الإبداع لا يقبل القسمة على اثنين
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

الإبداع لا يقبل القسمة على اثنين!

المغرب اليوم -

الإبداع لا يقبل القسمة على اثنين

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

فى حياتنا الغنائية تجارب قليلة جدًا شارك فيها ملحنان معًا فى تقديم عمل فنى واحد، غالبا الرحيل المفاجئ هو السر.

بليغ حمدى مثلًا عند رحيل فريد الأطرش نهاية عام ١٩٧٤، أكمل لحنه (كلمة عتاب) الذى أعده فى البداية لأم كلثوم ولكنها كالعادة تهربت فى اللحظات الأخيرة، وبدأ التفكير فى إسناده إلى وردة، وسجله فريد بصوته، ولم يكن قد وضع المقدمة الموسيقية، فقرر بليغ أن يوجه تحية إلى روح فريد فأخذ مقتطفات من أشهر الجمل اللحنية التى ارتبطت بفريد ونسجها فى خيط واحد وصارت هى المقدمة، ليصبح اللحن كله خالصًا لفريد.

عند رحيل الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ١٩٩١، كان لديه لحن لم يكتمل قصيدة فاروق جويدة (فى عينيك عنوانى) غناء سمية القيصر، أكملها الموجى مستلهمًا إحساس أستاذه عبدالوهاب، لم تحقق أى من الأغنية أو القصيدة نجاحًا جماهيريا، ولكن دخلتا التاريخ لأن كلا منهما جمعت بين عملاقين، كان من المستحيل لولا تلك الظروف الاستثنائية أن يلتقيا.

كان هناك مشروع فنى أيضا من المنتظر أن يجمع بين كمال الطويل وبليغ حمدى ووردة، وللتوثيق، كان بليغ من أكثر الموسيقيين تقديرًا لإنجاز الطويل، بينما الطويل دائم الدفاع عن بليغ، عندما انفرد تقريبًا بالتلحين لحليم، منذ مطلع الستينيات ولم يسلم وقتها من غضب الموجى، الذى كان دائم الهجوم على تلك الألحان التى يراها تغتال مشروع عبدالحليم الغنائى، انضم أيضًا للغاضبين سيد مكاوى رغم أنه لم يسبق له التلحين لحليم، إلا أنه كثيرًا ما سخر من تلك الجملة اللحنية (ومنين نجيب الصبر/ يا أهل الله يداوينا/ اللى اكتوى بالحب قبلينا/ يقول لينا)، هذا المقطع الشهير كتبه الشاعر محمد حمزة فى (حاول تفتكرنى)، وبرغم أن ذائقتى الفنية تميل أكثر لمرحلة زمنية أسبق لعبدالحليم وأذنى ترتاح لسماع أغنيات الطويل والموجى وعبدالوهاب ومنير مراد مع عبدالحليم، ولكنى لا أنكر أن موسيقى بليغ منحت حليم دائرة جماهيرية عريضة.

كان الطويل قد أو قف تعاونه مع حليم بعد أغنية (بلاش العتاب) ١٩٦٧، فى فيلم (معبودة الجماهير)، بل إنه قرر ألا يكمل اللحن واقترح عليه أن يسند تلحين (اللزم) الموسيقية إلى بليغ حمدى أو رؤوف ذهنى، والمدهش أن عبدالحليم انحاز للترشيح الثانى.

وحتى لا يضيف أحد أحداثًا تنتهك الحقيقة، فإن الطويل قبل التسجيل استمع إلى إضافات رؤوف ذهنى وأعجب بها فنيًا، إلا أنه وجدها تجرح النسيج اللحنى، وحصل رؤوف على أجره كاملًا، وأعاد الطويل تلحين (اللزم)، ليصبح اللحن خالصا للطويل.

كان الطويل قد قرر الاكتفاء فقط بتلحين الأغنيات الوطنية لحليم، لأنه استشعر أنه- أقصد حليم- كان يلعب دور الزعيم، يقود ويوجه الفرقة الموسيقية حتى أثناء البروفات، وحذره أكثر من مرة، إلا أنه كررها، مثلما كان يفعل مع أستاذه محمد عبدالوهاب وكل من الموجى وبليغ فى العديد من البروفات التى نسمع فيها صوت حليم وهو يوجه الفرقة فى حضور الملحن!!.

كان الطويل يرى أن بليغ يراهن على توظيف شعبية صوت عبدالحليم ويخلق له دائرة جماهيرية مترامية الأطراف، بليغ لم يشترط أن يحتكر صوت حليم ولا حتى صوت وردة، ورحب بأن يتألق على صوتها كبار الملحنين، وكتب بالفعل أغنية باسم حركى (ابن النيل) وطلب من الطويل التلحين، وكان الطويل قبلها لحن لوردة (بكرة يا حبيبى) كلمات عبدالرحيم منصور، واحدة من أكثر الأغنيات خصوصية على خريطة وردة، إلا أن الطويل تراجع فى اللحظات الأخيرة لإحساسه كما قال لى، أن بليغ وهو يضع الكلمات لا شعوريًا يضع أيضًا خياله الموسيقى، وهو لا يريد أن يحدث تناقضًا بين رؤيته ورؤية بليغ، إلا أن جمع بين الطويل وعمار الشريعى فى مسلسل (هو وهى) العديد من الألحان المشتركة أشهرها (خالى البيه) و(يا تيجب لى شوكلاته)، إلا أنه لا الطويل ولا الشريعى كان من الممكن أن يكرر التجربة مع الآخر أو حتى مع آخرين، خاصة بعد أن منح عمار بدون علم الطويل اللحنين لفاطمة عيد انتقامًا من سعاد حسنى، وهذه تستحق وقفة أخرى!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإبداع لا يقبل القسمة على اثنين الإبداع لا يقبل القسمة على اثنين



GMT 12:05 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

ما هذا يا دكتور أشرف؟!

GMT 17:51 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 17:49 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

عن الصور والمصورين.. والشخصيات العامة

GMT 17:45 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 17:43 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 17:41 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 17:37 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 17:33 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:04 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال
المغرب اليوم - الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال

GMT 08:12 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين
المغرب اليوم - اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib