«تحت سماء دمشق» كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية
دونالد ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت بسبب عمليات ترحيل إسرائيل تدعو إلى سحب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل مع الدولة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهاجم سفينة الحرية المحملة بمساعدات إنسانية أثناء اقترابها من شواطئ قطاع غزة المنتخب البرتغالي يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه نادي بريشيا الإيطالي لكرة القدم يتجه لإعلان إفلاسه بعد نحو 114 سنة على تأسيسه نفاد تذاكر المباراة الودية بين المغرب والبنين التي ستجري مساء الإثنين بفاس واتساب يختبر أداة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة مقتل امرأة برصاص الشرطة الألمانية بعد طعنها شخصين في ميونخ وزارة الصحة الفلسطينية تعلن توقف 23 مستشفى عن العمل في غزة بسبب اعتداءات الاحتلال وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد إلى 21 في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

«تحت سماء دمشق».. كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية؟

المغرب اليوم -

«تحت سماء دمشق» كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

من الأفلام التى أعتقد أنها سوف تحظى بجائزة (الوهر الذهبية) لأفضل فيلم تسجيلى طويل (تحت سماء دمشق)، والتى تعلن مساء الخميس القادم.

شاهدت الفيلم لأول مرة فى مهرجان (برلين) واقتنصه (وهران) وشارك فى إخراجه هبة خالد وعلى وجيه وطلال ديركى، شعرت برغبة فى قراءة أخرى للشريط السينمائى.

الفيلم يلقى ظلالا عميقة على حال سوريا اليوم، من خلال رصد حالة المرأة، وما تعانيه، سترى قطعا البيوت المهدمة والأرواح المقهورة، والدموع التى تذرفها القلوب قبل العيون، وهو ما قدمه الشريط السينمائى بعمق وإبداع، بينما ما لم نره هو كيف تم خداع الرقابة فى سوريا، التى تحول دون تصوير الواقع بأى شكل، وتوافق فقط على السينما التى تستند إلى حبكة درامية، لأنها من الممكن مراجعتها قبل التصوير، كيف تمكن صناع الفيلم من تحقيق ذلك رغم قسوة الرقابة وإصرارها على متابعة كل التفاصيل أثناء التنفيذ؟.. تلك حكاية تستحق التوثيق فى فيلم وثائقى يقدم كيف صنع هذا الفيلم.

لكن قبل أن نسرد الشريط بكل أبعاده يحلو لى، وأنا فى الجزائر، أن أتناول شيئا من المواقف الفنية والثقافية فى تاريخ البلد الشقيق.

الرئيس الأسبق هوارى بومدين فى حياته الكثير من التفاصيل، التى تذكرك مباشرة بالرئيس جمال عبدالناصر، كل منهما لم يكن أول رئيس للجمهورية، لكنه أصبح كذلك، كل منهما كان لديه عشق وطنى وقومى، وأصدر قرارات مصيرية أعادت تشكيل الأمة، تعريب الجزائر بالقانون أتصور أنه العمق الاستراتيجى، الذى قدمه الرئيس الجزائرى الراحل لوطنه، خاصة أن بومدين درس فى الأزهر الشريف فأتقن العربية، وكانت له أيضا إطلالته الفنية، فهو قارئ للأدب.

روى لى الإذاعى الكبير أحمد سعيد الذى كان مسؤولا عن (صوت العرب) أن أول بيان أذاعه بن بيلا عن ثورة الجزائر عام ١٤٥٤ من الإذاعة المصرية، كانت المشكلة هى أن بن بيلا لا يستطيع نطق العربية، فكيف يطالب بتحرير الجزائر من فرنسا وهو يتحدث بالفرنسية؟، وتمت كتابة كلمته بالحروف اللاتينية ليسجلها بن بيلا من الاستوديو بالقاهرة بصوته وتصل للشعب الجزائرى باللغتين، هكذا كانت الإذاعة المصرية فى ذلك الزمن تقف فى المقدمة مع الشعوب فى النضال من أجل التحرر.

من مواقف بومدين عشقه للفن، وكان قد رشح وردة للغناء فى العيد الوطنى للجزائر ١٩٧٢، بينما زوجها جمال القصيرى وكان زميلا لـ بومدين منذ الخمسينيات فى الكفاح الوطنى عارض بشدة عودتها للفن، وبالتالى سفرها للقاهرة، ووجه بومدين لهما الدعوة للإفطار معا فى بيته، وقال له القصيرى إنه لن يقبل أن زوجته وأم طفليه رياض ووداد تعود للغناء، فسألها بومدين هل لاتزال لديك رغبة؟ أجابت بنعم، وهنا طرح الزوج احتجاجا ورقة الطلاق، وخيّرها بومدين فاختارت الغناء، وبعد الحفل الوطنى عاودت مشوارها الغنائى فى مصر وتزوجت من الموسيقار بليغ حمدى مارس ١٩٧٣.

حكاية أخرى كان بطلها أيضا بومدين عن فيلم (زد) إخراج كوستا جافراس، الحائز على أوسكار عام ١٩٧٠، والفيلم مثّل الجزائر فى (أوسكار) أفضل فيلم دولى (أجنبى) غير ناطق بالإنجليزية، الفيلم يحصل على الجنسية- من جنسية جهة الإنتاج - والدولة الجزائرية من خلال المركز السينمائى الجزائرى ممثلة فى المخرج أحمد راشدى كانت هى المنتج، كما أن راشدى ساهم شخصيا بحصة من ماله الخاص فى الإنتاج.

لم يكن طريق الفيلم ممهدا، لاقى صعوبات رقابية لأنه ينتقد الحكم العسكرى فى اليونان فى عقد الستينيات، وزير الثقافة الجزائرى كان يخشى من الإسقاط السياسى على الجزائر فاعترض على إنتاجه، بينما راشدى راهن على الفيلم، وقبل ذلك على سعة أفق هوارى بومدين الذى قرأ السيناريو وتحمس، رغم المحاذير وقال له فى اللقاء المباشر بينهما: طالما أنت موافق فأنا كذلك، وأضاف مداعبا: لو الفيلم فشل سوف يهاجمونك ولو نجح سوف يمدحوننى، وحقق (زد) الأوسكار الوحيد لنا حتى الآن فى العالم العربى.

وبالمناسبة، كان من الممكن أن يصبح الفيلم التسجيلى الطويل (تحت سماء دمشق) هو الثانى حيث إنه وصل للقائمة القصيرة التى يتنافس فيها خمسة أفلام فى مطلع هذا العام، ولم تكن الأولى عربيا، فعلتها موريتانيا ولبنان والجزائر وتونس وفلسطين والمغرب واليمن، بينما نحن نحاول منذ عام ١٩٥٨، ولم نتمكن من الوصول حتى للقائمة الطويلة التى يتنافس عليها ١٥ فيلما.

تمكن فريق العمل من المخرجين الثلاثة فى فيلم (تحت سماء دمشق)، الذين يقيمون خارج سوريا، من خداع الرقابة، تقدموا بعمل دراما اجتماعية عن المرأة ومن خلال مسابقة لاختيار من تصلح للتمثيل بدأ الخيط ووافقت الرقابة، وأصبح المزج بين العالمين التسجيلى والروائى هو مفتاح قراءة الفيلم.

الفيلم يشارك فى إنتاجه أكثر من دولة أوروبية مثل ألمانيا، ورغم أنه لا يحكى أو يحاكى مباشرة عن سوريا بعد الثورة فإنه يلقى لنا بالكثير من الخيوط، وهكذا مثلا نرى ممثلة سورية وجدت نفسها داخل المعتقل لأنها قالت رأيا معارضا لم يكتف النظام بإغلاق الأبواب الفنية أمامها، بل اعتقلوها، كما أن الشريط يفضح التحرش الذى يمارسه ضد النساء عدد من أصحاب النفوذ.. ومن لا تخضع تلقى كل أنواع العذاب من النظام، النساء يجتمعن للتعافى عن طريق البوح والفضفضة المليئة بالمعاناة، ثم تذهب بعضهن إلى بيروت للاستشفاء.

اقترحت على المخرجة هبة خالد، التى صاحبت الفيلم فى (وهران)، أن تكتب سيناريو لفيلم جديد عنوانه (كيف تخدع الرقابة)؟.

أنتظر أن يتوج هذا الفيلم بجائزة (الوهر الذهبى) لأفضل فيلم عربى تسجيلى.. يستحقها وعن جدارة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تحت سماء دمشق» كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية «تحت سماء دمشق» كيف خدعت المخرجة الرقابة السورية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib