«المستعمرة» سينما الضوء والصوت والإحساس الهامس
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

«المستعمرة».. سينما الضوء والصوت والإحساس الهامس!!

المغرب اليوم -

«المستعمرة» سينما الضوء والصوت والإحساس الهامس

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لكل عمل فنى مفتاح، إنها النسبة الزئبقية التى لا تستطيع تحديدها بدقة. تختلف حسب طبيعة الفيلم. تحدد العلاقة بين الشريط والجمهور. (الترمومتر) هو المعلومة الدرامية. ما الذى تقدمه للمتفرج وما الذى تضيفه أنت؟.

السينما فى تطورها كلغة صارت تزيد من هامش الإيجابية، وكأنك تصنع بتلك الإضافات فيلمك أنت، تنازع المخرج على الفيلم. المعلومات عن الشخصيات والمكان والزمان تتسرب بانسياب بلا أدنى تعمد. تمنحك فقط بداية الخيط. هناك قدر من القتامة والضبابية والمأساوية تسيطر على الجو العام لفيلم (المستعمرة) لمحمد رشاد، والذى عُرض فى قسم (وجهات نظر) بمهرجان برلين.

الشريط بكل تفاصيله من أول تسكين الممثلين، عدد منهم يقف أمام الكاميرا لأول مرة. الأداء المفرط فى طبيعته أحد عناصر خصوصية الفيلم. يمهد لك أيضًا (أبجدية) التلقى. أنت داخل مصنع (الخردة) العتيق، حيث يجرى القسط الأكبر من الأحداث. المكن العجوز، الذى يتجاوز عمره الافتراضى وكأنه يئن من قسوة وتراكم السنين. التجاعيد تعيشها أيضًا الآلات الحديدية. الحركة المتعثرة والإضاءة الخافتة تسهمان فى تأكيد هذا الإحساس. البيت الذى نراه قبل رؤية المصنع مقبض فى كل تفاصيله. الأم الأربعينية، صارت أرملة، مصابة بما يُعرف شعبيًّا بـ(قدم الفيل)، معاقة حركيًّا بنسبة كبيرة، لا يسند ظهرها سوى ابنيها، الأول شاب فى مطلع العشرينيات، والثانى مراهق يصغره بنحو ١٠ أعوام، ومع رحيل الأب يلعب الابن الكبير دور الأب، وهكذا نراه فى بداية الفيلم وهو يعنف شقيقه الصغير. تكرار مشهد المرهم الذى يضعه الابنان تباعًا على قدمى الأم يؤكد أن المواجهة مستحيلة، نرى المرض المتضخم بضراوة أمام أعيننا، بينما سلاح المواجهة يبدو هزيلًا، وكأنك تواجه (ديناصورًا) متوحشًا بـ(نبلة) بدائية.

فى المشاهد الأولى نرى الابن المراهق عندما يعثر فى الدولاب على مطواة، يتأملها مسرعًا، ثم يُعيدها فى لمحة إلى الدولاب، بينما فى المشهد الأخير، وبعد هروب شقيقه الكبير من مطاردة رجال الأمن، يأخذها من الدولاب محتفظًا بها ليؤكد شفرة القراءة التى بدأها معنا، أننا سنضيف بخيالنا ماذا بعد أن صارت المطواة فى حوزته؟، حتى علاقته بتلك الفتاة التى نراها داخل المصنع ليست قصة حب تقليدية، بقدر ما هى تعبير عن احتياج الطرفين لعلاقة ما، لا نستطيع تحديدها بدقة، الشريط كله مجموعة من أسئلة بلا إجابات قاطعة، حتى رحيل الأب، وتعويض ابنيه بالعمل، لم ندْرِ بالضبط كيف رحل، ومَن المسؤول، وكيف تمت الصفقة، مساحة الغموض تجمع الدراما والإضاءة والموسيقى وحركة الكاميرا وأداء الممثلين فى بوتقة واحدة.

شعرت بعد مشاهدة الفيلم أن مستقبل السينما المصرية مشرق، مادمنا وجدنا هؤلاء المبدعين وهم يتقدمون بجرأة وشجاعة، يعثرون على معادلات إنتاجية خارج الحدود، تسمح لإبداعهم بالتنفس.

جميل جدًّا ومنعش أيضًا أن يبزغ اسم مخرج مصرى ليطل علينا من (برلين) يمنحنا قدرًا من الثقة فى القادم. رغم كل المعوقات، فإن هؤلاء المبدعين يستطيعون أن ينفذوا ولو من ثقب إبرة، وعلينا فى نفس اللحظة أن نسارع باحتضانهم، لم نقدم مع الأسف لهذا الجيل شيئًا إلا فيضًا من المعوقات والتوجسات، الدعم المادى أوقفناه قبل نحو ٩ سنوات، كان يتيح للسينمائى الموهوب ومن كل الأجيال ضوءًا أخضر للإسهام فى تنفيذ مشروعه، فيلم داوود عبدالسيد (رسائل بحر) نموذجًا.

ومع توقف الدعم وفى السنوات العشر الأخيرة ازدادت شراسة مخالب الرقابة، وغالبًا هناك قراءة متوجسة خارج النص، تنظر دائمًا بعين الريبة لكل ما هو خارج السياق العام والمحفوظات العامة، ومع الأسف صار هذا الصوت المتحفظ له مريدوه فى الشارع، والأغرب أن من بين المؤيدين والمروجين عددًا من المبدعين، الذين تبنوا نظرية باطلة بأن الفن المسؤول الأول عن حالة التردى والانفلات فى الشارع، ومنحوا المصادرة غطاء شرعيًّا.

يواكب الفيلم تعيين رقيب جديد للسينما يؤمن بالحرية، الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال، الفيلم عُرض فى

(برلين) قسم جديد (وجهات نظر)، والذى يحتفى بالنظرة الجديدة للسينما فى العالم.

سبق أن شاهدت الشريط مرتين، الأولى قبل نحو العام (نسخة عمل)، والثانية بعد اكتماله وعرضه بالمهرجان.

نسخة العمل هى الشريط قبل الرتوش الأخيرة فى المونتاج والمكساج والموسيقى، ولكنها بالنسبة لعين المحترف تستطيع أن تقرأ من خلالها حالة الفيلم.

وتتأكد بعد إضافة الرتوش أننا بصدد مخرج صاحب رأى ورؤية، ومعه عدد من الموهوبين الذين يستحقون الحفاوة، وهم الممثلون أدهم شكر وزياد إسلام وعماد غنيم ومحمد عبدالهادى وهنادى عبدالخالق وهاجر عمر، وصوت محمد صلاح وأحمد عدنان. والموهوبون بزيادة المونتيرة هبة عثمان، ومدير التصوير محمود لطفى، وديكور ياسر الحسينى، وملابس سلمى سامى، وجرافيكس عطية أمين، وموسيقى طونى أوفروو.

فيلم مشرف يؤكد أن الإبداع، رغم كل الظروف المعاكسة، قادر على الحياة!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المستعمرة» سينما الضوء والصوت والإحساس الهامس «المستعمرة» سينما الضوء والصوت والإحساس الهامس



GMT 22:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العمدة

GMT 22:41 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سمير زيتوني هو الأساس

GMT 22:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عن الجثث والمتاحف وبعض أحوالنا...

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... اغتيال إنسانية الإنسان

GMT 22:32 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة... القوة الأممية والسيناريوهات الإسرائيلية

GMT 22:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائب الصحفى

GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib