إيران واقعية ما بعد «الطوفان»
وزارة الصحة الإسرائيلية تُعلن عن اكتشاف ثماني حالات حصبة جديدة في دولة الاحتلال إيران تستدعي عدد من المسؤولين عن انفجار ميناء "شهيد رجائي" للتحقيق بعد ثبوت تقصير في التعامل مع الحادث تراجع قوات الدعم السريع عن المحور الجنوبي بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني إسبانيا والبرتغال تشهد انقطاعاً واسعاً في التيار الكهربائي تسبب في شلل جزئي بالخدمات العامة 24 شهيدا في غزة جراء غارات الاحتلال منذ الفجر وعائلة كاملة في جباليا تحت الركام ارتفاع حصيلة حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52,243 شهيداً و117,639 جريحاً منذ السابع من أكتوبر 2023 اندلاع حرائق كبيرة في منطقة وادي القلط شرقي الضفة الغربية مما أدى إلى هروع قوات الإنقاذ فوز العداءين الأوغندي أبيل شيلانغات والمغربية رحمة الطاهيري بلقب الدورة الثامنة للماراطون الدولي للرباط إصابات متفاوتة لأعضاء فريق حسنية جرسيف للدراجات في حادثة سير هبوط اضطراري لطائرة بريطانية في بوسطن بسبب اصطدام محتمل بطائر ورصد دخان على متنها
أخر الأخبار

إيران... واقعية ما بعد «الطوفان»

المغرب اليوم -

إيران واقعية ما بعد «الطوفان»

غسان شربل
بقلم - غسان شربل

يتحدَّث معلقون إيرانيون بارتياح على الشَّاشات عن آفاق المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة. بينهم من يلمح إلى أنَّ شهر العسل مع «الشيطان الأكبر» ممكن ووارد إذا صدقت نياته. يلفتون إلى ما يعتبرونه حاجة متبادلة. حاجة إيران إلى اتفاق يُخرجها من دائرة العقوبات والاتهامات، وحاجة الإدارة الأميركية إلى إنجاز بحجم اتفاق مع إيران في ملفها النووي. يقولون إنَّ لدى واشنطن ما تقدمه لطهران، وإنَّ العكسَ صحيحٌ أيضاً. ويشيرون إلى أنَّ العالم يعيش اليوم بلغة المصالح لا بلغة التعابير الحماسية التي تسود في مواسم التوتر.

لا يتردَّد بعضهم في القول إنَّ إدارة دونالد ترمب قد تشكل فرصة لإيران لأنَّها تريد الدخول إلى الأسواق الإيرانية وفرص الاستثمار. تستطلع شبكات تلفزيونية آراء مواطنين إيرانيين فتأتي الأجوبة أنَّ الزمن ليس زمن المواجهات المكلِّفة بل زمن التعاون واحترام المصالح. المشاركون في جولات الحوار الأميركي - الإيراني لا يترددون في الحديث عن أجواء مفيدة وبناءة وخطوات أولية يمكن البناء عليها.

كان يُفترض أن تكون المناخات الحالية بين واشنطن وطهران مناخات توتر على شفير المواجهة. سيد البيت الأبيض الحالي هو دونالد ترمب. إنَّه الرجل الذي مزق الاتفاق السابق الذي نجحت إيران في الفوز به في عهد باراك أوباما. وهو الرجل نفسه الذي أمر بقتل الجنرال قاسم سليماني قرب مطار بغداد. وهو أيضاً الذي قال لإيران قبل أسابيع إنَّ عليها أن تختار بين اتفاق جديد أو ضربة قد تأتيها من إسرائيل وبدعم أميركي. لم تعتد إيران قبول لغة التخاطب هذه لكنها قبلت هذه المرة.

من حق المراقب أن يتساءل عن سبب هبوب رياح الواقعية على الموقف الإيراني. هل تبحث إيران عن هدنة لأنَّ ترمب يعني ما يقول حين يهدد؟ هل تشعر بأن الرجل الذي اتخذ قراراً من قماشة قتل سليماني لن يتردد في إعطاء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لتدمير المنشآت النووية الإيرانية وبمساعدة أميركية لا بدَّ منها لإنجاز المهمة؟ هل استنتجت طهران ما يجب استنتاجه من سلسلة الحروب التي اندلعت بعد «طوفان الأقصى»؟ لم تستطع إنقاذ «حماس». ولم تستطع إنقاذ «حزب الله». ومشهد المواقع الحوثية تحت النار الأميركية لا يحتاج إلى تفسير. هل أدركت طهران حجم الخسارة التي شكَّلها إخراج سوريا من محور الممانعة وإخراج بشار الأسد منها؟ هذا فضلاً عن ميل العراق إلى النأي بنفسه عن أي حريق محتمل.

واضح أنَّ إيران اتخذت منذ سنوات طويلة قراراً قاطعاً بعدم الدخول في أي مواجهة عسكرية مباشرة مع أميركا. شاءت المهنة أن أسمع هذا الكلام من مسؤولين إيرانيين قبل سنوات طويلة. طرحتُ على من التقيتُهم في طهران سؤالاً بسيطاً وهو عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة في ضوء التوترات المتكررة. وجاء الجواب بصيغ مختلفة لكنه بمضمون واحد وهو: «إنك تسأل عن الحرب التي لن تقع». ولم يتردد بعضهم في القول إن إيران تجيد الإقامة على شفير الحرب من دون الانزلاق إليها.

طلبت تفسيراً لهذه القناعة باعتبار الحرب مستبعَدة فجاءت الأجوبة: دعك من لغة التعبئة والإعلام. إيران تعرف أن الجيش الأميركي قوة هائلة قادرة على تدمير أي هدف في العالم. لا مصلحة لنا في الاصطدام بقوة نعرف أنَّها قادرة على إعادتنا عقوداً إلى الوراء. الطائرات الأميركية يمكن أن تُلحق خسائر فادحة بمصانعنا ومطاراتنا وبكل ما حققناه منذ انتصار الثورة.

لكن مع التفسير تأتي تأكيدات: هذا لا يعني أبداً الاستسلام أمام طغيان القوة الأميركية. نحن نملك أوراقاً للضغط، ونجيد استخدامها. ثم إنَّ أميركا تعرف في المقابل أهمية إيران وحجمها واستحالة تكرار التجربة العراقية على أرضها، أي إسقاط النظام بغزو بري. كل هذا لا يعني أننا نقبل بالسياسة الأميركية في المنطقة سواء في فلسطين أو خارجها. نحن في مواجهة مع أميركا لكنها مواجهة في المنطقة وليست في الداخل الإيراني. لن تبقى المنطقة بُحيرة تصطاد فيها أميركا ما تشاء بغض النظر عن إرادة أهلها، ونحن لنا حلفاء في أكثر من مكان. الرهان على الأذرع وحروب الاستنزاف بالواسطة.

كان قرار تفادي المواجهة العسكرية المباشرة مع أميركا حاضراً في أصعب الظروف التي عاشتها المنطقة. وفي الوقت نفسه كانت إيران تقود انقلاباً كبيراً على الحضور الأميركي في الشرق الأوسط. كان الغرض من العمليات الانتحارية التي نُفذت في بيروت تقويضَ الحضور الأميركي والغربي في هذا البلد. وتولى الجنرال قاسم سليماني شخصياً هندسة عملية استنزاف الوجود العسكري الأميركي في العراق، وتسهيل تسرُّب «المجاهدين» إلى الأراضي العراقية.

وحقق الانقلاب الإيراني نجاحاً واضحاً حين تكرست سوريا حلقة ثابتة في المحور، وباتت طريق سليماني مفتوحة من طهران إلى بيروت بعد المرور في العراق وسوريا، لكن ذلك من الماضي. تغيرت بيروت وتغيرت دمشق. وها هم الحوثيون يستجيرون بالأنفاق في معركة بلا آفاق. تفكك المحور تحت وطأة الوحشية الإسرائيلية والدعم الأميركي والتفوق التكنولوجي.

هل سلمت إيران بأنَّ حقبة الانقلابات التي غيرت موازين القوى في المنطقة وأربع خرائط منها قد انتهت؟ لا شك أنَّ إيران التي ذهبت إلى المفاوضات الحالية مع أميركا ذهبت بأوراق أقل. «حماس» نفسها تطرح هدنة لخمس سنوات، وتعلن تخليها عن الرغبة في إدارة القطاع. «حزب الله» لا يملك هو الآخر خيارات كثيرة. يصعب عليه الرجوع إلى الحرب بعدما باتت سوريا في عهدة الرئيس أحمد الشرع. يُعرف أيضاً أنَّ أكثرية اللبنانيين تُعارض العودة إلى الحرب، وتؤيد حصر السلاح بيد الدولة.

المفاوضات الأميركية - الإيرانية مفتوحة. والقفز من القطار صعب، وينذر بعواقب وخيمة. وإيران تفاوض بواقعية ما بعد «الطوفان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران واقعية ما بعد «الطوفان» إيران واقعية ما بعد «الطوفان»



GMT 14:21 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

عودة إلى الفردوس المفقود: سوق العبودية

GMT 14:18 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

«تجليّات» رامي مخلوف

GMT 14:16 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

ثقافة ما تحت الدولة

GMT 14:14 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

المشرق... السيادة والرهانات على الدولة الوطنية

GMT 14:13 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

سناء جميل خارج الخريطة!!

GMT 14:12 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

شخلل علشان تعدى!

GMT 14:10 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

كأنها نكتة

GMT 14:09 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الكربون والسيليكون

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 11:39 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

أرسنال يقصي ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 20:10 2019 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

البورقادي يتعاقد رسميًّا مع فريق المغرب الفاسي

GMT 19:57 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة ريانير تطلق تذاكر بـ 100 درهم من فالينسيا إلى طنجة

GMT 12:42 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

هدى أنور توقع روايتها الجديدة "صوفي" الجمعة

GMT 01:41 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجوى كرم تُشوّق جمهورها لعمل يجمعها بـ"شيرين "

GMT 17:50 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

تعرفي علي موضة الحجابات الملونة لموسم ربيع 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib