«بضع ساعات فى يوم ما» شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه

«بضع ساعات فى يوم ما».. شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه!

المغرب اليوم -

«بضع ساعات فى يوم ما» شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

«بضع ساعات فى يوم ما»، تجربة حقًا تستحق المشاهدة، فى زحام الأفلام وتكرار كل ما هو مكرر، تأتى كبارقة أمل للخروج عن النمط. لم تكتمل تمامًا، إلا أنها حملت وميضًا ما يستحق البناء عليه.

أصبحنا أسرى للإجابات المعلبة، التى تتردد فى الشارع. ستجد المواطن الذى غالبًا لم يعد يتعاطى مع السينما، بسبب الضغوط الاقتصادية، التى تعانى منها الطبقة المطحونة التى نطلق عليها تجاوزًا «متوسطة». ورغم ذلك، فإن أغلب هؤلاء المطحونين يرددون موقنين من صدق الإجابة، أن سر أزمة انفلات الشارع هى مسلسلات محمد رمضان وأفلام أحمد السبكى.

رمضان واقعًا ابتعد عن مسلسلات رمضان وأخذ كتف غير قانونى أقصاه عن الشاشة الصغيرة، حتى الآن نحو عامين قابلة للزيادة، ومساحات العنف والدموية فى عدد من المسلسلات الأخرى تجاوزت كل ما قدمه رمضان على الشاشات.

نتوقف مع الإجابة الثانية، «السبكى» يقصدون أحمد السبكى، هو المسؤول عن التردى فى السينما، رغم أنه حاليًا هو أجرأ منتج سينمائى. الرجل محترف سينما يحسبها بدقة، هو الأقدر حاليًا على قراءة الجمهور، بينما أغلب شركات الإنتاج تترقب الموقف من بعيد لبعيد. فى السنوات العشر الأخيرة، تغير المؤشر من فيلم قائم على (مطرب وراقصة وإفيه جنسى) إلى فيلم (شرعى) فى كل تفاصيله، كما أنك ستكتشف أنه صاحب إرادة فى انتقاء الأفلام. قسط وافر منها تجرى أحداثها فى فترة زمنية محددة: يوم أو ليلة أو بضع ساعات.

لا يمكن أن تقول مثلًا إنها تعبر فقط عن رؤية كاتب ومخرج، هذا لا يكفى لو لم يتحمس منتج. السبكى يكسر النمط، سترى فى العديد من أفلامه (الأفيش) الذى يسمح بتوفر عدد كبير من النجوم، يعرف بالضبط مفاتيحهم، يقنعهم بالموافقة وتوقيع العقد. لا أتصور أن النجوم يحصلون على أجورهم التى يتقاضونها من الآخرين. المعادلة تلعب دورًا مهمًا فى تخفيض الأجر. محدودية عدد أيام التصوير، وهكذا يحصلون على أجور أقل، مثلًا يتفقون على أسبوع تصوير بدلًا من أربعة، وهكذا يضمن اسم النجم على (الأفيش) وفى نفس الوقت يوفر فى الميزانية.

«بضع ساعات فى يوم ما» هى القصة الثانية التى تقدم على الشاشة للكاتب محمد صادق الذى شاهدنا له قبل نحو عشر سنوات «هيبتا». يحاول صادق أن يحلل الشخصيات ويعيد قراءة النفس بكل ما هو معلن أو مكبوت، يبدأ من موقف يبدو ثابتًا إلا أنه يطل عليه بمنظاره الخاص، فتلمح أنه فى العمق يفيض بالغليان والبركان والزلزال.

الأحداث هذه المرة لا تتجاوز ٨ ساعات، من خلالها تطل على الحياة بكل أبعادها. الثنائيات يعبر من خلالها على مواقف فى الحياة. يتصدر المشهد الثنائى هشام ماجد وهنا الزاهد، لترسم ملامح الشخصيات. هشام إنسان يشعر أنه بلا معنى، لا يمتلك موقفًا، يلتقى مع فتاة تقترب من الثلاثين، إلا أنها لم تنضج بعد. تتعثر سيارتها، وتبدأ علاقة عابرة تفضى إلى تضحية وحب.

علاقة أخرى موازية بين مى عمر، راقصة بالية سابقة، وأحمد السعدنى، الذى يبيع الوهم على (السوشيال ميديا). يشعر بضآلته أمام زوجته ويعوض ذلك بالعنف المفرط. أيضًا، أسماء جلال، مخطوبة من محمد الشرنوبى، ولكنها لا تزال تحب الرجل الأول فى حياتها محمد مهران، وهو متزوج من ناهد السباعى. نمط من الرجال، يريد أن يشعر بفحولته وجاذبيته فيخترع حكايات وهمية.

ثنائية أخرى هدى المفتى الطرف الآخر بالصوت فقط، كريم فهمى، تتعرف على مشروع لحكاية عاطفية كاذبة، الطرفان فى حاجة إليها.

الحالة الدرامية تنتقل بين الشخصيات دون أن تكتمل الحكايات. محمد سلام يقدم شخصية شاب مدمن تحقيق تريند، ومايان السيد وخالد أنور، وعقدة نفسية لزنا المحارم. الشخصيات كلها غير مكتملة، ولم تكن بحاجة لكى يبحث لها الكاتب عن نهاية درامية. هى مكتملة بهذا النقصان. إلا أننا نرى مثلًا هشام وهنا قررا الزواج أو انتحار كريم فهمى، أو فضح مهران أمام زوجته ناهد السباعى، أو استكمال كل من مى عمر وأحمد السعدنى لشروط اللعبة. التناثر فى الحوار كان هو البطل، والقوس كان ينبغى أن يظل مفتوحًا. ممكن أن يقدم فقط إرهاصة للنهاية وليس بالضبط النهاية.

الفيلم تجرى أحداثه والليل حالك الظلمة، وتنتهى وبارقة الصباح ووداع (هنا الزاهد) فى المقابر لأبيها، وأمل فى لقاء قادم.

جرأة فى اختيار الفكرة تكسر حالة الجمود فى الحالة السينمائية التى عايشناها. لو منح المخرج مساحة أكبر فى التعبير بالصوت والصورة، لاحتل هذا الشريط مكانة استثنائية على خريطة السينما المصرية. أقول لو!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بضع ساعات فى يوم ما» شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه «بضع ساعات فى يوم ما» شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه



GMT 20:19 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

‎قمة الدوحة.. نريدها إجراءات وليست بيانات

GMT 20:16 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

سدودنا فارغة وسرقة المياه مستمرة

GMT 20:12 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

تاريخ «لايت»

GMT 20:10 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ما بعدَ هجوم الدوحة

GMT 20:08 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

بول بوت... جنون الإبادة الذي لا يغيب

GMT 20:07 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ربع قرن على هجمات 11 سبتمبر

GMT 20:05 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

انزلاقات المرحلة

GMT 20:03 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

أميركا... معارك الرصاص لا الكلمات

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929

GMT 23:46 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنك مغربي يصرف شيكا باللغة الأمازيغية

GMT 23:52 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

الفيضانات تقتل 141 حيوانًا بريًا في الهند

GMT 11:06 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الكشف عن "ميني كاب"أصغر سيارة إطفاء في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib