أو على «اللاب توب». المهدد بالزوال ليس الورق والمطابع، بل الصحافي الجدي والباحث عن التقدم، والذي يدرك أنه في منافسة دائمة مع رفاقه في مهنة لا تقبل الجمود. مع تراجع الصحافة الورقية يتراجع عدد «المدارس» وعدد المعلمين. وزاد الأمر سوءاً بعد «كورونا»، أن الصحافة أصبحت تكتب من البيوت، فغابت القاعات والاجتماعات والمبادلات والعلاقة بين المحرر الناشئ وإدارة التحرير. وصار الصحافي اليوم يبدأ كاتباً بدل أن يمضي في المهنة عقداً على الأقل من الممارسة والتجربة والتعلم. ولم يعد في معظم الصحافة العربية محررون و«ريبوترز» ومحققون، بل كتبة يمثل كل منهم جهة أو رأياً أو جماعة، وهذا ألد أعداء الصحافة.
كل واحد منا لديه كُتاب يقرأهم مهما كتبوا، و«كُتاب» لا يقرأهم مهما كتبوا، لكن بعض الصحافيين الجدد لا يمكن قراءتهم حتى قسراً. واحد من هؤلاء حاولت قراءته قبل الوصول إلى السطر الخامس. وقبل أيام حاولت قراءته مجدداً لكي أعرف أين أصبح، فلم أستطع الوصول إلى السطر الثالث. فقد تبين لي أنه لا يزال مُصرّاً على إطلاعي على ما تفعله الدول في البحث عن رئيس للبنان، وأنه شخصياً يتشاور في الأمر مع جهات كثيرة لتحديد موعد الانتخاب بعد شهر أو سنة أو أكثر.
هذا الأمر البسيط يكتبه وكأنه يقتلع حجارة، أو أسناناً، أو أضراساً. وله في كل سطر خطأ لغوي من النوع الذي كان يثير في الجريدة فضيحة لا تنسى. أما الآن فالخطأ صار شائعاً وعاديّاً حتى في الصحف الكبرى التي كان بعضها يستعين للتصحيح بخريجي الأزهر.
وقبل فترة وقع خطأ فادح في عنوان مقال كاتب كبير: توقعت أن يصحح في اليوم التالي. ومر اليوم التالي، وتوالت ما بعده من أيام، وظل «المعلمو» أستاذاً. في الماضي كان الصحافي يدرس الإعلام في الجريدة، لا في الكلية. كبار الصحافيين العرب أتوا من مشارب أخرى. التابعي من المحاماة، وهيكل من كلية التجارة، وغسان تويني من الفلسفة (هارفارد). تحولوا جميعاً إلى معلمين يحاول الآخرون تقليدهم. وصدق بعض الفارغين أنفسهم. وسوف أحاول بعد أربع سنوات إذا أعطاني الله عمراً، أن أقرأ الكاتب المشار إليه آنفاً، وربما تكون الصحافة، ورقاً وإلكتروناً، قد انتهت على يديه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوف ينهيها بيديه سوف ينهيها بيديه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 09:18 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026
المغرب اليوم - ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib