هل أساء الغرب معاملة «الأيتام»
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

هل أساء الغرب معاملة «الأيتام»؟

المغرب اليوم -

هل أساء الغرب معاملة «الأيتام»

غسان شربل
بقلم : غسان شربل

هل يتحمل الغرب جزءاً من المسؤولية عما تعيشه أوكرانيا حالياً؟ وهل أساء القيادة بعد انهيار جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي؟ هل تعامل بقسوة أو استخفاف مع جروح «أيتام» الاتحاد السوفياتي؟ وهل تعامل مع روسيا التي تنام تحت الثلج مع ثروات هائلة وتاريخ مضطرب وكأنها يتيم بين أيتام متجاهلاً أنها روسيا؟ هل تناسى المنتصر أن من واجبه في منعطف استراتيجي خطر من هذا النوع أن يلتفت إلى الخاسر كي لا يتركه أمام خيار وحيد هو الإعداد للثأر؟ هل أسكر انهيار الإمبراطورية السوفياتية من دون إطلاق رصاصة الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى حد أن باراك أوباما تحدث عن روسيا كقوة إقليمية تثير المتاعب لجيرانها بسبب ضعفها لا قوتها؟ ولماذا لم تتوقف واشنطن عند نصائح فرنسا وألمانيا بالتعقل في موضوع توسيع حلف «الناتو» وعند تحذيرات كيسنجر وبريجينسكي من مخاطر تحريك البيادق في اتجاه روسيا؟
غداة انهيار الاتحاد السوفياتي راودتني فكرة «أيتام» الاتحاد السوفياتي. حملت هذا السؤال إلى عدد من الشيوعيين العرب وأكتفي هنا بما سمعته من اثنين منهم.
في سجن كوبر في الخرطوم تحلّق كبار السجناء حول شاشة التلفزيون. كانت الأخبار مثيرة. لقد انهار الاتحاد السوفياتي. رجل واحد لم يستطع إخفاء مشاعر الشماتة لديه. إنه الدكتور حسن الترابي. عبّر صراحة عن ابتهاجه بسقوط «الشيطان الأكبر» ولم يتردد في الإيحاء أن زمن الإسلاميين قد بدأ. سمعتُ هذه القصة من التيجاني الطيب أحد مؤسسي الحزب الشيوعي السوداني الذي اعترف أن خبر الانهيار السوفياتي كان «قاسياً وقاسياً جداً».
في السياق نفسه طرحتُ السؤال نفسه على جورج حاوي أشهر الأمناء العامين للحزب الشيوعي اللبناني. سألته إن كان يكره ميخائيل غورباتشوف آخر الزعماء السوفيات فكان رده: «لا أكرهه. أنا أحتقره». حذر حاوي من المشاكل الهائلة التي قد يولدها الانهيار السوفياتي والخلل في التوازنات الدولية. ولفت إلى أن الاتحاد السوفياتي وفّر العلم لجموع هائلة وشارك في غزو الفضاء ويملك ترسانة نووية هائلة داعياً إلى التمعن في موقع روسيا وإمكاناتها ومخاطر تهميشها أو إذلالها.
وكان القاسم المشترك في إجابات «الأيتام» العرب هو أن انهيار الاتحاد السوفياتي هزيمة أكبر من أن تقبلها روسيا وتهضمها، وهو انتصار أكبر من أن تستطيع سياسة «الغطرسة» الأميركية إدارته بعقلانية. وإذا كان الانهيار السوفياتي خلّف جرحاً عميقاً في نفوس الشيوعيين العرب فكيف يكون الحال في روح كولونيل الـ«كي جي بي» فلاديمير بوتين الذي كان مقيماً قرب جدار برلين ساعة تهاويه فقفل عائداً إلى الاتحاد السوفياتي الذي لن يتأخر كثيراً في الانهيار.
ابتهج الغرب بالانتصار المدوي الذي حققه نموذجه. حرب عالمية ثالثة حسمت بجاذبية النموذج ومن دون رصاص. لم يدُر في خلده يومها أن الرصاص سيأتي مهما تأخر وستكون ساحته أوكرانيا التي لم يتردد بوتين في اعتبارها اختراعاً لا جذور له خارج المهد الروسي ومجرد خطأ ارتكبه أسلافه قبل قرن.
شهادة أخرى على عدم تنبه الغرب للمخاطر جاءت على لسان موريس غوردو مونتاني الذي عمل مستشاراً دبلوماسياً للرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك. روى الدبلوماسي الفرنسي أنه زار موسكو في 2006 بتكليف من الرئيس وكانت أوكرانيا أبرز النقاط على جدول أعماله مع نظيره الروسي. قال إنه طرح فكرة توفير ضمانات أطلسية - روسية مشتركة لحدود أوكرانيا في مقابل انتهاجها سياسة الحياد. وأضاف أن ما طرحه لقي اهتماماً من الجانب الروسي لكن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس كانت صارمة حين أطلعها على مهمته واعتبرت أنه ليس من حق فرنسا عرقلة انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف «الناتو». ولفت إلى أن الحلف وافق في قمة بوخارست في 2008 على إرجاء موضوع انضمام البلدين بناء على إلحاح فرنسا وألمانيا لكنه لم يتراجع عن مبدأ حقهما في الانضمام.
أثار بوتين في أكثر من مناسبة مسألة تخوف بلاده من اجتذاب أوكرانيا إلى حلف «الناتو» واحتمال مرابطة الصواريخ الأطلسية على مقربة من روسيا. لكن بوتين لم يذهب في مطالباته حد التسبب في مواجهة مع الغرب أو قطيعة معه. كان الرئيس الروسي يحتاج آنذاك إلى مزيد من الوقت لإعادة تأهيل الجيش الذي ضربه زلزال الانهيار السوفياتي وإعادة تأهيل الاقتصاد بعد موسم الفوضى والفساد الطويل الذي ساد في عهد سلفه بوريس يلتسين.
أغلب الظن أن الغرب المنتصر رفض التوقف عند الجروح الروسية العميقة. عند جرح البلد الذي دفع غالياً عبر التاريخ ثمن الغزوات التي استهدفته وجاء بعضها من القارة الأوروبية مرة بأحلام نابوليونية وأخرى بأوهام هتلرية. دفع التاريخ روسيا إلى الشعور بعقدة الحصار وأنها هدف على لائحة أي قوي يظهر في الغرب. شعرت أن الغرب المنتصر يريد معاملتها كدولة من الدرجة الثانية. لهذا رمّم بوتين روح الجيش ورمّم الترسانة وحين وثق من قدرته استعاد القرم وتدخل عسكرياً في سوريا. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد انخرطت موسكو في لعبة «الجيوش الصغيرة» وأرسلت «جماعة فاغنر» إلى أكثر من بلد أفريقي.
اختلفت مصائر الدول التي قفزت من القطار السوفياتي. بينها «أيتام» ألقوا بأنفسهم في الحضن الأوروبي والأطلسي. وبينها من فضّل الانتظار في خريطته محاولاً تحصينها.
كل هذا الكلام صار من الماضي. تمرد «اليتيم» الروسي على قدره وانتقل إلى الهجوم. العالم عالق اليوم في براثن أزمة غير مسبوقة. قمم متلاحقة وتذكير بالأزرار النووية. بوتين لا يستطيع أن يخسر. وبايدن يطل على المسرح الأوكراني من بولندا وينعت سيد الكرملين بـ«الجزار». يطل من وارسو التي أعارت اسمها سابقاً للحلف المكلف حماية الإمبراطورية السوفياتية. كل هذا يصب مزيداً من الملح في الجروح الروسية. أزمة مخيفة. أوكرانيا تُطحن بين جيشين يتطاحنان والعالم يتحسس أمنه واقتصاده وأسعار الطاقة والحبوب ويرجع قلقاً. هل فات الوقت على استخراج صيغة تشبه تلك التي حلم بها مبعوث شيراك؟ وهل صحيح أنه لم يعد لدى بوتين ما يخسره بعد مطر العقوبات الذي انهمر على بلاده؟ هل وقع العالم في شرك إعادة رسم الخرائط بالدم؟ وحده «المفتاح الصيني» يبدو قادراً على إنقاذ الغرب و«أيتام» الاتحاد السوفياتي والعالم. لكن لتحريك هذا المفتاح ثمن لا بد للغرب من دفعه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أساء الغرب معاملة «الأيتام» هل أساء الغرب معاملة «الأيتام»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib